المحتوى الرئيسى

آلاف المواطنين يحتفلون بالليلة الكبيرة لمولد «نفيسة العلم»: «النبى عالى ومقامه غالى»

03/10 10:24

رجال وسيدات، شيوخ وصغار، تمركز معظمهم فى وسط ميدان السيدة نفيسة المقابل لبوابة المسجد، حيث افترشوا الحصائر والبطاطين على العشب الأخضر، بعضهم قام بعمل خيام بسيطة ليناموا بداخلها، والبعض الآخر أصر على استكمال اليوم فى العراء، ولم تأت الليلة الكبيرة لمولد نفيسة العلم، حتى افترش محبو آل البيت كل الطرقات المؤدية إلى الميدان والتى لا يتعدى عرضها بضعة أمتار بين المقابر.

مسيرة تضم عشرات الرجال تطوف الميدان والسيدات يحضّرن الطعام ويوزعنه على العامة.. والشيخ «ياسين التهامى» يختتم الليلة

بعد أداء رواد المولد لصلاة العصر جلست السيدات أمام أوانى الطهو لتجهيز الطعام استعداداً لوجبة الغداء، «سيدة» مُسنة ترتدى جلباباً ورابطة حول رأسها بدأت فى تحضير خلطة المحشى، واضعة كمية من الزيت والملح على الخلطة وتقوم بمزجها جيداً بيديها، فيما قامت سيدة على الجانب الآخر من الميدان بتحضير وتسوية الأرز جيداً مع تحضير البطاطس كنوع من الخضار مع الأرز وإلى جانبها جلست ابنتها لتقطع الخيار والطماطم لعمل السلطة.

بعض من رواد المولد حرصوا على الحصول على قسط من الراحة بالنوم فى الخيم أو الهواء الطلق على الحصائر، وعندما تنتهى أى سيدة من إعداد الطعام تقوم بتوزيعه على من حولها دون أن تعرفهم، وبدأ بالفعل الجماهير فى تناول وجبة الغداء مع ذويهم فى راحة وابتسامات علت وجوه الجميع، ويمر وسط الحضور بائع متجول يُنادى بصوت مرتفع «عرقسوس» ويقبل عليه المواطنون للحصول على كوب من العصير يرطب من حرارة الجو بعد تناول وجبة الغداء.

ضجيج مستمر يُصدره هؤلاء الأطفال من خلال لعبهم بـ«الزمامير» التى لا ينقطع نغمها وفرقعة البالونات المستمرة على مدار اليوم، يجرى طفل لم يكمل عامه الرابع حافياً على الأرض هنا وهناك ممسكاً فى يده بالونة، فى حين وقف أطفال آخرون حول بائع «آيس كريم» كل منهم ينتظر دوره فى الحصول على الآيس كريم، واتجهت مجموعة من الأطفال إلى «مراجيح المولد» للعب واللهو بداخلها، علت على وجوه معظمهم الابتسامات العريضة، وقليل منهم أقل من 5 سنوات كانوا يبكون خوفاً من «المُرجيحة». داخل المسجد لم يتغير الوضع كثيراً، كان الازدحام شديداً وجلس الجميع للاستماع إلى الخطب والدروس التى يُلقيها عليهم الشيوخ والأئمة، وكان الممر الذى ينتهى بضريح السيدة نفيسة متكدساً عن آخره والدخول والخروج منه يتم بقوة الدفع. ووسط تلك المشاهد وفى تمام الساعة الرابعة عصراً تتجول مسيرة من عشرات الرجال تطوف حول الميدان متجهة إلى مسجد السيدة نفيسة، مرددين العديد من الهتافات من ضمنها «النبى غالى ومقامه عالى» مع الصلاة فى صوت عالٍ على سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، وفور أن مرت تلك المسيرة من أمام سيدة لم تتمالك نفسها وقامت بإطلاق العديد من الزغاريد فرحة بمولد السيدة نفيسة والمسيرة التى استقرت أمام بوابة المسجد. انتشر بأنحاء الميدان الباعة الجائلون، بعضهم افترش جزءًا من الميدان لعرض منتجاته، وآخرون ظلوا يتجولون بين الحضور لإغرائهم بما يبيعونه كالآيس كريم وألعاب أطفال والمأكولات والتسالى والإكسسوارات واللوحات الدينية، أحد هؤلاء الباعة «عبدالباسط فرج»، 52 عاماً، وقف أمام فرشته لبيع البسبوسة وبلح الشام والحمص على رواد المولد، يقول «فرج» إنه أب لخمسة أبناء جاء من مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ سعياً لكسب الرزق من وراء تلك الموالد التى ينتظرها على مدار العام.

ويؤكد «الرجل الخمسينى» أنه يعمل فى تلك المهنة خلال الموالد منذ 30 عاماً، وأن الأسعار زادت بشكل كبير ومنها «المشبّك»؛ الـ20 قرصاً أصبح سعرها 80 جنيهاً بدلاً من 40 جنيهاً فى الماضى، وأصبح سعر القرص الواحد 5 جنيهات، وكيلو الحمص ارتفع سعره من 10 إلى 20 جنيهاً.

وظهر الوجود الأمنى بشكل ملحوظ فى أطراف الميدان والطرقات المؤدية إلى التجمعات بوسط الميدان، حيث انتشر أفراد الأمن المركزى فى جميع مداخل الميدان مع وجود مكثف لضباط الشرطة، بالإضافة إلى سيارة الإطفاء التى وُجدت على مدار اليوم فى الجهة المقابلة لمسجد السيدة نفيسة تحسباً لحدوث أى حادثة طارئة.

تزداد أعداد الحضور مع بداية غروب الشمس، وتُنير أعمدة ولمبات الإنارة المُعلقة على المسجد وتزينه بألوانها المُبهجة وكأنها تتراقص فرحة بمولد السيدة نفيسة، وتسطع مكبرات الصوت بأنحاء الميدان من حلقات الذكر والإنشاد فى الخيم المتفرقة التى لكل واحدة فيها طريقتها الخاصة التى تسير عليها كالرفاعية والأحمدية والبرهامية والصوفية. مرتدياً جلباباً أبيض ورباطاً على رأسه عبارة شريط من القماش أخضر اللون مكتوباً عليه «محمد رسول الله»، يقف «عاطف حمدى»، 37 عاماً، أحد الزوار الدائمين لمولد السيدة نفيسة فى وسط الميدان أمام المسجد. جاء «عاطف» من محافظة أسيوط وقطع تلك المسافة الطويلة فى القطار المتجه إلى القاهرة حباً فى أهل البيت وحاضراً كافة الموالد بشكل دائم، يقول «عاطف»: «أنا لو ماجتش أى مولد أزعل وأبكى وممكن أمرض كمان، وفى كل مولد لازم أقعد فيه ما بين ليلتين أو تلاتة وساعات بقعد أربع ليالى، والمرة دى هقعد ليلتين بس، وبروح الموالد كل سنة لوحدى أو مع زوجتى وأولادى».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل