المحتوى الرئيسى

ظهور نجلي مبارك المتكرر.. سياسة أم اجتماع؟

03/10 18:27

هذا الظهور المتكرر الذي برز 14 مرة حتى نهاية الشهر الماضي، ولم يكشف نجلا مبارك أسبابه، يصفه البعض "بمحاولات تطبيع" مع المصريين لكسر الحاجز الكبير الذي أفرزته ثورة يناير/كانون الثاني ضد أسرتهما، ويرجعه محللون إما إلى طموح سياسي واقتصادي يتجدد، أو ممارسات اجتماعية بحتة.

وبرز علاء مبارك (56 عاما) بشكل أكبر في مجال الاقتصاد أواخر فترة حكم والده، وارتبط شقيقه الأصغر جمال مبارك (53 عاما) بالسياسة منذ عام 2000 بالانضمام لحزب والده "الحزب الوطني"، وتولى أمانة السياسات فيه عام 2002، قبل أن يجمع في 2007 معه منصب الأمين المساعد للحزب، وطرح اسمه بعدها بقوة كمرشح للرئاسة ووريث لحكم والده في السنوات التي سبقت ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

علاء وجمال، اللذان أوقفا في أبريل/نيسان 2011 على ذمة قضايا، أطلق سراحهما قبيل الذكرى الرابعة للثورة في يناير/كانون الثاني 2015، في سرية تامة بعيدا عن أعين الإعلام، غير أن هذه السرية تبدلت بشكل ملفت إلى علنية سافرة، عبر ظهور وسط الجماهير، قوبل للغرابة بحفاوة بالغة، والتقاط الصور معهما في أحيان كثيرة، وتنوع بين حضور عزاءات وأنشطة رياضية أو حفلات فنية.

وأثارت تقارير صحفية متقاربة شكوكا حول إمكانية عودة نجلي مبارك للحياة السياسية، رغم نفي مستمر من محامي الأسرة فريد الديب، وأفرزت هذه الشكوك دعوى قضائية رفعها محام مصري مؤخرا لمنعهما من ممارسة الحياة السياسية لمدة ست سنوات.

ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس إبراهيم البيومي، في حديث لوكالة الأناضول، أن الظهور المتكرر لنجلي مبارك "محاولات للتطبيع مع الشعب الذي ثار عليهم في 2011".

ويؤكد البيومي أن مظاهر الحفاوة التي يقابل بها البعض نجلي مبارك "لا يمكن أن تكون معبرة عن رأي عام جمعي"، لافتا إلى أن الأمر يحتاج لدراسة دقيقة للرأي العام المصري بشأن آل مبارك.

ويبرز طرحان لتفسير محاولة كسر الجليد من جانب نجلي مبارك: أولها طموح سياسي واقتصادي للعودة إلى المزاحمة في الحياة العامة والسياسية، والآخر ممارسات اجتماعية بحتة تمثل سلوكا معتادا لآل مبارك في فترة حكمه ويتكرر الآن.

من جانبه، يرجح أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف أحمد دراج أن نجلي مبارك يحاولان تقديم رسالة سياسية، ويطرحان نفسيهما بديلا للنظام السياسي الحالي المأزوم، خاصة في ظل تراجع الأداء السياسي والاقتصادي.

ويضيف دراج "ربما يلعبان على استقطاب بعض الأصوات التي تتردد من آن لآخر مترحمة على فترة حكم مبارك، وربما يتحينان الفرصة للمنافسة على السلطة مرة أخرى".

ويستدل دراج على طرحه بأن "من طالبوا بالتغيير صاروا الآن في السجن، ومن قامت عليهم الثورة تمت تبرئتهم، ويتمتعون بحياتهم"، في إشارة إلى تبرئة مبارك ورموز نظامه، في مقابل سجن كثيرين من المنتمين لثورة يناير/كانون الثاني.

ويدعم محمد رجب آخر أمين عام للحزب الوطني المنحل حق نجلي مبارك في أن يشاركا في الحياة السياسية، إلا أنه يستبعد قيامهما بذلك حاليا، ويرجع الحفاوة بهما كتعبير من قطاع من المصريين إلى أنهما ووالدهما "تعرضوا للظلم"، حسب رأيه.

وواجه نجلا مبارك اتهامات في خمس قضايا؛ أربعة منها بالفساد المالي، وواحدة تخص قتل المتظاهرين: القصور الرئاسية (حكم نهائي بالحبس ثلاث سنوات) والتلاعب بالبورصة (مؤجلة إلى 15 أبريل/نيسان المقبل)، وهدايا الأهرام (الحكم في 23 مارس/آذار الجاري)، وتضخم الثروة (قيد التحقيق)، وقتل المتظاهرين (براءة).

وبخصوص الموقف القانوني لنجلي مبارك، قال الخبير القانوني حسين حسن إن القانون لا يمنع علاء وجمال أو أي شخص صدر ضده حكم جنائي نهائي من ممارسة السياسية والتمتع بكافة حقوقهما السياسية بشرط رفع دعوى أمام القضاء لرد الاعتبار.

ويوضح أن قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية بمصر يمنع أي شخص صدرت ضده أحكام نهائية في قضايا جنائية من مباشرة حقوقه السياسية والترشح في الانتخابات لمدة خمس سنوات تحتسب منذ تاريخ صدور حكم إدانته، ولا تسري إذا رُد للشخص اعتباره، أو صدر حكم قضائي بوقف تنفيذ العقوبة الصادرة ضده.

وعن الطموح الاقتصادي لنجل مبارك الأكبر علاء، الذي كان يتردد أنه يسعى لبناء إمبراطورية اقتصادية قبل الثورة، يقول الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب إن الظهور المتكرر يشير إلى أن علاء مبارك يبحث عن فرصة جديدة للعودة، ومن المتوقع أن يستكمل نشاطه الاقتصادي في المرحلة المقبلة، مستبعدا أن تكون للنظام الحالي تحفظات على عودة نشاط علاء.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل