المحتوى الرئيسى

أسرة شهيد «القواديس»: «سلّم علينا كلنا فى آخر اتصال معاه.. كأنه كان عارف إنه هيموت شهيد»

03/09 10:05

هو الابن الأصغر لأسرة مكونة من 7 أشقاء، «4 ذكور و3 إناث»، والده مزارع بسيط تعبر ملامح وجهه عن معدن الفلاح الأصيل، وأمه ربة منزل، تفتخر فى مسقط رأسها بقرية بنى عمار، بمركز مطاى بالمنيا، باستشهاد قُرة عينها عمر عدلى محمد مصطفى، الذى استشهد قبل نحو عامين، وتحديداً فى 24 من أكتوبر 2014، عندما استهدفت جماعة إرهابية مسلحة كمين كرم القواديس بسيناء، ليلقى الجندى الشجاع حتفه مستشهداً مع باقى زملائه الأبطال.

«الجيش عمل معانا الصح»، بهذه العبارة، بدأ الحاج عدلى 65 سنة، والد الشهيد، يعدد ما فعلته القوات المسلحة معهم منذ استشهاد «عمر» وحتى اليوم، قائلاً: ما زلت أتلقى اتصالات هاتفية من ضباط وجنود زملاء ابنى، وأشعر من صدق حديثهم أن عمر لسه عايش، وفى كل مناسبة وطنية يجرى تكريم اسم نجلى الشهيد فى الاحتفالات، ويكفى أنهم أرسلوا زوجتى «أم عمر» للسعودية لأداء فريضة الحج، مضيفاً «ابنى كان محبوباً جداً فى قرية بنى عمار بطريقة لا توصف، وأشعر بالفخر والشرف والعزة، لأننى والد شهيد الوطن، فكلنا زائلون من على وجه الأرض لكن ابنى اختاره الله ليكون بين الشهداء، ويكفى أنه سيشفع لنا يوم الحساب، وتم تخليد اسمه بإطلاقه على مدرسة القرية، وكلما أنظر إلى اللافته التى تحمل اسمه على سور المدرسة برفع رأسى فوق، وفى آخر مره تحدثت معه تليفونياً كانت قبل استشهاده بنحو أسبوع، قلت له نفسى أشوفك يا عمر، حاول تنزل إجازة ممكن أموت من غير ما أشوفك فرد علىَّ بقوله بعد الشر عليك يا أبوى أنا اللى نفسى أموت شهيد».

والده: كل ما أشوف اسمه على مدرسة القرية برفع راسى.. ووالدته: باحضن بطاقته وباحلم بيه فرحان

«بحلم بيه كتير وهو بيضحك وفرحان»، بهذه الجملة بدأت تسترجع الأم أجمل ذكرياتها مع نجلها الشهيد، مؤكدة أنها تحتفظ ببعض متعلقاته ولا يغمض لها جفن حتى تكون بجوارها ومنها «البطاقة الشخصية، والهاتف المحمول، وصوره مع أصدقائه، وباقى راتبه الذى حصل عليه من الجيش قبل استشهاده»، وأضافت أنه «فى كل إجازة كان يزور الأقارب والأصدقاء، وكان يحرص على العمل، حتى لا يطلب منا أموالاً، وذات مرة حاولت أن أعطيه نقوداً أثناء سفره، فقال لى: عيب يا أمى أنا اللى مفروض أديلك فلوس»، وتابعت «وهو صغير كان أحياناً يرفض الذهاب للمدرسة لكى يعمل لمساعدة والده، وذات مرة قلت له وهو مسافر لكتيبته: خلى بالك من نفسك يا عمر قالى متخافيش علىَّ، يا ريت أموت شهيد» ولفتت الأم إلى أن أسرة الشهيد تحصل على معاشه الشهرى من القوات المسلحة، وقالت «عاهدت نفسى أن أقيم له خاتمة قرآن كل شهر رحمة على روحه»، أما شقيقه الأكبر محمد، فقال «لم ننسه لحظة واحدة وأذكر له مواقف غريبة جداً تؤكد لى أن الشهيد يشعر بأنه سيكون من الشهداء، فذات مرة قلت له: يا عمر لو شعرت بأى خطر حاول تحمى نفسك فى مكان آمن، فكان رده مبتسماً: مهما حصل مش هسيب مكانى ونفسى أموت شهيد، وقبل استشهاده بيوم فقط اتصل بنا على الهاتف وطلب أن يتحدث مع جميع أشقائه وأبنائهم ومعظم الأقارب، وكرر سلامه لجميع أفراد الأسرة مرتين فى نفس الاتصال، والأغرب من ذلك أنه كان متبقياً له 24 يوماً فقط على انتهاء مدة خدمته العسكرية، وقبل استشهاده بـ16 يوماً فقط كتب على صفحته الشخصية على فيس بوك منشوراً قال فيه: حداد.. احتمال بكره أكون شهيد، وكان يقصد بكلمة حداد زملائه الذين سبقوه فى الاستشهاد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل