المحتوى الرئيسى

مسؤول إسرائيلي رفيع: حزب الله سبق جيشنا في الحرب النفسيّة

02/26 11:08

أكد الناطق الأسبق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال آفي بنياهو، أنّ الحرب النفسيّة هي الاستخدام المتعمد للدعاية والعمليات النفسيّة الأخرى، التي تؤثر بشكلٍ أساسيٍّ على الآراء والعواطف والمواقف وسلوك جماعات أجنبية والأعداء. وهي أيضًا وسيلة للمساعدة على تحقيق الهدف الوطنيّ. كما تهدف إلى الإضرار بمعنويات القوات المسلحة والجبهة الداخلية المدنية والخدمات اللوجستية، على حدّ تعبيره.

أقوال بنياهو وردت في مقابلةً خاصّةٍ مع موقع ولاه الإخباريّ العبريّ، والتي تمحورت حول الحرب النفسيّة الدائرة وبوتيرةٍ عاليّةٍ بين “إسرائيل” وحزب الله.

الناطق الأسبق بلسان جيش الاحتلال، أقرّ بأنّ حزب الله سبق الجيش الإسرائيليّ في الحرب النفسيّة، موضحاً ذلك بأنّه قبل 20 عاماً، وضع حزب الله مصوِّراً حربياً في كلّ وحدةٍ عسكريّةٍ، ليُشارك في الهجمات على مواقع جيش لبنان الجنوبيّ، الذي كان يقوده العميل أنطوان لحد، ويوثق السيطرة عليها، لافتاً إلى أنّه خلال وقتٍ قصيرٍ كانت الصور تنتشر في أنحاء العالم، وكانت تُحرج إسرائيل.

علاوة على ذلك، اعترف بنياهو بأنّ المصداقية هي الكلمة الأساسيّة في الحرب النفسيّة التي يشنّها حزب الله.

وتابع قائلاً إنّ حزب الله ونصر الله حافظا لسنين طويلة على مستوى عالٍ من المصداقية، وعندما يهددان يصدّقهما الجمهور في إسرائيل والعالم.

ورأى أيضًا أنّ حرب لبنان الثانية شكلّت تحولاً في القدرة على الحفر في ذاكرة العدو، حتى لدى المواطنين القاطنين في منازلهم. وكنموذج على المصداقية التي تحلى بها السيّد نصر الله في حربه النفسيّة على إسرائيل، أورد بنياهو العديد من الأمثلة، منها إعلان الأمين العام لحزب الله اعتقال العقيد إلحنان تننباوم، وتعهّده بإطلاق الصواريخ إلى ما بعد، بعد حيفا، وبعدها أطلق صواريخ إلى الخضيرة وقيسارية. وتناول أيضًا خطاب نصر الله الشهير عن استهداف سفينة “ساعر” بالصواريخ، في لحظة الحقيقة، عندما كانت تُرابط خلال حرب لبنان الثانية بالقرب من بيروت، مشدّدًا على أنّ الجمهور والعالم يصدق تهديدات نصر الله وحزب الله، على حدّ تعبيره.

أمّا د. رون شلايفير، رئيس مركز أبحاث الأمن القومي والإعلام في جامعة أرييل، والباحث في مجالات حرب المعلومات، فقال للموقع العبريّ إنّ مفاعيل خطابات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لم تقتصر على معنويات الجمهور الإسرائيليّ وجنوده، بل كان لها أثرها الفعال أيضاً على صنّاع القرار السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب، وهو ما شهدت به أكثر من محطة قبل حرب عام 2006 وخلالها وبعدها.

لكنّ الجديد-القديم، كما أكّد د. شلايفر في حديثه، هو المزيد من المعطيات الإسرائيليّة التي تكشف أنّ مواقف السيد نصر الله وخطاباته تحولّت إلى مادّةٍ أساسيّةٍ في الدراسات الأكاديميّة التي تتناول دور الحرب النفسيّة في المعركة في تشكيل الوعي القومي. ومن أبرز المواقف التي بدا أنّ حضورها في إسرائيل، جمهورًا ونُخبًا، لا يقل عمّا هو عليه في لبنان والعالم العربيّ، خطاب “ما بعد، بعد حيفا”، واستهداف سفينة “ساعر”.

وشدّدّ الأكاديميّ الإسرائيليّ على أنّ خطاب السيّد نصر الله الذي ألقاه في تموز (يوليو) عام 2006، إلى حيفا، وصدقوني إلى ما بعد حيفا والى ما بعد، بعد حيفا، محورًا لأطروحاتٍ في الأكاديميّة الإسرائيليّة عن أثر هذا الخطاب، ومثالاً ممتازًا عن القدرة على الإقناع، بحسب د. شلايفر.

وكشف شلايفر عن حقيقة أنّ هذا الموقف تحولّ إلى مادّةٍ على ألسنة الجمهور الإسرائيليّ، موضحًا ذلك بالقول إنّ السخرية الكبرى أنّ الجمهور في إسرائيل هو الذي حوّل هذا الخطاب إلى شعار، واصفًا إيّاه بأنّه رسالةً تلتقطها الأذن جيدًا، وفي الوقت عينه انتقد الإعلام في إسرائيل لأنّه سار خلف الجمهور.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل