صور| سيدة من أسر العريش: الدواعش سرقوا جهاز بنتي

صور| سيدة من أسر العريش: الدواعش سرقوا "جهاز بنتي"

عيون شاردة امتلأت بالحزن والدموع، يظهر عليها علامات القلق والأرق، وعلامات استفهام تشغل البال، ولم تجد لها إجابة حتى الآن، تتساءل إيمان حنا، سيدة في أواخر العقد الخامس من العمر متى سيأتي وقت العودة إلى البيت؟، 15 يومًا مروا كأنهم سنوات بعيدا عن المنزل، الذي شهد اللحظات الحلوة والمرة.

وبصوت امتلأت نبراته بالحزن، تحكي السيدة، التي يمثل لها الإيمان بالله قيمة أكبر من كونه فقط اسمها في بطاقة إثبات الشخصية، أنها تركت منزلها بمدينة العريش بشمال سيناء، خوفا من الجماعات التكفيرية، التي أرسلت العديد من التهديدات بالقتل والخطف لها ولعائلاتها، تاركه خلفها حكايات وذكريات تكونت على مدى أكثر من 30 عاما.

وبالحديث معها قالت، "من وقت ما جينا إسماعيلية والناس كلها مرحبة بينا، ووفرولنا الأكل والدواء، ومكان ننام فيه، وأهو النهارده هيسلمونا شقق نعيش فيها، بس الواحد مش عارف يفرح، أنا عايزة أقضي اللي باقي من عمري في العريش، حياتي كلها هناك، أنا على طول بصلي أدعي ربنا ينصر ولادنا في الجيش على الإرهابيين اللي هناك، ونرجع نعيش زي زمان".

لحظات من الصمت تمسح خلالها السيدة المسنة دموعا ملئت عينيها، وهي تستعيد ذكرياتها في أحضان العريش، وتستكمل، " أنا بنتي على وش جواز، ولما سيبنا البيت مالحقناش نلم كل حاجتنا اللي هناك، ويادوبك خرجنا بهدومنا، وعرفت بعدين أن بيتنا اتفتح، واتسرق منه كل حاجة، حتى الجهاز بتاعها، ويا عالم هقدر أجيبلها غيره ولا لا، وجوزي كان بيشتغل في التأمين الصحي، ومن ساعة ما جينا الإسماعيلية وهو قاعد من غير شغل، وأدينا عشمانين في ربنا وفي الحكومة ينقلوه شغل قريب زي ما وعدونا".

وتلتقت مونيكا عبد المسيح، أطراف الكلام من إيمان، قائلة " الجماعات الإرهابية كانوا بيوزعوا علينا منشورات ويبعتونا رسايل على النت كلها تهديد بالقتل، أنا جوزي بيشتغل في القوات المسلحة، وخطفوا أخوه عشان يضغطوا عليه، ويضعفوا من عزيمته، لكن محاولاتهم لن تنجح، واحنا خرجنا من العريش وكلنا ثقة في ربنا وجيشنا إننا هنرجع بيوتنا قريب أوي".