المحتوى الرئيسى

ماء طوبة ولبن أمشير.. أصل الشهور القبطية والأمثلة المرتبطة بها

03/11 18:10

بخلاف تقويمنا الميلادي والآخر الهجري، ربما يغفل البعض أن للمصريين القدماء تقويما خاصا بهم يعود لآلاف الأعوام، يقول القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الانشا" على لسان أحد الرحالة "عرفت أكثر المعمور من الأرض، فلم أر مثل ما بمصر من ماء طوبة، ولبن أمشير، وخروب برمهات، وورد برمودة، ونبق بشنس، وتين بؤونة، وعسل أبيب، وعنب مسرى، ورطب توت، ورمان بابة، وموز هاتور، وسمك كيك.

ويعني المصري القديم بارتباطه بأرضه وتراثه، الأمر الذي جعل الفلاح المصري يتعلم بالفطرة شهور السنة القبطية، وجعل من إحداثها وبدايات أشهرها مواسم للخير وسماها أيام رحمة يبذل فيها للفقراء ويبر أهله بالطعام، محتضنا هذا التقويم، وظل يتوارث العمل به في زراعته منذ عرف هذا التقويم في عام 4241 قبل الميلاد وهو جزء من التراث المصري الفرعوني ظل يمتد وينساب في سهولة وبساطة ويسر في الوجدان المصري منتظما مع دورة المحاصيل الزراعية متوافقا مع الطقس على طول فصول السنة دون أدنى تغيير أو تبديل.

وللسنة القبطية ارتباط وثيق بتراث الأمثال الشعبية فى مصر ولا يخلو شهر من شهورها من مثل أو أكثر :

هو أول الشهور القبطية وينسب إلى الإله توت أو تحوت إله الحكمة والعلم والمعرفة، ومبتكر الكتابة، وقد رمزوا له بالطائر المقدس أبو منجل "ايبس" الذي يأتي في بداية السنة الزراعية مبشرا الفلاح ببدء موسم الزراعة. وفي الأمثال الشعبية "توت ري ولا تفوت" أي الفلاح الذي لا يستطيع أن يروي أرضه هذا الشهر لا يستفيد من زراعتها. والمثل التالي "توت يقول للحر موت" نسبة إلى انكسار نسبة الحرارة في هذا الشهر. ومن أشهر الأمثلة "توت حاوي توت" أي أن الحاوي يتكلم بالعلم والمعرفة بلسان الإله توت.

وشهر توت يأتى في الفترة من 11 سبتمبر إلى 10 أكتوبر.

أي شهر حابي إله النيل، ويعنى أيضا شهر الاوبت أي عيد انتقال الإله امون من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر محملا على القارب المقدس في موكب رائع عبر طريق الكباش الذي يجري إعادة اكتشافه هذه الأيام. يقول المثل "بابه خش واقفل الدرابة" أي الطاقة (النافذه الضيقة في البيوت الريفية) اتقاء للبرد في هذا الشهر. ويقول المثل أيضا "إن صح زرع بابه يغلب النهابة، وإن خاب زرع بابه ما يجيبش ولا لبابه" أي أن كثرة المحصول في بابة مربحة مهما انتهب منها.

ويأتى شهر بابه في الفترة من 11 أكتوبر إلى 9 نوفمبر.

أي شهر حتحور البقرة المقدسة، رمز الخصب والجمال والنماء ورمز الآلهة إيزيس. ويقول المثل "هاتور أبو الدهب منثور" يقصد القمح. ويقول المثل أيضا "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور".

ويأتى شهر هاتور من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر.

معناه شهر "كا هاكا"، أي شهر اجتماع الروح كا. وفي المثل "كياك صباحك مساك، شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك" إشارة إلى قصر النهار في هذا الشهر وطول الليل. ويقول المثل أيضا "البهايم اللى متشبعش فى كياك ادعى عليها بالهلاك".

وشهر كيهك من 10 ديسمبر إلى 8 يناير.

معناه الأعلى أو شهر عيد الفصح، الذي يقع في 11 طوبة وفيه التطويب أي إعداد الأرض للزراعة. ومن الأمثلة في هذا الشهر "طوبه تزيد الشمس طوبة". ويقول المثل "الغطاس عيد القلقاس واللى مايأكلش قلقاس يوم الغطاس يصبح جته من غير راس" وفي طوبة يشتد البرد. ويقول المثل "طوبة تخلي العجوزة كركوبة"، أيضا "طوبه تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة". وفي المثل أيضا "الاسم لطوبة والفعل لأمشير".

ويقسم الفلاح المصري طوبة من حيث الطقس إلى ثلاثة أجزاء (طوبة) العشرة أيام الأولى من الشهر حيث يشتد البرد، و(طبطب) حيث البرد الذى يجعل الإنسان يطبطب أي يرتعش، والعشرة أيام الأخيرة (طباطب) أي تقلب الجو من الصحو إلى الممطر.

وشهر طوبة من 9 يناير إلى 7 فبراير.

شهر إله الريح والزوابع (مشير). يقول المثل "أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير". وقسمه الفلاح المصري أيضا إلى ثلاث أقسام: (مشير) ويقال لها عشرة الغنامى (الراعى) حيث ينخدع الراعى بالدفء. و(مشرشر) أو عشرة الماعز حيث يعود البرد للاشتداد ويكثر هبوب الريح وسقوط المطر وتنفق الماعز من شدة البرد. و(شراشر) ويطلق عليه عشرة العجوز حيث تبدأ العجائز في الحركة بعد ظهور الدفء.

ويأتي شهر أمشير من 8 فبراير إلى 10 مارس

وينسب إلى فرعون مصر أمنحات. وفي هذا الشهر تأتي رياح الحسوم التي ذكرها القرآن الكريم {سبع ليال وثمانية حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية}. ويطلق عليها أيضا برد العجوز. يقول المثل "برمهات روح الغيط وهات".

وشهر برمهات من 10مارس إلى 8 أبريل.

ينسب إلى (رنودة) إلهة الحصاد. يقول المثل "برمودة دق العامودة" أي دق سنابل القمح بعد نضجها.

وشهر برمودة من 9 أبريل إلى 8 مايو.

ثم شهر بشنس، وينسب إلى الإله (خونسو) إله القمر وابن الإله آمون، وفيه تدرس المحاصيل. يقول المثل "بشنس يكنس الغيط كنس".

وشهر بشنس من 9 مايو إلى 7 يونيو.

أي با اونى، أو وادي الحجارة نسبة إلى (وادى الملوك) الشهير بالقرنة بالأقصر. يقول المثل "بؤونه نقل وتخزين المونة" أي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام، وكان التخزين أحد عادات المصريون القدماء، خشية الفيضان الجارف أو انقطاع الفيض. ويقال "بؤونة الحجر" لارتفاع الحرارة فيه.

وشهر بؤونة من 8 يونيو إلى 7 يوليو.

نسبة إلى أبيب أو هوبا أو حابى إله النيل. يقول المثل "أبيب فيه العنب يطيب". ويقول المثل أيضا "أبيب مية النيل فيه تريب" نسبة إلى الفيضان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل