المحتوى الرئيسى

أجواء مُلتهبة على مياه المحيط الهادئ.. هل تندلع الحرب بين الصين وأمريكا؟

02/26 22:55

لم يعد المحيط الهادئ هادئًا، بل أصبح حاليًا نار راقدة فوق المياه الزرقاء، تنتظر شرارة من يشعلها لتلتهم الأخضر واليابس، خصوصًا تصاعد حدة الأجواء الملتهبة بين الدولتين العريقتين أمريكا والصين، على خلفية تصارعمها على الجزر المتواجدة في هناك، واستعراضهما القوة على مسرح الاحداث. 

تفاصيل اندلاع النيران بين الغريمين، بدأت اليوم الأحد، حينما شنت الصين هجومًا شرسَا على التحركات الأمريكية بالمحيط الهاديء قائلة : "بحر الصين الجنوبي ليس الكاريبي، وليس المنطقة التي من الممكن أن تتصرف فيها واشنطن بطريقة متهورة"، وذلك على حسب صحيفة "جلوبال تايمز" الرسمية بالصين.

الصين حذرت الولايات المتحدة من خلال صحيفتها الرسمية قائلة "في حال إصرار الجيش الأمريكي على قدرته بترويض التنين الصيني، فعليه الاستعداد لمواجهة الصواريخ الصينية المتطورة، ومزيد من التعزيزات العسكرية بمنطقة بحر الصين الجنوبي"

الأمر وصل مداه إلى الولايات المتحدة التي أبدت قايداتها استعداد أمريكا للحرب حال الضرورة،وهذا ما واجته أمريكا أيضًا بالرد بأنن الصين تستعد أيضًا لذلك، ولكن لم التهبت الأجواء بين البلدين فجأة؟

بالرجوع قليلًا للوراء وبالتحديد يوم الثاني والعشرين من فبراير الجاري، أرسلت البحرية الأمريكية مجموعة قتالية بجانب حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فينسون" ترافقها مجموعة سفن حربية ، إلى بحر الصين الجنوبي، وبل نفذت  دوريات حربية هناك، في إشارة منها لتهديد صريح للحكومة الصينية. 

هذا التحرك الأمريكي جاء بعد أيام من من تحذير بكين لواشنطن من تحدي سيادتها في الممر المائي، حيث تعتبر بكين كامل بحر الصين الجنوبي تحت سيادتها رغم مطالبات دول آسيوية مجاورة بحقوق في المنطقة الشاسعة.

وليس ذلك فقط بل إن سفنًا وطائرات أمريكية أجرت مؤخرًا تدريبات في المناطق المحيطة بهاواي وغوام "للحفاظ على جهزيتها وتطوير تماسكها كمجموعة قتالية"، ووجه الأميرال جيمس كيلبي، قائد المجموعة القتالية الأمريكية، حينها في بيان وجهه للحكومة الصينية، قائلًا "نتطلع لإثبات هذه القدرات فيما نعول على العلاقات القوية القائمة مع حلفائنا وشركائنا وأصدقائنا في منطقة الهند وآسيا والمحيط الهاديء".

وعلى الفور ردت الخارجية الصينية على لسان متحدثها غينغ شوانغ، على الإدارة الأمريكية، في مؤتمر صحفي لها، الأربعاء الماضي، مهددة الولايات المتحدة بأن الصين لن تسمح للسفن والطائرات بالتحرك في المنطقة وفقًا للقانون الدولي، تابعًا أن بلاده "ترفض بحزم محاولة أي دولة المساس بسيادتها وأمنها بذريعة حرية الملاحة والتحليق"، 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية، "نناشد الولايات المتحدة الكف عن تحدي سيادة الصين وأمنها وأن تحترم جهود الدول الإقليمية للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي".

ولكن الولايات المتحدة لم ترد على الصين بأي تصريحات رسمية على خلفية ما سبق، مما دعاها إلى تننفيذ أشغال ردم ضخمة لتحويل شعب مرجانية وجزر صغيرة إلى جزر اصطناعية أقامت عليها مدارج هبوط طائرات عسكرية.

كما أجرت مدمرتان صينيتان مزودتان بالصواريخ ترافقهما سفن الإمداد مناورات بالقرب من الجزر المتنازع عليها.

وحسب مقال نشر في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن الأسطول الأمريكي ينوي تنفيذ عملية تحت شعار حرية الملاحة بالقرب من الجزر الركامية التى أنشأتها الصين.

في حين تشير صحيفة القوات البحرية الأمريكية إلى أن هذه ستكون أول عملية في عهد ترامب، حيث ستبحر السفن داخل المنطقة 12 ميلا حول الجزر، التى تعدّها الصين جزء من أراضيها.

لذلك فإن الخبراء يقولون "إن أي خطأ في هذا الجو سيؤدي إلى نشوب نزاع مسلح بين البلدين".

ولكن إذا دخلت الصين والولايات المتحدة في حرب‏,‏ فسيكون من الصعب جدا التكهن بأي دولة يمكنها أن تهزم الأخرى‏,‏ نظرًا لقوة الدولتين عسكريًا وتسلحهما بأحدث الأسلحة.

فسيناريو الحرب الحرب المحتملة بين أمريكا والصين ليس جديدًا، فهذه الأجواء بدأية العام الماضي، حينما أصبحت المواجهة بينهما تنحرف عن مسار الحرب الباردة، وصارت تأخذ بعدًا آخر، وذلك بعدما وصف باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، الصين صراحة بأنها "عدو".

وأعدت البنتاجون تقريرًا  قدمته للكونجرس عن أن تنامي حجم الإنفاق العسكري الصيني الذي يتراوح بين135 إلي215 مليار دولار أمريكي, وأشار التقرير إلي حجم التطورات العسكرية الصينية خاصة مساعيها لتطوير طائرات الشبح ستيلث المتقدمة وبناء أسطول من حاملات الطائرات لتوسيع نفوذها العسكري في أعالي البحار. 

ورجحت واشنطن أن الدافع الوحيد وراء عدم كشف بكين عن إمكاناتها العسكرية يرجع إلي إحداث عنصر مفاجأة بحجم وقدرة الماكينة العسكرية الصينية لدي اندلاع أي أزمة, وذلك عبر التجسس علي توجهات صناع قرار السياسة وبناء صورة لشبكة الدفاع الأمريكية وإمكاناتها اللوجستية والعسكرية، ولكن بعد استعراض الأجواء ما هي القصة ولماذا تتصارع الدولتين؟ ‏

وترجع أسباب الصراع بين بكين وواشنطن، إلى أن الصين تطالب بأحقيتها في كامل بحر الصين الجنوبى، وعلى إثر ذلك تقوم بأعمال استصلاح وتشييد في المنطقة سالفة الذكر المتنازع عليها، وفي نوفمبر 2013 فرضت قيودًا على الطيران فوق المنطقة، على الرغم من اعتراض دول أخرى تقول إن لها أحقية فيها ومن بينها الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناى وتايوان، ولكن ما علاقة أمريكا بهذه القصة؟

الولايات المتحدة ومعها دول جنوب شرق آسيا تخشى من عملية عسكرية مفاجئة للتنين الصيني، من شأنها أن تمنحه السيطرة على الأرخبيل، الذي يعد أحد ممرات الملاحة الأكثر إستراتيجية في العالم.

وفي 4 فبراير الماضي وقعت أمريكا ومعها 11 دولة في منطقة المحيط الهادي اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، تبعها قمة في كاليفورنيا جمعت الولايات المتحدة مع مجموعة آسيان المكونة من 10 دول،  تنفيذا لاستراتيجية أمريكا المتعلقة بمنطقة المحيط الهادي وبالصين.

مجموعة آسيان أنشئت ،1967 بمبادرة من ماليزيا وإندونيسيا ثم تبعتها دول أخرى كالفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي وكمبوديا ولاوس وبورما وفيتنام، بهدف الحد من نفوذ الصين الاشتراكية في منطقة جنوب شرق آسيا، وكانت بريطانيا وراء إنشاء المجموعة، ثم عملت أمريكا على ضم دول تابعة لها كالفلبين وكمبوديا وفيتنام.

وصدرعن القمة سالفة الذكر بيان مكون من 17 مادة، من أبرزها احترام القانون وحقوق الإنسان والحريات، في إشارة إلى الصين، واعتبار دول آسيان مركزا أساسيا في تطور العلاقات ما بين دول الأطلسي ودول المحيط الهادي.

 هذه المواد سالفة الذكر تحجم دور الصين في هذا الإقليم، مع التركيز على عدم استعمال القوة في حل مشاكل الإقليم، خاصة فيما يتعلق بأمن الإبحار والطيران في الإقليم. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل