المحتوى الرئيسى

غموض سياسة واشنطن لاختيار الحلفاء يعرقل مكافحة الإرهاب في ليبيا

03/11 08:03

مازالت الإدارة الأميركية الجديدة لم تحدد بعد الطرف الذي ستتعامل معه في ليبيا الأمر الذي يعيق جهودها في مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا.

وقال قائد عمليات الجيش الأميركي في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوز إن بلاده تواجه تحديا كبيرا في ليبيا يتمثل في ضرورة اختيار “أين ومع من نعمل وندعم من أجل مكافحة داعش دون التسبب في اختلال التوازن بين الفصائل المتعددة وبالتالي توسع الصراع في ليبيا بشكل أكبر”.

وأشار إلى ضرورة أن تعمل واشنطن مع كل من حكومة الوفاق والجيش الوطني التابع لها “للوصول إلى حل سياسي”.

وحث والدهاوز بلاده على ضرورة دعم جهود طرابلس لتشكيل حكومة وفاق لتحقيق الاستقرار الذي يرى أنه مطلب مازال بعيد المنال.

وأوضح أن الاضطرابات في ليبيا وشمال أفريقيا تشكل “أكبر تهديد قريب الأجل” لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في القارة السمراء.

والتزمت الإدارة الأميركية الجديدة الصمت حيال ما يحدث في ليبيا، الأمر الذي يثير استغراب المتابعين خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد

تحدث بإسهاب عن ليبيا خلال حملته الانتخابية وانتقد سياسة بلاده إزاء ما يحدث فيها.

وانتقد الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية طريقة تعاطي بلده مع الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال السنوات الماضية واتخذ منها وسيلة لمهاجمة منافسته هيلاري كلينتون التي كانت شاهدة على ما حصل في ليبيا عندما كانت وزيرة للخارجية مع إدارة أوباما، ووعد ترامب في حال فوزه بتدخل ناجع من أجل إيجاد حلّ للأزمة.

ووعد في أحد خطاباته أمام ناخبيه بأنه في حال فوزه سيعمل على “التدخل العسكري في ليبيا التي أغرقتها هيلاري كلينتون في المشاكل من أجل القضاء على التنظيمات المتطرفة خاصة داعش”.

وأثار وصول ترامب إلى الحكم نوفمبر الماضي، تفاؤلا لدى الأوساط السياسية الليبية المناوئة للجماعات الإسلامية المسلحة التي لا يخفي ترامب عداءه لها.

وكان مستشار السياسة الخارجية الأميركية وليد فارس قد أكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والبرلمان المنتخب.

وأضاف فارس في مداخلة عبر قناة “ليبيا الحدث” نهاية فبراير الماضي أن “إدارة ترامب ستتعاطى مع المؤسسة الوطنية العسكرية الليبية بقيادة الجنرال حفتر، فهذا الجيش هو المعترف به رسميا من الإدارة، على الرغم من الخلافات السياسية العالمية، ووجود مشاريع لإنشاء جيوش أخرى”.

 الاضطرابات في ليبيا تشكل تهديدا لمصالح واشنطن وحلفائها في أفريقيا

لكن الموقف الذي اتخذته واشنطن رفقة فرنسا وبريطانيا عقب هجوم ميليشيا ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي” المتهمة بولائها لتنظيم القاعدة على الموانئ النفطية كان مفاجئا ويشي بأن واشنطن مازالت حائرة في اتخاذ موقف مما يحدث في ليبيا.

ودعت الدول الكبرى في بيان مشترك أصدرته بعد سيطرة تلك الميليشيات على أكبر ميناءين لتصدير النفط شرق البلاد، إلى التهدئة وتجنب التصعيد.

في المقابل التزمت روسيا التي تساند حفتر الصمت إزاء ما تعرفه ليبيا من تطورات. وعقب وصول ترامب إلى السلطة توقع مراقبون توصل موسكو وواشنطن إلى رؤية موحدة لحل الأزمة الليبية.

واعتبر هؤلاء أن روسيا أمام فرصة لتعزيز تموقعها في الداخل الليبي وفي منطقة شمال أفريقيا، وذلك من خلال استفادتها من اصطفاف ترامب إلى جانب السياسة الروسية المناهضة للإسلاميين والداعمة لجهود مكافحة الإرهاب.

وتشهد ليبيا منذ الأسبوع الماضي توترا أمنيا بعد سيطرة ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي” على ميناءي السدر وراس لانوف.

ووصفت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، أفراد ميليشيا ما يسمى بـ “سرايا الدفاع عن بنغازي”، بأنهم منتسبوها في المنطقة العسكرية في مدينة بنغازي.

جاء ذلك في بيان لرئاسة الأركان بقيادة اللواء الركن عبدالسلام جادالله العبيدي نشرته، الخميس، وكالة أنباء التضامن الليبية.

وتعد هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها جهة رسمية في ليبيا ميليشيا ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي” التي سيطرت الأسبوع الماضي على ميناءين نفطيين كبيرين في منطقة الهلال النفطي.

وتبرأ أعضاء من المجلس الرئاسي منها فيما ساندها الإسلاميان محمد العماري، وعبدالسلام كاجمان. كما لم تعلن وزارة الدفاع بحكومة الوفاق بقيادة العقيد مهدي البرغثي تبعيتها لها، رغم ترحيبها بتسليم ما يسمى “سرايا الدفاع عن بنغازي” لميناءي السدرة وراس لانوف، لحرس المنشآت النفطية التابع لها.

وقدمت رئاسة الأركان “التحية لمنتسبيها بالمنطقة العسكرية ببنغازي، من ضباط وضباط صف وجنود والقوة المساندة لها”.

وثمنت قيام ما يسمى بـ“سرايا الدفاع عن بنغازي” (دون ذكرها بالاسم) “تسليم الموانئ إلى حرس المنشآت النفطية”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل