المحتوى الرئيسى

الإفتاء ترد على فيديو داعش «قاتلوا المشركين»: عليكم غضب الله

02/26 21:10

فنّدت دار الإفتاء المصرية، في فيديو لها بعنوان «أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ» تفسير تنظيم داعش الإرهابي الخاطِئ لبعض النصوص والآيات القرآنية ومنها، قول الله تعالى: «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ» سورة التوبة الآية 5، وكذلك توعد داعش، محافظة القاهرة بمزيد من العلميات الانتحارية.

وقال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن المُنحرفين فكريًا لا يفرقون بين النص وتفسيره وتطبيقه لعدم امتلاكهم الأدوات الشرعية، مشيرًا إلى أنه لا يصح اجتزاء الآية كما يفعل هؤلاء المنحرفون، فلابد أن ننظر إلى الآية التي تليها والتي سبقتها.

وذكر الدكتور عمرو الورداني، أن الآية الخامسة من سورة التوبة نزلت في قتال مشركي قريش في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء حياته، وليست للعمل بها في كل زمان ومكان، منبهًا على أن منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان التعايش مع غير المسلمين، مُتبعًا في ذلك قول الله تعالى: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ».

وشدد على أن الأمر بالقتال الوارد في سورة التوبة كان تحت راية الإسلام وليس بدعوة من الخوارج «داعش»، وبحضور الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبسبب إيذاء مشركي قريش للمسلمين فكان الأمر بالقتال لصد العدوان.

وأشار «مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء»، إلى أن الإرهابيين يفسرون خطأ حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم.

وأوضح في شرحه للحديث، أن الأمر كان للرسول -صلى الله عليه وسلم- وليس لجميع المسلمين من بعده، وأن كلمة «الناس» عام أريد به خاص وهم قوم بعينهم مشركي قريش وليس أي مشرك.

وحذر «الدواعش» من أن إقدامهم على العمليات الإرهابية والتفخيخ حرام شرعًا وقتل للنفس التي حرم الله تعالى قتلها، ومن يفعل ذلك يعد باغيًا فاسدًا في الأرض ويطبق عليه حد الحرابة وعليه غضب وسخط من الله تعالى، منبهًا على أنه ورد الوعيد من الله سبحانه تعالى لهؤلاء البغاة في قوله: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ» الآية 33 من سورة المائدة.

ودعا الدكتور عمرو الورداني، الدواعش إلى الرجوع مرة أخرى إلى الحق والابتعاد عن الإفساد في الأرض التي أمر الله تعالى بإعمارها، لأن الإسلام دين حياة وبناء وليس هدمًا أو تخريبًا، وجعل فيها المسلم وغير المسلم، مشددًا على أن الأقباط نسيج وطني واحد ولا يجوز الاعتداء عليهم.

من جانبه، أكد الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، أن الإسلام لم يشرع أبدًا في أحكامه استهداف دور العبادة الخاصة بغير المسلمين، وقد أجمع العلماء قديمًا وحديثًا على حرمة الاعتداء على الكنائس ودور العبادة المختلفة.

ونبه مدير إدارة الأبحاث الشرعية، على أن مسيحي مصر أهل كتاب مُعاهدين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حرم الاعتداء عليهم وأوصى بهم خيرًا، كما روى البخاري (3166) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».

ولفت الشيخ أحمد ممدوح، إلى أن الجهاد في الإسلام يكون لصد العدوان وليس لقتل الأبرياء، منبهًا على أن غير المسلمين المسالمين لا يجوز الاعتداء عليهم أو مالهم أو عرضهم أو بيت عباتهم.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل