المحتوى الرئيسى

هل كان البشر يأكلون لحوم بعضهم؟ تشابه نهاية موسوليني وصدام والقذافي مع عالم القردة

03/09 00:36

لا تقتصر وجود الأنظمة الديكتاتورية على البشر فقط، إذ ينطبق هذا الأمر على المجتمعات البدائية في الأدغال مثل مجتمعات القرود.

ونشرت المجلة العلمية الدولية لعلم الثدييات حالة قتل سياسية جديدة بين الشامبانزي، تشبه نهاية موسوليني وصدام حسين.

بدأت القصة قبل ثلاثة عشر عاماً في أدغال فومجولي بالسنغال، أحد ذكور الشمبانزي ويُدعى "فودوكو"، وصل إلى السلطة حين كان لا يزال شاباً صغيراً، ونتج عن ذلك أن تحول إلى طاغية في "شعبه". وكان هناك ذكر آخر إلى جانبه يُدعى مامادو. كان يُعد ذراعه اليمنى والرجل الثاني خلال ثلاث سنوات، وتحول فعلياً إلى حليف مُفضل يفرض رغبات في الحكم.

لكن الشامبانزي يعرفون ممارسة السياسة بمكر كبير، ففي عام 2007، تسببت المجموعة التي هاجمت مامادو في جروح خطيرة نتج عنها إبعاده عن القبيلة. ولأن القائد فودوكو كان إلى جانبه وبقي على تحالف معه رغم رفض القبيلة، فقد خرج كلاهما منبوذاً وعاشا معزولين على الهامش لسنوات.

الأمر متعب لأي رئيسيات، بشرية كانت أم لا. وفي عام 2013 تحول الشاب ديفيد وهو شقيق مامادو إلى زعيم جديد. ومثلما يحدث بيننا، لدى صعود لأحد أفراد الأسرة تتحسن أوضاع بقية أسرته، وهذا ما حدث مع مامادو وفودوكو ورحبت بهما القبيلة من جديد.

لكن وبين الحين والآخر كانوا يتذكرون العجوز المستبد فودوكو ويطاردونه. وهو أمر يُوصف في مجتمع البشر بالمضايقات والضغوط الاجتماعية.

مع ذلك، لم تكن القبيلة مكتفية بهذا "التنمر"، وتنامى هذا الاعتراض. وفي صباح أحد الأيام، سمع جيل بروتز، الباحث وكاتب الدراسة، صرخات وجلبة في الغابة، وحين انتقل هو وفريقه إلى المكان وجدوا فودوكو ميتاً، كانوا قد قتلوه. ولم يكن تصرفاً فردياً من أحدهم، بل شارك الجميع تقريباً بإلقائه بالحجارة أو عضّه أو ضربه بالعصي أو دهسه، فيما كانوا آخرين ينظرون إلى الجانب الآخر ببساطة، كانت الجروح خطيرة جداً، وكانت قدم فودوكو تنزف، وكان لديه ضلوع مكسورة وجرح في فتحة الشرج، وقد مات على الأرجح بسبب نزيف داخلي.

كما حدث مع ديكتاتوريين مثل موسوليني والقذافي، اللذين تعرضا للضرب بشكل وحشي حتى بعد الموت، وقد انتهى فودوكو بالطريقة نفسها.

ولم تتوقف هذه المبالغة في الانتقام عند هذا الحد، فقد كان القاتلون يعودون مرات أخرى بأعمال عنف جديدة، يمزقونه ويلقون مزيداً من الحجارة والعصي على الجثة، وبدت لحظات العنف دون نهاية.

أكل لحوم البشر في الثدييات

أكثر ما لفت الانتباه خلال الحادث هو أنهم بدأوا بالتهامه، وجاءت لحظة أكل اللحوم المخيفة. وقامت إحدى الإناث، وهي أم قردين قويين في المجموعة، بالتهام الجزء الأكبر.

ووفقاً للباحثين فإن ابنيها لم يشاركا في الهجوم على عكس الآخرين، الذين كانوا متحمسين وعادوا لضرب الجثة مرة بعد أخرى.

اقترب مامادو وحاول إيقاظ صديقه لكن الوقت كان متأخراً. وبموت صديقه فقد مامادو كثيراً من قوته، وطرده مرة أخرى من قتلوا قائده القديم.

أكل لحوم البشر أمر نادر الحدوث في البداية لكنه موجود، في أواخر السبعينيات، في غابات غومين بتنزانيا، كتب جون جودال مقالاً حلل فيه ظاهرة الوأد وأكل اللحوم، لحالات موثقة لإناث قمن بقتل مجموعات من صغار المنافسين لهن، ولحالة أخرى أكلن أبناء امرأة من مجموعتهن. ويقول جودال إن هذه الحالات تفسر حالات موت أخرى لم يكن بالإمكان تفسيرها بشكل مؤكد.

سبب هذه الأفعال ليس واضحاً، حين تقوم الحروب بين مجموعات متجاورة يكون الهدف هو الدفاع ضد الاعتداء وحماية الموارد الخاصة بكل مجموعة، مثل الغذاء والإناث.

ويعتقد علماء آخرون أنه في أحيان أخرى يمكن أن يُفسر ذلك بعدم توفر البروتينات لكن هذا التفسير لا يناسب هذه الحالات إذ إننا نتحدث عن أفراد من المجموعة نفسها وليسوا غرباء. لذا فهو شيء غير طبيعي.

وربما يكون المفتاح الرئيسي لفوز جينات وسلالة معينة، الرغبة في إنهاء قدرة التكاثر لدى أفراد معينين من داخل القبيلة.

لكن هذه الظاهرة لأكل اللحوم التي تخيفنا لا تحدث فقط بين هذه الفئة من القردة العليا. الباحث غوتفرايد هومان كان أول من اكتشف قردة البابون في أدغال سالونجا ( جمهورية الكونغو الشعبية) ودرسها أيضاً، وقد وجد مجموعات منها تأكل جثث أفرادها النافقين عدة مرات.

ومع ذلك ورغم المقومات الثقافية فإن الجنس البشري لم يكن بعيداً عن ظاهرة أكل لحوم البشر، وقد ظهرت عدة مرات خلال التطور التاريخي، في أتابوركا كشفت عظام تعود لنحو 800 ألف عام أن أجدادنا القدامى كانوا يحبون تناول لحوم زملائهم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل