المحتوى الرئيسى

حوارات آمال العمدة مع العمالقة | المصري اليوم

03/10 23:30

فى مثل هذا اليوم 11 مارس منذ 16 سنة غيّب الموت صديقة العمر الغائبة الحاضرة «آمال العمدة»، وأشعر بوحشة شديدة لأيامنا معاً وأفتقد حتى خلافاتنا معاً، فقد كانت دليل عافية علاقة فيها التشبث الضارى عميق الجذور، ونسجت من وحدتى شرنقة عشت داخلها أحياناً وجعلت من الصمت المحيط بى هيكلاً ألوذ به، وجعلت من ذكرياتنا معاً خيمة أحتمى بها من زيف الناس والمشاعر المزورة. أمامى مئات ومئات الشرائط الإذاعية المسجلة يجلجل داخلها صوتك بحواراتك فى الأدب والفكر وضيوفك من العمالقة أيام كانت الصفوة بعافية ولم تتقلص بعد. دائماً أتساءل: هل من الضرورى لكى نعرف عمق مشاعرنا.. لابد من الموت؟.

هكذا حاورت نجيب محفوظ عبر ميكروفونها وأقتطف منه بعض المحطات:

1- آمال: قلت ذام يوم إنه «حين تموت الأم يفقد الإنسان الفردوس». يقول نجيب محفوظ: لو ماتت أمى فى فترة من فترات مراحل إبداعى لكانت نكبتى فوق التصور. ولكن من رحمة الله أن والدتى ماتت بعد أن جاوزت المائة، وكنت أقرب من سن المعاش، فكانت أرحم ما يمكن لرحيل أم لكنى افتقدت الفردوس.

2- آمال: هل تحررك من ربطة العنق طول حياتك نابع من عقدة الإحساس بالقيود؟

يقول نجيب محفوظ: أنت تحاولين تفسير ذلك تفسيراً نفسياً وهذا جميل وربما له سبب جسدى وهو حساسية الجلد، وقد وصف لى توفيق الحكيم أنواعاً من أربطة العنق التى توضع على الرقبة ولا تربط أو تحتك بالجلد لكنى رفضتها.

3- آمال: الانتماء والوطنية، هل حدثت فروق كبيرة فى مفهوم الانتماء عند شباب هذا الجيل عن جيلكم؟

يقول نجيب محفوظ: نعم حدثت فروق كثيرة، فجيلنا تربى تربية وطنية ولم يكن يعرف غير مصر. وكانت قضيتها غالية عليه حيث كان يريد الحصول على الاستقلال لها ولا يفكر فى غير ذلك، أما الشباب بعدنا، فقد توزعته آراء أخرى تنافس الوطنية، فدخلت العقائد والآراء الحديثة بحكم اتصالنا بالعالم وبحكم متطلبات الحياة الحديثة، فأصبح الشاب ينتمى إلى مصر وإلى عقيدة ما وقد يكون بينهما تناقض وتضارب. فلم تعد هناك الوطنية الخالصة.

4- آمال: عندى لوم بسيط، أليس دور المفكرين أن يطرحوا قيماً تسود المجتمع؟

يقول نجيب محفوظ: فعلاً، هذا دور المفكرين والموجهين ودور الحكام أيضاً، دائماً أنادى أن الطفل من المهم أن يعرف ملامح وطنه فيشب معه الانتماء، وأحذر من المدارس الأجنبية التى تدرس تاريخ بلادها لأطفالنا وأرى أن مصر بحاجة إلى عدد محدود من الجامعيين والباقون يتجهون للمعاهد الفنية المتخصصة التى نحتاجها بشدة وهى مربحة ولكن لدينا رواسب تعوق هذا التفكير.

5- آمال: كنتم - أثناء المظاهرات- فى جيلكم تكسرون وتحطمون.. يقول نجيب محفوظ: كسرنا وحطمنا كثيراً ولكن كان منصباً على ما يخص الإنجليز. أما ما نراه من تخريب أشيائنا بأيدينا فهو ظاهرة شاذة وهزة جنونية.

هكذا حاورت آمال العمدة «الشاعر أحمد رامى» بميكروفونها، أتوقف معها عند محطات بعينها:

1- آمال: أردد ما قاله أحد النقاد عنك لأعرف رأيك «إننا تعلمنا على يد الشاعر أحمد رامى معانى الذل والهوان والانكسار فى الحب».

يقول أحمد رامى: هناك أغان كتبتها لا تحتوى على ذل ولا انكسار ولكنى أعتقد أن كل ما قيل نابع من الغيرة، فكما أن هناك أغانى فيها خضوع للمحب، هناك أغان أخرى مليئة بالاعتزاز. هذا الكلام يقوله أناس عاجزون عن كتابة ما أكتبه.

2- آمال: كنت تسمع أغانى أم كلثوم قبل أن تخرج للناس، مَن من الملحنين العظام وضع صوتها فى أجمل إطار؟

يقول أحمد رامى: لا أعترف إلا بمن عشقتهم وغنوا لى وأولهم الشيخ أبوالعلا محمد ثم العظيم محمد القصبحى ثم العبقرى رياض السنباطى ثم ابن البلد زكريا أحمد.

3- آمال: ماذا يتبقى من أحمد رامى أشعاره أم ترجماته أم كلمات أغانيه؟. يقول أحمد رامى: «كل هؤلاء».

4- آمال: لماذا النجمة العالمية جريتاجاربو، صورتها فى مكتبك؟. يقول أحمد رامى: أعشق فنها وهى فنانة لها مواقف إنسانية. أنا عموماً، أحترم «الإنسان» قبل الفنان.

5- آمال: ما رأيك فى المثل الإسبانى الذى يقول «إن المرأة هى النعيم والجحيم معاً»؟.

يقول أحمد رامى.. مثل صحيح، فهى النعيم فى الرضا والجحيم فى الغضب.

هكذا حاورت «آمال العمدة» الكبير مصطفى أمين بميكروفونها وأقتطف بعضاً منه.

مصطفى أمين: الصحافة كانت «صاحبة الجلالة» والآن أصبحت الآنسة المهذبة.

مصطفى أمين: أسقطتنى من قمة العمارة وسقطت واقفاً.

3- أطول يوم فى عمرك؟

مصطفى أمين: يوم صدور أخبار اليوم.

مصطفى أمين: كل أيامى ليست تقليدية ولا روتينية.

5- يوم حلو ويوم مر؟

مصطفى أمين: الحرية يوم حلو والقيود يوم مر.

6- من تضع صورته فى صدارة ألبومك؟

7- أيام مقاومة الأيام الصعبة؟

مصطفى أمين: مقاومة الصعب متعة.

مصطفى أمين: لا أدوس على الأشواك إنما أتجاهلها.

9- باطل أريد به حق؟

10- شجرة الكافور فى حياتك؟

هكذا حاورت «آمال العمدة» الدكتور مصطفى محمود بميكروفونها ومنه هذه اللقطات.

سألته: شباب الغد، هل يجنح ناحية الإيمان المطلق أم ناحية العلم المطلق الذى يشوبه الكثير أو القليل من الشك؟

قال مصطفى محمود: المرحلة القادمة مرحلة إيمان، وفى السنوات القادمة سنشهد غروب الإلحاد، وظواهر هذا بدأت تنتشر الآن فى أوروبا، فلقد بدأ عطش الناس إلى الدين والعودة إلى الإيمان يظهر فى أشكال متعددة.

سألته آمال العمدة: إلى أن يتجه العصر؟

قال مصطفى محمود: العصر كله اتجه ناحية الدين وهذا المؤشر موجود ويشعر به من يسافر ويسأل ويلاحظ، فالعصر كله أقلع أشرعته نحو الروح.

سألته: هل هناك فن صادق وفن كاذب؟

قال مصطفى محمود: وهناك فن الافتعال. هناك أى كلام لا يصل لقلب القارئ لأن ما يخرج من القلب يصل للقلب، والفن المكتوب بمعاناة ومكابدة يصل إلى نخاع القارئ، وهناك فن يعتمد على الصنعة والحرفية، لكن الفن ليس عملية صياغة كلام أو حرفة.

سألته: أى النساء تستطيع أن تستوقفك؟

قال مصطفى محمود: اعتدت أن أؤجل الحكم ولا أتسرع ولا أقيم رأيى على مجرد الشكل لأنه يمكن أن أرى أمامى أجمل وجه لكنه يخفى كائنة من الصخر، ففى النهاية مفهوم الجمال عندى مرتبط بالخلق والسلوك والفطرة والجوهر. وفى بعض الأحيان، المرأة من فرط اعتمادها على شكلها، على أنه يكفى فى ذاته لجذب الناس، لا تحاول أن تتثقف أو تنمى عقلها، لذلك أرى أنه فى كثير من الأحيان يكون الجمال محسوباً على المرأة وليس محسوباً لها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل