المحتوى الرئيسى

أثري: قبة الشافعي تسرق منذ 500 عام

03/12 00:39

كشف الباحث الأثري سامح الزهار المتخصص فى الآثار الاسلامية والقبطية أن سرقة مجموعة من الزخارف الخشبية المعمارية صغيرة الحجم بجانب الباب الخشبي لمقصورة السلطان الكامل الأيوبى الموجودة داخل قبة الإمام الشافعى بالقرافة الصغرى، كما أعلنت وزارة الآثار أمس، تأتي استكمالا لسلسلة السرقات الممنهجة التي تستهدف اغتيال التراث الإسلامي المصري.

وأوضح الزهار؛ أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لها قبة الإمام الشافعي إلى السرقة وانتهاك حرمة المكان الأثرية والتاريخية بل والدينية، ففي عام 2009 تمت سرقة عدد من الحشوات الخشبية، وفى نهاية عام 2014 تم كذلك سرقة عدد من الحشوات الأثرية التى قدرت بخمس حشوات.

وكشف الزهار عن سرقة قبة الإمام الشافعي منذ أكثر من 500 عام، حيث كانت تلك القبة مقصدًا للصوص والسارقين قديمًا والباحثين عن الثراء السريع مثل ما يحدث الآن، فذكر المؤرخ “ابن إياس” إن عددا من عسكر الدولة العثمانية قاموا بمهاجمة المقام عام 923 من الهجرة، وسرقوا ما فيه من البسط والقناديل بحجة البحث عن بقايا المماليك البرجية ولكن السرقة كانت هدفهم ومقصدهم.

وعن الأهمية التاريخية لتلك القبة،أكد الأثري سامح الزهار إن تلك القبة الضريحية للإمام الشافعي هى إحدى ملحقات مسجد الإمام الشافعي في شرق القاهرة وتحتوي على أضرحة الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، وضريح شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبي، وضريح الملك الكامل بن العادل ووالدته، ومقابر أولاد ابن الحكم وعدد من أئمة المذهب الشافعي.

وأضاف إن المقصورة كانت في الأصل حول قبر الإمام الشافعي إلى أن تم استبدالها بمقصورة أخرى وضعتها لجنة حفظ الآثار العربية في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني، وتم وضع المقصورة القديمة فوق قبر السلطان الكامل بالقبة، وهي تتكون من أربعة جوانب من الخشب المطعم بالصدف، وتقسم إلى ثلاثة أقسام أفقية بحيث يكون الجزء السفلي عبارة عن حشوات مستطيلة بها زخارف هندسية مطعمة بالصدف، والجزء الأوسط والعلوي عبارة عن قوائم خشبية مطعمة بالصدف، ويعلو المقصورة عرائس علي شل أوراق نباتية ثلاثية.

ولفت إلى أنه يوجد في الضلع الشمالي الغربي من المقصورة بابها الذي يتألف من ضلفتين يعلوهما عقد نصف دائري وبه 6 حشوات كتابية مطعمة بالصدف بها أبيات من الشعر تقول (إن للإمام الشافعي محمدا.. سلطان مصر له جل مقام.. ناهيك من ورد الحديث عجائب.. العالم القرشي والإسلام.. بالعلم قد ملأ الطباق فأرخت.. لمحمد للناس خير إمــام 1185هـ )، كما دون أسفلها ( تجدد في عهد خديو مصر عباس حلمي الثاني سنة 1309هـ ).

وأشار إلى أن ” عبدالرحمن الجبرتي ” في كتابه (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ذكر أن علي بك الكبير قام بتجديد القبة وأزال ما عليها من الرصاص القديم من وقت الملك الكامل، ويذكر نصاُ ( ثم جعلوا عليه صفائح الرّصاص المسبوك الجديد المثبت بالمسامير العظيمة)، كما ذكر المقريزي في الجزء الثاني من كتابه (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) المعروف بخطط المقريزي ويتفق معه ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) وابن إياس في كتابه (بدائع الزهور في وقائع الدهور) أنه يوجد بالضريح إلى جوار مرقد الإمام الشافعي تابوت من الخشب فوق قبر أم الملك الكامل، وهو لا يقل في أهميته عن تابوت الشافعي قد زخرفت جوانبه بحشوات بها زخارف نباتية تتوسطها حشوات نجمية وعند رأس التابوت من الناحية الجنوبية كتابة بخط النسخ الأيوبي تسجل وفاتها قبل الفجر من الليلة التي صبحها يوم الأحد الخامس والعشرين من صفر سنة 608 وهذا التاريخ الهجري يقابل سنة 1211م وهو (تاريخ بناء القبة الضريحية).

ولفت الباحث الأثري إلى أن هناك عددا من السرقات التي شهدتها الآثار الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها سرقة مشكاوات مسجد الرفاعي إلا أنها بفضل الجهود المكثفة للشرطة والنيابة العامة قد تم استعادتها، ولكن من قبل ذلك فقد فقدنا الكثير والكثير وعلى سبيل المثال لا الحصر سرقة “النص التأسيسي” من المنبر الخشبي لمسجد “تمراز الأحمدى”، وسرقة النص التأسيسي لإيوان السادات الثعالبة التابع لمنطقة الإمام الشافعي، وسرقة الحشوات المكفتة بالفضة من باب مسجد السلطان برقوق بشارع المعز.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل