المحتوى الرئيسى

رشيدة عبد السلام .. “جنية” تحقيق الأحلام على ماكينة المونتاج

02/27 10:08

العشاق ناسكون في معابد ما تعلقت به قلوبهم، لهذا لم تمنع «اللثغة» رشيدة عبد السلام من العمل في السينما عقب أدائها لبعض الأدوار الصغيرة، فقد نقلتها خلف الكاميرا، لتعمل في المونتاج.

وربما كان لقائها بالمخرج الكبير أحمد بدرخان هو الذي قدم إلى السينما «صاحبة اليد الحريرية» لتعمل بعدها كمساعدة للمونتير للراحل كمال أبوالعلا خلال فيلمي «صراع في الوادي» و«صراع في الميناء»، ولنجاحها الملحوظ انتقلت للعمل كمساعدة مع المونتير سعيد الشيخ في فيلمي «انت حبيبي» و«ودعت حبك».

الفتاة صاحبة الشعر القصير دائمًا وجدت طريقها وسط ماكينات المونتاج تعيد اختيار وترتيب مشاهد الأفلام وتحسب بالثانية زمنها على الشاشة بإحساس قاض فنان ينقل روح المخرج وأحلامه إلى أرض الواقع، وكأنها إحدي تلك الجنيات السحرية التي تحقق الأحلام.

وبعودتها للعمل مع كمال ابو العلا في أفلام المخرج الكبير حسن الإمام وبعد إرساله في بعثة للتليفزيون المصري للخارج، يهبها حسن الإمام فرصتها لتكمل ما بدأه كمال أبو العلا لتصبح مونتيرة وتترك العمل كمساعدة مونتير لتبدأ الانطلاق في عالم المونتاج.

وبلقاء رفيق الطريق يوسف شاهين تصل جنية الأحلام إلى مبتغاها حيث قالت عن «جو» : «يوسف شاهين ده بالنسبه لي كل شيء ومن أول عمل معه استفدت جدًا من جو، زي الدراسات العليا وزي الدكتوراه، استفدت من كل أعماله، هذا الرجل سابق عصره في كل أعماله، رجل يعبد حاجة اسمها سينما، دارسها من جميع الزوايا من جميع النواحي كل فيلم له أسلوبه الخاص، يوسف شاهين، الذي يصفونه بالخواجة يعمل فيلم الأرض، مايكررش التكنيك من فيلم لآخر، لأن التكنيك لخدمة المضمون».

التقت عاشقة السينما رشيدة عبد السلام الناسكة براهبها الأول لتصنع معه عدة أفلام أهمها: «الناصر صلاح الدين»، «الأرض»، «الناس والنيل»، «إسكندرية نيويورك»، وترفض بناء على نصيحته جائزتها عن فيلم «الناصر صلاح  الدين» لأنها الجائزة الثانية و«جو» يراها الأولى.

وخلال رحلة فنية امتدت 58 عامًا تقريبًا، قدمت رشيدة عبدالسلام جنية تحقيق الأحلام خلالها أكثر من 160 فيلمًا روائيًا طويلًا، صنعت بهم تاريخا مصورًا بديعًا على تلك الشاشة السحرية التي عشقتها حتى رحلت  في عام 2008.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل