المحتوى الرئيسى

مسؤولون ومثقفون: التحالف الأمني خطوة لمواجهة الجريمة العابرة للقارات

02/27 15:20

تحالف أمني دولي في أبوظبي

وصفت فعاليات سياسية وإعلامية دولية وعربية ومحلية إقامة تحالف أمني يكون بمثابة مجموعة عمل دولية لمواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات ومقره أبوظبي بـ"الخطوة الجريئة" التي تشكل تعزيزا حيويا لمنظومة مواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات وتعزيزا لحماية المنافذ.. ويجسد التزام الدول المنظمة للتحالف ومواقفها الثابتة حيال التصدي للجريمة وتوحيد الجهود الدولية في هذا الشأن. 

وكان أعلن في العاصمة أبوظبي مؤخرا عن التحالف الذي يعد بمثابة مجموعة عمل دولية لمواجهة الجريمة يضم إيطاليا واسبانيا والسنغال ومملكة البحرين والمملكة المغربية إضافة للدولتين المؤسستين للتحالف دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية. 

ويركز التحالف على تعزيز أمن وسلامة الدول الأعضاء بما يتوافق مع مصالحها وتوحيد المفاهيم الأمنية والشرطية والتنسيق المشترك حيال الخبرات المتبادلة بالأمن والجرائم إلى جانب تبادل الآراء والمشورة بين هذه الدول حول مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتدابير الوقاية منها وإدارة ومراقبة الحدود والمنافذ مع ضمان العمل لكل دولة في نطاق تشريعاتها وقوانينها المحلية. 

وتختلف هذه المجموعة الدولية عن غيرها من التحالفات الأخرى في أنها بمثابة منتدى لتبادل الخبرات والمعارف وتنشر أفضل الممارسات المستخدمة وأسس ووسائل التدريب العام أو المتخصص على الصعيد الشرطي والأمني وستمكنه صبغته القانونية من التصرف بمرونة لمواجهة القضايا والتحديات الشرطية في العصر الحالي. 

وعبر مقرر لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في المجلس الوطني الاتحادي وإعلاميين إماراتيين عن اعتزازهم بأن تستضيف أبوظبي أمانة هذا التحالف تعزيزا لدور الإمارات الإقليمي والريادي كقوة مؤثرة تلعب دورا ايجابيا في تأمين سلامة أمن المنطقة والمحافظة على استقرار بلدانها وشعوبها. 

وأكد عدد من وزراء داخلية دول التحالف وممثلين عنهم أهمية إقامة تحالفات وتحركات دولية عابرة للقارات تؤسس للعمل التشاركي الفعال في سبيل تعزيز مكافحة الجريمة العابرة للقارات والإرهاب مشيرين إلى أن الحاجة وفي ظل الظروف الدولية وتحديات العولمة تتطلب المزيد من التفاهمات بين الدول العالمية وعبر تحركات أكثر فعالية وتنسيقات لتبادل الآراء والممارسات الفاعلة المطبقة في مواجهة عمل المجرمين وشل حركتهم دوليا.

وقال وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ان هذه المبادرة من دولة الإمارات عبر وزارة الداخلية نرى فيها رؤية وتطلع أمني يخدم السلم العالمي فالجريمة اليوم لم تعد محلية بل تعدت ذلك لتصبح عابرة للدول لذا نحن بحاجة إلى جهود دولية حتى نستطيع أن نحتويها وبالتالي لنتمكن من تحقيق الأمن بالمستوى الدولي الذي بدوره ينعكس على استقرار أمن الدول جميعا.

وأوضح جان كلود غوايا وكيل وزارة الداخلية الفرنسية أن جهود الإمارات وفرنسا أثمرت في إطلاق هذه المجموعة الدولية كتحالف يعطي فرصة لدول تملك نية لتعزيز أمنها عبر تفاهمات دولية والعمل سوية في قضايا ذات شأن كبير وفي وجه تحديات مشتركة لا يمكن حلها إلا إذا اتحدنا سوية مؤكدا على روابط الصداقة بين دول التحالف والآمال الكبيرة المعقودة على هذا العمل التشاركي المنطلق في أبو ظبي.

وعبر خوزيه أوجينيو سالاريش السفير الإسباني في الإمارات وممثل وزير الداخلية لمملكة اسبانيا عن سعادة بلاده بالانضمام لهذه المجموعة التي تعرف بالتحالف الدولي لمكافحة الجريمة العابرة للدول ويضيف:" نثمن المبادرة من دولتي الإمارات وفرنسا للمساهمة في دعم جهود أصدقاءنا حول العالم للتعاون بين الأجهزة الشرطية من اجل أهداف سامية تتمثل بدعم الأمن والاستقرار.

ووصف بريفيتو فيليبو ديسبنزا مدير عام الشرطة الاتحادية وممثل وزير الداخلية الإيطالي التحالف بالحدث العالمي المهم قائلا إن إلتصدي بفعالية للجريمة العابرة والمنظمة والتطرف يتطلب وجود تعاون مشترك دولي لأجهزة الشرطة والعدالة مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تشمل تشديد الرقابة المالية لتتبع حركة أموال الجريمة والمتطرفين والمجموعات الإرهابية لشل حركتها ومعرفة مصادرها.

ويضيف ولكن ذلك يتطلب إرادة دولية قوية للتعاون في التصدي لمثل هذه الجرائم التي تشمل التطرف والإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وغيرها التي تحدث اضرارا بالدول على كافة المستويات.

من جهة ثانية أكد سالم النار الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي مقرر لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في المجلس أن سعي دولة الإمارات لتأسيس لهذة المجموعة الدولية للعمل معا إنما هو نابع من إحساس قيادتنا الرشيدة بالمسؤولية التي لا تقتصر على المحلية فقط بل هي مسؤولية إقليمية ودولية.

وأضاف " لابد من التعاون والعمل على بناء منظومة متكاملة على مستوى العالم فالحفاظ على الأمن والأمان هي مسؤولية كل الدول بكافة أفرادها فالجريمة المنظمة والعابرة للقارات باتت في تزايد وخلفها من يغذيها ويؤجج نيرانها ببث سمومه وأفكاره المضللة لتنقض بأنيابها على كافة المجتمعات ومختلف الدول فخطرها شامل عام ولا يقتصر على دولة بذاتها".

وقال " من الأهمية بمكان وجود مظلة أمنية شاملة تنضوي تحتها الدول الصديقة و الشقيقة لتنعم جميعها باستقرار وأمن دائمين فنحن كمواطني دولة الامارات نسافر لدول أخرى في العالم ونأمل أن تكون آمنة لنا كغيرنا ممن يأتون لزيارة دولتنا الحبيبة وهم مطمئنين وواثقين بأنهم في موطن الأمن و الأمان بفضل قيم التعايش والسلام والتسامح السائدة بين المواطنين والمقيمين على أرض الدولة لذا فإن دول العالم بأسره يجب أن تكون يدا واحدة في مواجهة قوى الظلام وعصاباته لتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذه الدولة أو تلك".

وأضاف الشحي أن هذا التحالف الأمني يعد خطوة ناجحة أخرى ضمن سلسلة خطوات مدروسة من قبل قيادتنا الرشيدة فلا يخفى تميز دولة الإمارات في مجال مكافحة الجريمة محليا ودوليا الأمر الذي أقرت وشهدت به مؤسسات ومنظمات عالمية مشيرا إلى أن الدولة واجهت الجريمة المنظمة بشتى الوسائل والسبل حيث أقرت التشريعات وأصدرت القوانين المشددة لمكافحة هذا النوع من الجرائم وغلظت العقوبات بهذا الشأن إلى جانب غيرها من السبل والوسائل التي وضعت الدولة في مرتبة متقدمة عالميا في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات. 

وأشاد حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مستشار دار الخليج رئيس التحرير المسؤول بجهود وزارة الداخلية في اقامة التحالف الأمني الذي يمثل مجموعة عمل دولية لمواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات لافتا إلى أن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية دائما يتناول الأمن من مفهوم واسع وشامل ونظرة ثاقبة للمنطقة والعالم.

وأكد أن التحالف يعد من المبادرات الحضارية الرائدة التي تنعكس فائدتها في تعزيز دور أجهزة الشرطة والأمن بما ينعكس على شعوب المنطقة في توفير مقومات كبيرة للأمن والاستقرار.

ولفت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من الدول المشهود لها عالميا في تبني مقترحات واهداف تحقق تطلعات العالم في أبرز القضايا والتحديات التي تواجهه بأفكار سباقة تعزز من الامن والسلام العالمي مؤكدا أهمية التحالف في تعزيز جهود الدول الأعضاء لمواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات بمختلف أشكالها وتطوير سبل الوقاية منها واستدامة الأمن والاستقرار بالدول المشاركة فيه وتعزيز الأمن والنماء لشعوبها بما يعزز فرص التعاون والاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات وبما يتوافق مع مصالحها والتنسيق المشترك حول مكافحة الجريمة المنظمة. ودعا الكتاب والأدباء العرب إلى تعزيز النشر المعرفي والثقافي حول سلامة وأمن الشعوب من خلال تسليط الضوء في الأعمال الأدبية والثقافية حول النتائج والتطلعات المأمولة من إقامة هذا التحالف مؤكدا اهمية العمل على تنفيذ مجموعة من المقترحات والتوصيات التي تعزز من قيام هذا الكيان الحضاري في توفير مقومات الأمن والأمان لشعوب المنطقة والعالم. 

كما أكد اهمية عقد منتديات ومؤتمرات تتناول الشكل القبيح للجريمة المنظمة والارهاب وسبل تعزيز مقاومته والتصدي له وتخصيص جوائز مادية ومعنوية للأعمال الثقافية والأدبية كالقصة والرواية التي تتناول قصص نجاح ضباط الشرطة والأمن في مكافحة الجريمة المنظمة.

وتمنى الصايغ أن تكلل كل الأهداف والتطلعات التي يسعى اليها هذا التحالف بالنجاح والتوفيق في تحقيق نتائج استباقية في التصدي للإرهاب ومكافحة الجريمة وتبادل أفضل الممارسات الشرطية المستخدمة وأسس ووسائل التدريب العام أو المتخصص على الصعيد الشرطي والأمن لافتا إلى أن العمل المشترك بين الدول الأعضاء يمثل في حد ذاته قوة عظمى تعمل من اجل السلام والأمن في المنطقة والعالم.

واعتبر محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة " الاتحاد " الاعلان عن تأسيس التحالف الذي يمثل مجموعة عمل دولية خطوة تاريخية في عالم مكافحة الجريمة وبمجال التعاون الأمني الدولي مشيرا إلى أنه تحالف أمني ضد الشر الذي يتمثل اليوم في قوى الجريمة والإرهاب. 

وقال إن الإعلان عن التحالف يؤكد رؤية القيادة الحكيمة التي تعمل على تعزيز علاقات الدولة و يؤكد إصرارها على مكافحة الجريمة والقضاء على المجرمين والإرهابيين في العالم من خلال جهد دولي منظم يتم تبادل فيه أفضل الممارسات الشرطية المستخدمة وأسس ووسائل التدريب العام أو المتخصص على الصعيد الشرطي والأمن.

واعتبر الجهود المحلية والإقليمية غير كافية لمواجهة التحديات الأمنية قائلا أن العالم أصبح أصغر بكثير مما كنا نتوقع والدول أقرب بكثير من أن تفصلها حدود أو مسافات مما يسهل انتقال الجريمة والمجرمين والتخطيط لها في مكان وتنفيذها في مكان آخر يبعد عنه آلاف الكيلومترات أصبح امرا عاديا ما يتطلب ايجاد تحالف حقيقي وقوي للعمل المشترك وتبادل الخبرات والمعلومات والتدريبات. 

وأكد عبدالله رشيد مدير تحرير جريدة الجلف نيوز في أبوظبي أن اقامة التحالف الأمني الذي يعد مجموعة عمل دولية يأتي ضمن سعي دولة الامارات العربية المتحدة وايمانها العميق بأهمية العمل الجماعي في مكافحة الجريمة المنظمة وعلى راسها الإرهاب والتزامها الدولي في تعزيز الأمن والاستقرار. 

وعبر عن تقديره لتلك الخطوة الحضارية والتي تدل على وعي الدول الاعضاء في التحالف بأهميته في محاربة الجريمة المنظمة وتبادل الخبرات والمعارف ونشر أفضل الممارسات المستخدمة وأسس وسائل التدريب العام او المتخصص على الصعيد الشرطي والأمني والتصدي بمرونة لمواجهة القضايا والتحديات الشرطية. 

وأشار إلى أن الاعلان عن هذا التحالف يمثل تحركا ايجابيا في جهود مكافحة الجريمة ومواجهتها بالقوة والعلم والمعرفة على نحو يعزز أمن وسلامة الدول الأعضاء بما يتوافق مع مصالحها وتوحيد المفاهيم الأمنية والشرطية. 

واعتبر الدكتور عبد الرحمن الشميري رئيس تحرير صحيفة الوطن التحالف خطوة ريادية في تعزيز التنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة لمواجهة التحديات والجريمة مؤكدا أن الإمارات أثبتت ريادتها ورغبتها في توسيع شراكاتها الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز أمن وسلامة الدول الأعضاء بما يتوافق مع مصالحها وتوحيد المفاهيم الأمنية والشرطية والتنسيق المشترك حيال الخبرات المتبادلة بالأمن والجرائم. 

واكدت ميساء راشد غدير العضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي والكاتبة الاماراتية أن إقامة التحالف الأمني لمواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات له أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديدا فالجريمة المنظمة بمختلف صورها لم تعد محصورة في بلد دون آخر وان وجدت قضية تعاطي المخدرات على سبيل المثال والترويج لها في دولة فذلك يعني أن جذوها وأطرافها في دول أخرى ولا يمكن مكافحتها والحد من آثارها في دائرة ضيقة بل ينبغي محاربتها كجبهة ومن خلال تحالفات دولية واقليمية تتصدى لأنشطتها المتوزعة عبر شبكة دولية بكثير من المتابعة الدقيقة والحثيثة خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة. 

وأوضحت ان التحالفات الدولية والإقليمية كانت حتى وقت قريب تتمركز حول الشؤون السياسية والاقتصادية؛ ذلك أن الدول تؤمن بأن التحالف مع الغير تعظيم لإنجازاتها وتحقيق لأهدافها وما تتطلع إليه من نتائج سواء على جميع الصعد فالعالم اليوم بات قرية صغيرة لا تظل فيه دولة بمعزل بل إنها تتأثر بما يدور من أحداث في دول الجوار أو المنطقة. 

واضافت " اننا نثق بأن وزارة الداخلية ستتمكن من خلال التحالف المعلن من الحد من انتشار هذه الجريمة في دولة الإمارات والمنطقة ونثق بانها ستحرص على مشاركة مؤسسات أخرى في هذه المسؤولية إذ ان طبيعة الموضوع الامنية لا تعني الركون بالمسؤولية على وزارات الداخلية والمؤسسات الشرطية فحسب بل تستدعي تعاون مؤسسات أخرى مدنية وغير مدنية أهمها المؤسسات الإعلامية في التوعية بهذه الشبكات". 

ولفتت إلى أن الإمارات كدولة تقر بخطر هذا النوع من الجرائم والاقرار بالخطر هو اول خطوة في سبيل القضاء عليها اما الخطوة الثانية فتكون من خلال التعاون الدولي الذي يأخذ صورة متعددة اهمها التحالفات التي ستتيح تبادل الخبرات والمعارف امنيا وتقنيا وقانونيا وهو ما نثق بأنه سيكون جدار الحماية لمجتمعنا من جرائم من هذا النوع وبهذا القدر من الخطورة. 

وقال علي العمودي الكاتب الصحفي بجريدة" الاتحاد" أن التحالف الامني الذي أعلن قيامه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يمثل تحالف قوى الخير في مواجهة عصابات الشر والجريمة واختيار أبوظبي مقرا للتحالف الوليد يعبر عن تقدير المجتمع الدولي للإمارات وقيادتها الحريصة دوما على دعم واحتضان المبادرات والجهود الرامية لتعزيز استقرار المجتمعات وأمنها وتوفير البيئة الآمنة لبناء الأنسان وتحقيق رخاءه وازدهاره في إطار برامج تنموية تعزز التنمية المستدامة. 

وأضاف أن التحالف الذي بدأ مسيرته بسبع دول مرشح للتوسع بانضمام المزيد من الدول العربية والأجنبية لأن أهدافه تهم دول العالم قاطبة الحريصة على تأمين مجتمعاتها من شرور عصابات الجريمة المنظمة والعابرة للقارات في المواجهة التي تتطلب المزيد من التنسيق وتبادل المعلومات للتصدي للجريمة وجماعاتها الهادفة لتدمير الشباب في مختلف المجتمعات. 

وأكد أهمية دور الإعلام كشريك مهم للتحالف وأهدافه النبيلة لافتا إلى أن إنجاح هذه الشراكة يتطلب توظيف المنصات الإعلامية ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر الوعي والتعريف برسالة ودور التحالف في خدمة المجتمعات والتركيز على الشباب كونهم الفئة الأكثر استهدافا لعصابات الشر والإجرام التي تسعى بكل إصرار لتقويض أمن واستقرار البلدان من خلال استدراج هذه الفئة العمرية نحو المسارات التي تنشط وتعمل فيها تلك العصابات. 

وقال طالب اسماعيل شاهين مدير التحرير للشؤون المحلية في صحيفة "البيان " أظهرت الأحداث التي يشهدها العالم ضرورة تضافر الجهود والذهاب أكثر الى مأسسة التعاون بين العواصم العربية والعالمية وذلك بغية حشد الجهود بما يواجه الجريمة المنظمة التي تعقدت في ظروفها الموضوعية وفي أدواتها التي أمعنت في التخفي والاحتيال بحيث غدت عابرة للدول ومتغلبة على ادوات الرقابة المعتادة. 

وأكد أن الإعلان عن إقامة التحالف كمجموعة عمل دولية مبادرة تستشرف التحديات التي يواجهها العالم في هذا الصدد وتتمثل هذه التحديات في تنمية القدرة الجمعية لدول العالم في صناعة تحرك استباقي قادر على تكوين معرفة متمكنة من ادوات الجريمة المنظمة وانتشارها وأنواعها والأهم تكريس أفضل الوسائل للتعاون من اجل التصدي لها. 

وقال عادل محمد الراشد مدير مكتب جريدة "الامارات اليوم " بأبوظبي أن الاعلان عن التحالف الأمني من أبوظبي جاء ليؤكد الدور المحوري والثقل الاقليمي الذي أصبحت تمثله دولة الامارات العربية المتحدة وذلك في إطار المساعي الاقليمية والدولية لحفظ الامن والاستقرار في المنطقة والعالم وحماية مكتسبات الدول وانجازاتها التنموية. 

وأضاف " نظرا لتطور أساليب الجريمة المنظمة والإرهاب التي أصبحت عابرة للقارات أصبح من الضروري وجود تعاون مشترك على مستوى العالم في إطار تبادل المعلومات والخبرات وافضل الممارسات المتبعة فيما بين دوله لتعزيز مكافحة أدوات الجريمة والارهاب وتوفير بيئات آمنة تمكن الشعوب من تنفيذ خططها التنموية وتحقيق طموحاتها في التقدم والعيش بأمان". 

وأكد أن للإمارات خبرة كافية وتجربة ناجحة في ربط مفهوم الأمن العام للدولة بالأمن الشخصي للأفراد وترسيخ روح المواطنة والانتماء المجتمعي مما يعزز جهود الأجهزة الأمنية ويوفر غطاء أهليا وشعبيا يضمن المزيد من الفاعلية في مكافحة الجريمة ويضيف الى الجهد الاقليمي والدولي المزيد من الخبرات الناجحة لتحقيق الاهداف المشتركة. 

وقالت الدكتورة فاطمة الصايغ رئيسة قسم التاريخ بجامعة الإمارات أنه آن الأوان للعمل المشترك لمواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات بمختلف اشكالها وأنواعها وتطوير سبل الوقاية منها مضيفة أن التحديات الأمنية الجديدة والتي في مقدمتها الجريمة المنظمة باتت تحتاج الى المزيد من الجهود والتعاون بين الدول والاستعداد المسبق لجميع التحديات التي تواجه العمل الأمني والشرطي. 

وأكدت أن هذا التحالف الذي يضم دول عربية ودولية سيشكل حلقة قوية في سياق التحالف الاستراتيجي ضد الجريمة المنظمة والتي أصبحت تستهدف أرواح الأبرياء وزعزعة أمن الدول والشعوب والمجتمعات لإعاقة تقدمها ونموها وازدهارها ووصفت التحالف بالإنجاز الإماراتي الهام الذي سيشكل قيمة مضافة لرصيد التعاون الشرطي الإقليمي و الدولي كما سيسمح برفع التحديات و إيجاد الحلول الجادة و الفعالة للجرائم العديدة التي تواجهها الدول مثل تنامي الجرائم المنظمة و تهريب المخدرات و القرصنة البحرية و تبييض الأموال و الجرائم المعلوماتية. 

وأكد جمال الدويري نائب مدير التحرير رئيس قسم المحليات في جريدة الخليج أن تشكيل تحالف دولي لمكافحة الجريمة المنظمة بقيادة إماراتية فرنسية وهما الدولتان اللتان اقترحتا قيامه سيكون له دور كبير في مواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات ووأدها لأنها لن تجد لها أي معبر عن طريق الدول التي تشكل التحالف وسيضيق الخناق على حركتها وتنقل أفرادها خاصة في جرائم الاتجار بالمخدرات أو محاولة هروب الذين يقترفون جرائم كبرى في هذه البلاد.

وقال إن اختيار أبو ظبي مقرا للتحالف يؤكد أهمية موقع الإمارات الإقليمي والدولي على الخارطة العالمية والمكانة التي باتت تحتلها ما جعلها تحظى بثقة عالمية كبرى ما يؤهلها بجدارة لتكون مقرا لهذا التحالف. 

وأضاف: كان تأكيد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن هذا التحالف هو ميلاد حلف أمني عالمي بين بلدان تجمعها تحديات متشابهة يكشف مدى إدراك سموه لضم منظومة هذه الدول تحت مظلة واحدة لقطع دابر المجرمين الذين يعيثون فسادا في جميع دول العالم وهو ما اكده سموه أيضا في كلمته يوم إعلان التحالف حين قال إن الجريمة أصبحت تستهدف أرواح الأبرياء وزعزعة أمن الدول والشعوب والمجتمعات. 

ورأت الدكتورة أمل بالهول الفلاسي مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الامارات ان مشكلة الجريمة والإرهاب والتطرف لم يمكن استئصالها بدون تحالفات بينية دولية وتعاون في سبيل مكافحتها واعتبرت مبادرة دولة الامارات العربية المتحدة مع الجمهورية الفرنسية بإقامة التحالف الأمني خطوة ريادية في التصدي لمواجهة الارهاب والجريمة المنظمة عن طريق الاتفاق على تأصيله وكيفية مقاومته. 

وعبرت عن أملها أن يوحد التحالف الجهود الدولية في التصدي للإرهاب والقضاء عليه في منابعه وتعزيز جهود مواجهة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات والوقاية منها. 

يذكر ان دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الداخلية عملت على إقامة التحالف وبالتنسيق مع جمهوريا فرنسا أثناء زيارة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأخيرة لفرنسا أواخر نوفمبر من العام الماضي حيث تعتبر الإمارات وجمهورية فرنسا الدولتين المؤسستين للتحالف وقامتا بتطوير فكرته ودعوة الدول الأخرى للانضمام لمجموعة العمل الدولية بما يتناسب مع التشريعات والأعراف الدولية. 

ثم استضافت الإمارات اجتماعا تنسيقيا مطلع هذا العام للإعداد والتنسيق حول تفاصيل التحالف وسبل إخراجه لحيز الوجود في حين استمرت الدول الأعضاء الاتصالات الجانبية والمشتركة تمهيدا لوضع اللمسات الأخيرة للتحالف الدولي للأمن الداخلي. 

ويركز التحالف على تعزيز أمن وسلامة الدول الأعضاء بما يتوافق مع مصالحها وتوحيد المفاهيم الأمنية والشرطية والتنسيق المشترك حيال الخبرات المتبادلة بالأمن والجرائم إلى جانب تبادل الآراء والمشورة بين هذه الدول حول مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتدابير الوقاية منها وإدارة ومراقبة الحدود والمنافذ مع ضمان العمل لكل دولة في نطاق تشريعاتها وقوانينها المحلية.

كما سيسعى وزراء الداخلية أعضاء التحالف إلى استهداف تطوير النطاق المؤسسي والعمليات التخصصية من خلال التعاون في مجالات تبادل المعلومات والمنهجيات العملية وتبادل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة والتدريب التخصصي وعرض أفضل الممارسات المطبقة على صعيد العمل الشرطي والأمني لتعميمها على الدول الأعضاء والاستفادة منها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل