المحتوى الرئيسى

تكفير داعش مسألة أمن قومى | المصري اليوم

02/27 02:47

أين يختفى مسوخُ داعش ولماذا عسيرٌ على رجال أمننا العثور عليهم وسط أحراش العريش وكهوف الجبال؟ ليست الصخورُ ظهيرَهم، إنما ظهيرهم بشرى، بكل أسف.

هذه لحظةٌ من أعسر اللحظات التى تمرُّ بها مصرُ عبر تاريخها. ما يحدث فى العريش الآن للأقباط المسيحيين على يد مسخ داعش الدميم، شىءٌ فوق قدرة العقل على استيعابه. يريد ذلك المسخُ الشيطانى الوغد أن يُكرّس فى الذهن الجمعى للعالم تلك الصورة الوحشية التى لا يملك غيرها ليعلن بها عن وجوده. «نحن ندمّر الحضارة الإنسانية، وننحر العُزَّل الأبرياء، ونغتصب الأسيرات، إذن نحن موجودون». لكن الأزهر الشريف لا يُقرُّ بكفرهم، ولا برِدّتهم وخروجهم من تحت مظلّة الإسلام! كيف ولماذا؟! لأن الأزهر لا يُكفّر كلَّ من نطق بالشهادتين، مهما قتل أو حرق أو اغتصب أو استلب أو سرق أو شوَّه صورةَ الله، حاشاه. إنهم يشوّهون صورة الله حين يُكبِّرونه وهم يذبحون البشر ويحرقون قلوب الثكالى ويغتصبون العذراوات. لهذا يجدُ مسوخُ داعش مَن يساندهم ويؤويهم ويُخفيهم عن عيون جنود جيشنا ورجال شرطتنا، من أبناء سيناء وعائلاتها وقبائلها. كيف يساعدهم أبناءُ سيناء وعوائلها على التخفّى والاحتماء داخل أركان دورهم؟ لأنهم يرون مسوخَ داعش «مسلمين»، بقرار رسمى من الأزهر الشريف، صاحب الكلمة العليا، والوحيدة، فى إيمان المسلمين، أو كُفرهم ورِدّتهم. ألم يحن الحينُ بعد حتى يُصدّق الأزهرُ الشريف أن فى يده «وحده» الآن العصا السحرية التى تئد الإرهاب فى مصر، وتدحر داعش فى العالم، وتحقن دماء المسيحيين فى العريش؟ فتوى واحدة مُعلنة وقاطعة وصريحة بتكفير داعش، سوف ترفع عنهم الغطاء الاحتمائى البشرى الذى يُخفى مسوخ داعش عن عيون رجال الأمن من الجيش والشرطة فى العريش، وفى سيناء وفى كل بقعة من بقاع العالم.

يا أزهرنا الشريف، اِعلمْ، إن لم تكن تعلم، أن بسطاءَ المسلمين يفهمون الحديث الشريف «انصرْ أخاك ظالماً أو مظلومًا»، على نحو مغلوط ومنقوص. لأنهم فى غالب الأمر لا يعرفون بقية الحديث: «بأن تأخذ فوق يديه» أو «بأن تردّه عن ظلمه». فحين أنت أيها الأزهر الشريف، لا تريد أن تُكفّر داعش، فإنك بذلك تجعله «أخًا» لكل مسلم فى سيناء، ورعيةً لكل شيخ قبيلة، وابنًا لكل امرأة فى دارها. أنت، دون أن تقصد يا أزهرنا الشريف، جعلت الداعشى «مسلمًا أخًا» وجبت نُصرته ظالمًا، دون قيد أو شرط، مادام هو مسلم، ومادام شِطرُ الحديث الشريف غائبًا عن الوعى الدارج العام لدى معظم البسطاء. وأهلنا فى سيناء، ما أبسطهم!

أما تهجير الأقباط الاضطرارى من دورهم فى العريش إلى بورسعيد والإسماعيلية، لتؤويهم الكنائس هناك، فهو أمرٌ لا يليق بدولة هائلة مثل مصر. فدور العبادة جُعلت للصلاة والتعبّد، وليس لإيواء المُهددين والمُطاردين. حماية المواطن المصرى هو واجب الدولة، وحق المواطن الأصيل بموجب الدستور والقانون. فإن تعذرت الحماية ومنع الأخطار لأسباب قهرية مثل ما يحدث فى العريش الآن من حرب عصابات خسيسة مع مسوخ داعش الذين يختبئون فى الكهوف والجبال مثل اللصوص والخفافيش، فلا بديل عن أن تُخصص القوات المسلحة والدولة المصرية فنادق محترمة، أو وحدات سكنية لائقة لأبناء العريش الأقباط، حتى تنتهى المحنة، بإذن الله، ويعودوا إلى ديارهم معززين مكرمين.

ونما إلى علمى الآن، أثناء كتابة المقال مساء السبت، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد كلّف وزير الإسكان، مهندس مصطفى مدبولى، بتخصيص وحدات سكنية للمُهجّرين من مسيحيى العريش، فشكرًا للقرار الواجب.

كذلك أرفعُ إلى وزير التعليم العالى رجاء أهالينا فى العريش بنقل أبنائهم من جامعة سيناء إلى جامعات مصرية موازية فى مدن مصر الآمنة، مثل جامعة ٦ أكتوبر، خصوصًا لطلاب الكليات العملية الصعبة كالهندسة والطب. ذاك أن تأخيرهم عن محاضراتهم وسكاشنهم ومَعاملهم من شأنه أن يهدد مستقبلهم الدراسى والعملى، وهم النشء/ الثروة الذى نراهن عليه من أجل غد مصر. وقد أرسل أولياء الأمور فى العريش بالفعل مطالب رسمية إلى رئيس جامعة ٦ أكتوبر، ورئيس جامعة سيناء بهذا الشأن، نرجو سرعة التصديق عليه.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل