المحتوى الرئيسى

حكاية رجل تبرع بـ5 شقق في الإسماعيلية لاستقبال أقباط العريش النازحين: يعقوب وماري ومريم ومكرم يروون معاناتهم (معايشة)

02/26 18:52

المالك تبرع بـ 5 شقق يعيش فيها 40 فرد تقريبًا..  الشقق مكونة من غرفتين وصالة ضيقة

يعقوب يعيش هو وأسرته وولديه وزوجاتهم في شقة غرفتين وصالة.. الأب بعد أن اوصلهم للإسماعيلية عاد للعريش لجلب أثاث

ماري: فقدت زوجي في 2016 بعدما هجم عليه الإرهابيون واطلقوا 14 رصاصة على جسده لكونه مسيحي

مكرم: من بعد 30 يونيو واحنا عايشين في بلطجة سواء كانت من الإرهابيين أو من النظام الي رافض يشوف حقيقة الوضع في سيناء

مريم: عشت 38 سنة في العريش عمر بحاله.. بقالنا في الاسماعيلية يوم وحاسة انه سنة بس لأول مرة ننام واحنا مش خايفين

داخل حارة ضيقة تسمى بشارع "هدى شعراوي" في منطقة الحكر، بالإسماعيلية، تبرع أحد المواطنين من أبناء المدينة بخمس شقق، للأهالي النازحة من العريش كي يسكنوها بأجر رمزي، ولكن مساحتها غرفتين وصالة ضيقة. بحسب مالك العقار الذي رفض ذكر اسمه، الشقق تضم أربعين فردًا، موزعون على 5 شقق، وكل شقة تضم أسرتين تقريبًا.

في الدور الأول تسكن أسرة عزة يعقوب إسحاق، ويعمل موظف بالصحة، ولكن لضيق المرتب وغلاء المعيشة اضطر لفتح ورشة حدادة لزيادة رزقه.

يؤكد عزت على أن الأمور كانت تسير بشكل صحيح حتى بداية الثورة، وفي يوم يتذكره جيدًا بعد الثورة نزل للقاهرة لشراء معدات لورشته، وعندما عاد قال له جيرانه إن هناك جماعة مسلحة جاءت إلى مقر ورشته وسألوا عنه: "أين النصارني إلي هنا؟" مضيفًا: "ستر ربنا إني لم أكن متوجدًا".

داخل الشقة التي حصلت عليها أسرة يعقوب ويعيش فيها هو وولديه وزوجاتهم وابنته الصغرى، التي صادف تواجدنا لديهم بموعد خروجها لحضور درس رياضيات بالمنطقة، حيث إنها طالبة بالصف الثاني الثانوي، وتحاول التغلب على الأوضاع التي حلت بأسرتها وتركز في دراستها: "بحاول اذاكر عشان انجح، انا لما بصدق يعدي عليا سنه دراسية".

على جوانب الشقة الخالية تمامًا من الأثاث بعض الكراسي، وبقايا "عدة" ورشة الحدادة الخاصة بعم يعقوب، خلت الغرف تمامًا من اي آسرّة، فقد بعض المراتب وسجاجيد تغطي الأرض، وفي غرفة أخرى كانت توجد صينية بها أطباق فول وعدس فارغة.

وصلت أسرة يعقوب إلى الإسماعيلية منذ اربعة أيام، ولكنه عاد هو إلى العريش مرة آخرى بنفسه حتى يجلب بعض الاشياء البسيطة من منزلهم المكون من ثلاث شقق وتركوه خلفهم ورحلوا :"كنت خايف وانا راجع وعارف انها مجازفة كبيرة، بس قلت يمكن اعرف اجيب اي حاجة لاهلي يعيشوا بيها، هنا صعب اوي نبدأ حياتنا من الصفر، بعد ما كنا اصحاب ملاك، لسه مش عارفين هنأكل ونشرب واشتغل منين، بس عارف إن ربنا مش هينساني انا واسرتي، احنا في عناية الرب".

يشير عم يعقوب إلى أنه كان محظوظ حيث ذهب بسيارة مخصوص من هنا حتى العريش وعاود بها مرة آخرى: "عرفنا ان الارهابين وزعوا منشوارت على السائقين هناك، يحذروهم من ركوب اي مسيحين معهم وإلا سيتقلوهم، كان من الممكن أن اظل عالق هناك ولا استطيع العودة".

وفي نفس الشقة تقيم ماري، شقيقة زوجة عم يعقوب، هى وابنها، فقدت ماري، التي تعمل ممرضة، زوجها في استهداف إرهابي، يوم 3 مايو 2016: "طخوه بـ14 طلقة".

وعن تفاصيل الحادث تقول ماري: "كان راجع من شغله هو زمايله، ولما الارهابين طلعوا عليهم، وشافوا البطايق وعرفوا انه مسيحي قتلوه، وسابوا زمايله يمشوا وطلبوا منهم إطلاق لحاهم".

لفتت ماري إلى أن ابنها الثاني عالق هو وزوجته وولديه الأثنين، وخائف من النزول للشارع بعد المنشورات التي وزعها الارهابين على السائقين بالعريش، والتي تشير إلى انه سيتم قتل اي سائق ضبط بسيارته مسيحي.

تقول ماري: "إحنا مش واخدين حقنا في العريش، الأمن مش بيحمينا ومش بيدافع عننا، مشيرة إلى حادث اغتيال الطبيبب الصيدلي بهجت وليم، الذي كان ضمن الضحايا الـ7 الأسبوع الماضي، والذي تم استهدافه في سيارته قرب كمين العبور : "الناس جريت على الكمين وقالت لهم في واحد بيموت، والارهابين قتلوه، اطلبوا الاسعاف، فردوا عارفين انه بيموت ولو طعلنا تجاهه احنا كمان هنموت".

وفي شقة ثانية، رفضت أسرة الحديث، وفي الثالثة والرابعة، رفضوا فتح الأبواب، ربما يكون الخوف مازال مسيطر عليهم، او أن النوم غلبهم بعد رحلة شاقة.

وفي الشقة الخامسة، استقبلنا، مكرم شنودة، البالغ من العمر 63 عامًا، على اشعة المدفئة في محاولة منه لتدفئة الشقة الخاوية من الأثاث، بعد أن وصل إليها أول أمس.

يؤكد مكرم على أن وضع الأقباط في العريش تدهور تمامًا بعد 2013: "الي بيحصلنا من ساعتها مش نتايج ثورة، دي بلطجة سواء كانت من الاهاربين او من النظام، الي رافض يشوف حقيقة الوضع في سيناء".

أخذ مكرم قرار الرحيل عن مسقط رأسه بعد تزايد موجه قتل واستهداف الاقباط بطريقة استهداف مختلفة عما قبل: "قبل كده كنا بنشوف حوادث قتل الاقباط ضمن حوادث القتل التي يتعرض لها ابناء سيناء بشكل عام، لكن الاسبوع الماضي يؤكد على انه استهداف طائفي بشكل خاص، عرفوا بيوتنا وبقوا يهجموا عليها ويقتلوا الرجالة ويولعوا فيها ويمشوا".

جاء مكرم للإسماعيلية برفقة اولاده، مضيفًا: "احنا خلاص هنعقد هنا وانا عندي عربية ميكروباص وهنزل انا وابني نشتغل عليها ومش عاوز اي حاجة غير ان احول خيط سيرها من العريش إلى الاسماعيلية".

"انا في العريش من سنة 1979، عشت فيها 38 سنه، دا عمر بحاله، دخلتها وانا عندي 20 سنة" قالتها مريم، زوجة عم مكرم بعد تنهيده كبيرة.

وتضيف: "بقالنا هنا يوم، حاسة إنه بقا سنة، شىء صعب جدًا انك تخرجي من وسط ناسك وجيرانك وصحبتك، زميلاتي كلهم بيكلموني من امبارح وبيعيطوا وبيعتذروا ليا ان دا بيحصلنا، حاولت اهون عليهم وقلت لهم لو لينا نصيب هنتقابل تاني".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل