المحتوى الرئيسى

أثريون: حاسبوا المتورطين فى استخراج "رمسيس الثاني" بـ"اللوادر"

03/11 16:45

هل كانت «اللوادر» الحل الأمثل لاستخراج أثار المطرية؟!

خبراء يكشفون الطريقة الصحيحة للتنقيب عن الآثار

«لوادر اوناش كراكات مسننة.. معدات ثقيلة» لا تظهر إلا فى أعمال حفر المنازل أو شبكات الطرق، لم يكن من المتخيل أن تجد هذه المعدات فى حفل للتنقيب عن الآثار، فعرف من قديم الزمان، أن عمليات التنقيب عن الآثار تتم بحالة من الحرص والعناية الفائقة، لعدم مساس أى أثر أو التسبب فى حدوث أى كسور أو خدوش نظرًا لأهمية ما يتم اكتشافه لمصر، ويفيدها من حيث الترويج للسياحة ولفت أنظار دول العالم إلى مصر، ولكن ما حدث جاء على غير العرف الذى تعلمه خبراء الآثار فى الجامعات، حيث كشفوا أن عمليات التنقيب لها معدات خاصة وفنين يعون ويفهمون جيدًا ويعرفون مدى أهمية الآثار ومكانتها.

وهو ما لم يقومون به، خلال اكتشفاهم الأخير الذى أحدث حالة من الجدل والضجة نظرًا لاستخدام اللوادر  فى استخراج تمثالين بالحجم الطبيعى للملكين رمسيس الثانى وسيتى الثانى من الأسرة التاسعة عشر، من منطقة سوق الخميس بالمطرية حيث محيط بقايا معبد رمسيس الثانى الذى بناه فى رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.

خروج رأس رمسيس الثانى مهشمة ومقسومة إلى نصفين، أدى إلى وضع البعثة المصرية الألمانية المختصة فى التنقيب عن هذا الأثر محل الاتهام، برروه فى بيان رسمى أن رأس التمثال لا تصب بأى ضرر بعد انتشالها بهذا الشكل، وهو ما لم يصدقه الخبراء فى التنقيب عن الآثار.

 ولم يقف الإهمال والفوضى عند ذلك الحد بل وصل الأمر إلى ترك الآثار فى الطريق أمام المارة دون حراسة أمنية، أو تكريم لهذا الاكتشاف، فاللهو برأس الملك، وتغطيتها بملاءة أطفال مرسوم عليها "سبايدر مان"، كان هذا المشهد كفيل بإيصال رسالة إلى الدول بأن مصر لا تحترم أثارها.

من جانبه قال محمد عبد الهادي، أستاذ ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن ما حدث عند انتشال الآثار هو أسلوب خاطئ منذ بداية التنقيب، مشيرًا إلى أن هناك بعض الاحتياطات التى كانت يجب أن تتخذ من قبل المنقبين عن الأثر على رأيها مدى درايتهم بأن تلك الآثار مدفونة منذ سنوات وعندما تستخرج يحدث لها صدمة بيئية من اختلاف حرارة ورطوبة مما يعرضها للتحطم والتهشم والتلف، وهنا دور المرمم المتخصص.

وأضاف عبد الهادى فى تصريحات خاصة لـ"المصريون"، أن من ضمن الاحتياطات، هو أن لا يتم الحفر مباشر، ولكن يستخدم الحفر العلمى بإزالة طبقة كل فترة حتى لا تحدث الصدمة الحرارية، والتى قد تؤدى إلى تصدع وتهشم فى الأثر المستخرج

وتابع عبد الهادي: "يجب أن تتخذ كافة الإجراءات القانونية فى معاقبة البعثة الألمانية التى سمحت باستخراج الأثر بهذه الطريقة الخاطئة، مشيرًا إلى أن الخطأ من البداية كان على وزارة الآثار المصرية، التى لم ترفق مرممين مصريين مع هذه البعثة للعمل بشكل جماعى لكى يتم تدارك الأخطاء التى وقعت، مؤكدًا أن البعثة الخارجية لن يكون قلبها على الآثار المصرية مثل أهلها".

وعن كيفية التعامل مع الآثار بعد استخراجها قال عبد الهادي، إن تعامل الدولة مع الأثر بعد خروجه يؤكد على أن مصر دولة لا تحترم أثرها، فعلميًا كان يجب أن يتم لفه بشكل كامل بمادة من الخيش حتى يتلاءم مع البيئة الجديدة حتى لا يتأثر بشكل كبير، وهذه الطرق العلمية ندرسها لأبنائنا فى الجامعات وهى طرق بسيطة وغير معقدة، على حد قوله.

وفى سياق متصل كشف عبد الفتاح البنا أستاذ ترميم المواقع الأثرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآثار والتربة التى يجب أن تكون متوفرة لها، لتجنب إصابتها بأى تهشم، قائلًا: "الأجواء الرطبة المحملة بالملوثات على صخور الجرانيت تؤثر بشكل سلبى حيث تتحول من صخر صلب قاسى إلى "كولينا" "طين صلصال رخو وهش، وهو ما حدث فعليًا لتمثال رمسيس بفعل تركه لهذه المدة فى تربة مشبعة بالمجارى عليها طبقات من آلاف أطنان القمامة، التى تتمتع بها تربة منطقة المطرية".

وأضاف البنا، أنه كان لابد من عزل التل عن الكتلة السكانية بأسوار مانعة، وأبعادها أيضًا عن التأثر بمياه النشع والرشح، ووضح ذلك من خلال نمو الحشائش والأعشاب التى ظهرت حول منطقة التنقيب، مشيرًا إلى أن الطريقة الصحيحة كانت يجب أن تحدث من خلال الحفر بشكل جزئى عن طريق استخدام "المسح الجيوفيزيائي" وهى طريقة من طرق الحفر التقليدية التى تعرف بالنظام الشبكى أو المربعات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل