المحتوى الرئيسى

العرب يتساقطون!! | المصري اليوم

03/11 00:46

رؤساء أركان تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية يجتمعون فى أنطاليا لبحث ملفى سوريا والعراق، ليس هو الاجتماع الأول، ولن يكون الأخير، وإذا أُضيفت مستقبلاً دولة أخرى إلى الاجتماع فسوف تكون إيران، وإذا أضيف مزيد من الدول فسوف تكون فرنسا وربما إسرائيل فيما بعد، فى إشارة قوية إلى أن العرب خارج الملف، أو بمعنى أصح خارج اللعبة، بما يعنى أن البلدين أصبحا خارج الإطار العربى على أرض الواقع، ليس بحُكم الاجتماعات فقط، وإنما بحُكم تواجد قوات عسكرية أجنبية على أرض هذه وتلك، ليس من بينها قوات عربية بالطبع.

القوات الأمريكية والإيرانية فى العراق، كما الأمريكية والروسية والإيرانية فى سوريا، كما المخابرات الإسرائيلية فى هذه وتلك، الأتراك يتواجدون فى شمال العراق، كما يتواجدون فى سوريا، الدواعش هنا وهناك من كل الجنسيات، التمويل العربى كان البداية، سواء فيما يتعلق بغزو العراق عام ٢٠٠٣، أو بإشعال الحرب فى سوريا عام ٢٠١١، إلا أنهم اكتفوا بهذا القدر، تركوا العراق للمحتل الأمريكى، ثم أهملوا سوريا لحساب المحتل الروسى، الشعبان العراقى والسورى هما الضحية، أربعة ملايين لاجئ عراقى فى الخارج، كما عشرة ملايين سورى هجروا وطنهم!!!

المنظومة تتكرر ببطء فى كل من ليبيا واليمن، التمويل العربى حمل على عاتقه تدمير ليبيا، وتسليمها للناتو الغربى، الذى اعتمد بعد ذلك على عملائه هناك، كما الطيران الخليجى حمل على عاتقه تدمير اليمن، لتسليمها بعد ذلك للطيران الأمريكى يستكمل المهمة القذرة، سوف نشهد اجتماعات فرنسية إيطالية بريطانية بشأن ليبيا، واجتماعات أمريكية روسية بشأن اليمن، ولا عزاء للعرب، لا فى هذه ولا فى تلك، والبقية تأتى.

بالتزامن مع هذا الوضع المخزى تظل سوريا خارج منظومة جامعة الدول العربية رسمياً، هناك بين الدول العربية من يعترض بشدة على عودة سوريا إلى الصف العربى، على الأقل على الورق، ممثلاً فى الجامعة العربية، بالتالى لن تشارك فى اجتماعات القمة المقبلة بالعاصمة الأردنية، العرب ليسوا فى حاجة إلى سوريا، أو هكذا يبدو الوضع، أو هكذا هى التعليمات الخارجية، التى لم يطرأ عليها أى تغيير، أما العراق فقد حصل على الإدانة الثانية فى تاريخه من الجامعة العربية بعد إدانته فى غزو الكويت عام ١٩٩٠، هذه المرة خلال اجتماعات وزراء الخارجية الأخيرة، بعد أن اختطفت قوات مسلحة هناك ٢٦ قطرياً، بينهم أشخاص من العائلة الحاكمة، كانوا فى رحلة صيد غريبة الشكل والمضمون، إلا أنهم دخلوا البلاد بالطريق الرسمى، قد يكون القرار المقبل تعليق عضوية العراق هو الآخر.

السؤال هو: لحساب من ذلك الذى يجرى، أهى المنظومة الخليجية، التى أصبحت ترى فى التجمع العربى عبئاً ثقيلاً، أو لم تعد ترى فيه فائدة تُذكر، أهى منظومة الفوضى الخلاقة الأمريكية التى أصبحت ترى أهمية تفكيك هذا التجمع، أهى المنظومة الفارسية التى نجحت فى استدراج دول خليجية للقيام بهذا الدور المشين نيابة عنها، أهو التكوين العربى الذى كان هشاً، ولم ندرك ذلك إلا بعد فوات الأوان، أم أنها كل هذه الأطروحات فى وقت واحد؟!!

على الرغم من وضوح الرؤية إلى هذا الحد، لم يخرج علينا الرجل الرشيد الذى يعمل على استعادة الصف العربى قوته وتضامنه، لم تحاول أى قيادة عربية لم الشمل العربى الممزق، بما يوحى بعدم وجود ذلك الرجل الرشيد، ولا القيادة المؤهلة لمثل هذه الأزمات، لا توجد هناك آلية عربية للتعامل مع مثل هذه الأوضاع، على الرغم من مرور أكثر من ٧٠ عاماً على إنشاء منظومة الجامعة، التى ما كان يجب أن تدع الأمور تسير إلى هذا المنحدر الخطير، بل إنها ساهمت فى تفاقمها فى أوقات كثيرة، حينما سمحت بغزو العراق، أو حينما أجازت للناتو قصف ليبيا، أو حينما سعت إلى تعليق عضوية سوريا، أو حينما صمتت على كل ذلك الذى يجرى لحساب الدول الأكثر تمويلاً والأعلى صوتاً داخل الجامعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل