المحتوى الرئيسى

«الشراقوة عزموا القطار.. ياااارجالة»!!

02/27 21:54

فى عام 1917، وبالتحديد فى شهر رمضان، كان مرور أول قطار من أمام قرية أكياد بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، الأمر الذى جعل أهالى القرية يصدرون فرمان شديد اللهجة وهو (ش. ك. ع) أى شرقاوى، كريم، عظيم، وهو شعار «الشراقوة»، وأن يتم تنفيذه بالقوة الجبرية وهو القيام بتجهيز موائد إفطار رمضان على رصيف القطار وإجبار جميع الركاب بالنزول لتناول الإفطار، ومن هنا شاعت مقولة «الشراقوة عزموا القطار»، وبدأ كل ركاب القطار يتفاخرون بالكرم الشرقاوى فى محافظاتهم، وأصبحت محافظة الشرقية يُضرب بها المثل فى الكرم والجود.. وقد كتب الشاعر إبراهيم خليل عن هذا الحدث قائلاً:

الحقيقة وباختصار همه مش عزموا القطار.. دا الشراقوة من كرمهم قدموا أحسن فطار.. العمدة والأهالى قدموا لهم كل غالى.. فى البلد صبحت حكاية من حكايات الليالى.. أحكى يا سطور الغناوى ع الرجولة والشهامة والأصول والجدعنة.. الحقيقة وباختصار همه مش عزموا القطار.

ولم يأتِ ذلك من فراغ بل كان له أصل فى التاريخ، وكان تأثير الطابع العربى الذى سكن الشرقية إبان الفتح الإسلامى، فى أهل الشرقية له طابع السحر، حيث موقع الشرقية وقربها من سيناء جعلها الملجأ الأول لتدفق الهجرات العربية الوافدة من شبه الجزيرة منذ زمن سابق على ظهور الإسلام، ويرجع المؤرخون بعد دراسات الاتصال الأول إلى عام 7080 ق. م، وكانت الشرقية خير مكان يطيب للعرب الوافدين للعيش فيه، إذ لم يجدوا فارقا كبيرا بين صحارى الشرقية ومناخها وصحارى بلادهم ومراعيها ومناخها فاستوطنها وتدفقت إلى الشرقية قبائل عربية كثيرة وظل تدفق الهجرات العربية إلى الشرقية حتى القرن الثالث عشر الميلادى، ولا شك فى أن كثرة الأعراب فى الشرقية قد تركت آثارا فى الظواهر الاجتماعية المتباينة، وان خفى آثارها إلا أن نتائجها العميقة ذات أصول وعروق ممتدة فى الأصلاب حتى الآن، وهناك بعض المناطق فى الشرقية تتمتع بالأصول.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل