المحتوى الرئيسى

عميد الأسرى الفلسطينيين رهن السجن من جديد

03/09 10:11

مرة أخرى، عاد عميد الأسرى الفلسطينيين، نائل البرغوثي (60 عاما)، لغياهب السجون الإسرائيلية، بعد أن عانق الحرية لسنوات قليلة.

وأعادت إسرائيل اعتقال البرغوثي في يونيو 2014 مع 60 فلسطينيا من محرري صفقة التبادل المعروفة باسم "صفقة شاليط"، ردا على عملية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل.

وقضت محكمة إسرائيلية في 22 فبراير الماضي، بإعادة الحكم السابق لـ"البرغوثي"، والقاضي بسجنه "مدى الحياة".

وأمضى البرغوثي، الذي ينحدر من بلدة كوبر الى الغرب من رام الله، 36 عاماً في السجون الإسرائيلية، منها 33 عامًا متواصلة، ولُقب بـ"عميد الأسرى الفلسطينيين".

وكان البرغوثي قد اعتقل في الرابع من إبريل عام 1978، حينما كان يبلغ من العمر 19 عاما، وحكم عليه بالمؤبد و18عاما.

واعتقل الجيش الإسرائيلي في ذات العام شقيقه "عمر"، الذي أمضى نحو 26 عاما في السجون، وابن عمه "فخري" الذي قضى كذلك 33 عاما.

ووجهت المحكمة الإسرائيلية في حينه للبرغوثي تهمة تنفيذ عمليات مسلحة، وتنظيم خلايا للعمل ضد إسرائيل، والانتماء لحركة فتح.

وأفرج عنه في أكتوبر 2011، ضمن صفقة "شاليط"، إلى جانب أكثر من ألف معتقل فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وكان البرغوثي قد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأقدم أسير سياسي بالعالم، يمضي أطول فترة اعتقال عرفها التاريخ في السجون الإسرائيلية.

وتقول إيمان نافع، زوجة "البرغوثي"، في حديث لوكالة الأناضول في بيتها ببلدة كوبر إلى الشمال الغربي من رام الله، إن زوجها عاد لذات السرير الذي طالما كان يحدث والدته عنه.

وتضيف "نافع" وهي أيضا معتقلة سابقة، أمضت 10 سنوات في السجون الإسرائيلية، إنها عاشت مع زوجها 31 شهرا فقط.

وتضيف:" عمّرنا بيتا وحديقة مجاورة، وحلمنا بحياة هادئة، وبناء أسرة صغيرة، لكن الاحتلال لم يسمح لنا بذلك".

وتتنهد "نافع" قائلة:" عاد الاحتلال ودمر كل شيء في لحظة اعتقال نائل".

وأشارت إلى أن زوجها، خلال الفترة التي قضاها خارج السجن، كان مقيّد الحركة، من قبل السلطات الإسرائيلية، وكان يحلم بزيارة باقي المدن الفلسطينية، ويطمح بإكمال تعليمه الجامعي.

وأشارت الى أن إسرائيل تتهم "البرغوثي" بالمشاركة في ندوة سياسية في جامعة بيرزيت قرب رام الله، وأن اسمه كان مرشحا لمنصب وزير الأسرى في حكومة الوحدة الوطنية في حينه.

وقالت إن إعادة الحكم، تم بذريعة وجود "ملف سري يدّعي أنه انتهك القوانين بعد الإفراج عنه في صفقة التبادل".

وتنفي نافع بشدة، أن يكون زوجها قد خالف شروط الافراج عنه، وتقول إنه كان ملتزما بمقابلة المخابرات الإسرائيلية كل أسبوعين خلال فترة الإفراج عنه، ولم يمارس أي عمل سياسي.

وبينت أن إسرائيل "تريد الانتقام من المحررين والشعب الفلسطيني، وأن اعتقال زوجها تعسفي، ورسالة للمعتقلين أن عليهم أن يختاروا الإبعاد في أي صفقة جديدة".

وتقول:" الاحتلال لن يكسرنا، بل لا يزيدنا إلا إصراراً على التمسك بالأرض والحرية".

وتضيف أن إسرائيل عرضت على زوجها الإبعاد عن الضفة الغربية، لكنه رفض.

وعبرت "نافع" عن ثقتها بأن "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، سوف تفرج عنه قريبا.

وتقول:" قريبا سيطلق سراح نائل، هكذا قال أبو عبيدة (الناطق باسم كتائب عز الدين القسام) ونحن نعلم أنه إذا قال فعل، أملنا أن يكون ذلك قريبا".

وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد وصف في تصريح أصدره، الحكم الصادر على البرغوثي، بأنه "منعدم ولا قيمة له"، وأضاف:" قريباً سيفرج عن كل الأسرى".

وتمنع السلطات الإسرائيلية زوجة وشقيقة "البرغوثي"، من زيارته بشكل دوري، كبقية المعتقلين، وتسمح لهما بزيارات متباعدة بدعوى المنع الأمني.

وتستعرض "نافع" بعض المقتنيات التي أخرجها "البرغوثي" من معتقله، وتقول:" كان لدى نائل بُعد نظر، وأخرج مقتنياته من السجن ليحكي قصة المعتقلين في السجون الإسرائيلية من خلال متحف بسيط".

ويحتوي المتحف، على قميص القائد المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أحمد ياسين، وفراش بسيط، وأدوات طعام، وبعض الرسومات.

بدورها تقول حنان البرغوثي، شقيقة "نائل"، بينما كانت ترتدي وشاحا لحركة "حماس"، عن شقيقها:" اعتقل في العام 1978، وأمضى 33عاما، كنت طفلة كبرت وتزوجت وبت جدة، وما يزال (نائل) طفل صغير، لكنه رجل بمواقفه".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل