المحتوى الرئيسى

"أخيلة الظل" رواية عن قسوة وهشاشة الواقع

02/27 02:23

عن دار التنوير، صدرت مؤخرًا رواية “أخيلة الظل” للكاتبة منصورة عز الدين.

عن عملها، تقول الكاتبة منصورة عز الدين إن رواية “أخيلة الظل”، لا تقترب من الأهوال الجارية حولنا بشكل مباشر بقدر ما تركز على حيوات أبطالها ومخاوفهم وأسئلتهم الشائكة، لكن المذبحة مضمرة بين سطورها، والقسوة والغرق وهشاشة الوجود مفردات مفتاحية فيها.

أسئلة وانشغالات “عز الدين” في روايتها السابقة “جبل الزمرد” كانت – هي الأخرى - وليدة أهوال المنطقة من دون أن تتناولها بشكل مباشر. كانت كتابة “جبل الزمرد” تميمتها الذاتية ضد النسيان والتحريف، ومحاولتها المرتبكة للإيمان بإمكانية البعث من رماد الاحتراق.

وأضافت: “أجازف بقول إنه من المستحيل إدارة الظهر للواقع، مهما خُيِّل لنا أن ما نكتبه مغرق في الخيال والفانتازيا. فالكتابة لا يمكنها الانفصال التام عن الواقع والهرب منه، فحتى في أقصى درجات قطيعتها معه، نجدها تفككه وتعيد تركيبه مجددًا بغية القبض على جوهره، نجدها تقدم مجازًا للعالم لا صورة فوتوغرافية جل طموحها أن تكون نسخة باهتة منه، تقدم مجازًا للمذبحة لا مجرد رصد لها”.

كل شيء حوله بدا مهتزًا: “تحمله ضلالاته إلى أراضٍ أخرى. يرى نفسه فوق قمة جبل والسحاب يمر بجواره بحيث يمكنه الإمساك به لو أراد، تزوره غابة أشجارها على وشك التجمد من شدة البرد، وفي بدايتها كوخ صغير - تغطيه من الخارج نباتات متسلقة بزهور أرجوانية وحمراء- ويخرج منه رجل وامرأة منشغلان بنفسيهما عمّا حولهما. كما يجد نفسه مرارًا وقد هرب من مكان احتجازه، وركض نحو الجانب الآخر من التل إلى أن لم يعد قادرًا على الحركة خطوة إضافية، فيقف مُشرفًا على الصحراء الممتدة بالأسفل، يُخيل له أنه يلمح بستان زيتون، على رأسه مقعد يجلس فوقه رجل وامرأة، وأمامهما بئر تمْثُل كحد فاصل بين خضرة أشجار الزيتون الباهتة وأصفر الرمال اللانهائية، ثم يتلاشى الرجل والمرأة والبستان والبئر، ويلحق به الحراس ويقتادونه مجددًا إلى محبسه، تدهشه العادية التي يعاملونه بها كأنه لم يفر منهم، لكنه سرعان ما يتناسى هذا ويستسلم لوهم جديد.

يدفس وجهه في الوسادة، ويغمض عينيه، محاولًا فصل وقائع حياته الحقيقية عن ضلالاته، فلا يفلح.”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل