المحتوى الرئيسى

أقباط سيناء يواصلون كشف تفاصيل يوم النزوح

02/26 22:42

«عجوز نسيت دواء الضغط، ومغترب ترك متعلقاته هو وزوجته وخرج بـ200 جنيه، وآخرون فروا حافين الأقدام»، هذا هو الوضع الذى فرَّ به أقباط العريش هرباً من بطش يد الإرهاب التى لا تعرف الرحمة والإنسانية، «يخبئ بعضهم بعضاً ويشعرون بدفء جدران الكنيسة الإنجيلية التى آوتهم وفتحت لهم أبوابها عقب نزوحهم من منازلهم التى شهدت مقتل 9 من أقاربهم.

قسوة الأيام والإرهاب التى عانى منها أقباط العريش زاد عليها قسوة المسئولين الذين تركوا الأسر دون أن يسأل عليهم أحد، باستثناء محافظة الإسماعيلية وكنائس المحافظة.

وأكد مصدر كنسى أن أعداد الأسر القبطية النازحة من العريش إلى الإسماعيلية تزداد يوماً بعد آخر.

وأشار إلى أن الهلال الأحمر يتواجد مع الأسر النازحة لرعاية المرضى منهم وتوفير احتياجاتهم.

قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الكنيسة قامت بتوفير شقق لإسكان الأقباط النازحين من العريش كفترة مؤقتة لحين عودتهم إلى مساكنهم الأصلية بعد هدوء الأوضاع فى العريش، موضحاً أنها بالفعل قامت بتأجير سكن بإسكان المستقبل فى الإسماعيلية وتقوم بفرش الشقق وإضافة كافة محتويات ومستلزمات المعيشة استعداداً لإسكان الأسر بها.

وأكد «حليم» فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن الكنيسة قامت بتعيين القمص يوسف شكرى، كاهن مطرانية الإسماعيلية للأقباط الأرثوذكس، مسئولاً عن رعاية الأسر النازحة، كما تم تكليف الأب يوسف بتولى مسئولية الحساب البنكى الذى تم فتحه لاستقبال التبرعات عليه وتوحيد جهة صرف المساعدات.

وأضاف: حتى الآن الدولة لم تقدم أى مساعدات للأسر ولم توفر لهم شققاً سكنية لفترة مؤقتة لحين عودتهم إلى منازلهم بالعريش بعد هدوء الأوضاع، باستثناء قيام وزارة الشباب والرياضة باستضافة عدد من الأسر فى نُزل شباب الإسماعيلية.

وفيما يخص أحوال الأقباط الموجودين بالعريش حالياً، قال المتحدث باسم الكنيسة، من يرغب منهم فى النزوح إلى الإسماعيلية تقوم جهات الأمن بتوفير مخرج آمن لهم، ومن لم يرغب فى ترك منزله يكون فى حماية الجيش والشرطة.

وأكدت مطرانية الإسماعيلية أنها قامت باستقبال كل الأسر التى جاءت إليها وتواصل جهدها بالتنسيق مع أجهزة الدولة، لافتة إلى أنها قامت بفتح حساب بنكى باسم الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية، لاستقبال التبرعات ممن يرغب فى المساعدة.

وأوضح القس رفعت فتحى أمين عام مجلس كنائس مصر وممثل الكنيسة الإنجيلية بالمجلس أن الكنيسة الإنجيلية تقوم بدور مع العائلات النازحة وتحاول أن تساعد الأسر بقدر المستطاع، مشيراً إلى أن محافظة الإسماعيلية فتحت بيتاً للشباب وسخرت كافة إمكانيات المحافظة لمساعدة أهالى الأسر النازحة.

واعتبر فتحى فى تصريح خاص إلى «الوفد» أنه لا يليق بمصر كدولة أن يتم تهجير أهلها من مساكنهم، وأن يقتلوا على أساس دينى أو عرقى، لافتاً إلى أن الهدف الأهم الذى يجب أن يسعى له الجميع هو عودة هذه الأسر إلى أماكنهم الأصلية بالعريش فى أمان كامل. وتابع: نقدر الجهود التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة ودماء الجنود الطاهرة التى سالت فى حربها ضد الإرهاب.

وأشار إلى أنه من الصعب أن يتم عمل حصر لكل الأسر النازحة نظراً لتفرقها على كنائس بالإسماعيلية، بالإضافة إلى أن هناك أسراً لها أقارب فى محافظات أخرى لم تلجأ لكنائس الإسماعيلية وإنما سافرت مباشرة إلى أهاليهم بتلك المحافظات.

ونوه أمين عام مجلس كنائس مصر إلى أن محافظة الإسماعيلية تعمل منفردة، بالإضافة للكنائس التى تحاول أن تقدم المساعدات وفقاً للإمكانيات المتاحة لديها، مضيفاً أن هناك تواصلاً دائماً بين المحافظة وجميع كنائس الإسماعيلية.

ويتوقع القس سامح موريس، راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، زيادة أعداد الأسر المسيحية النازحة من العريش خلال الأيام المقبلة.

ومن جهته، سرد سمير صبحى، أحد أقارب الشهيد سعد الحكيم ونجله اللذين لقيا مصرعهما منذ أربعة أيام فى الأحداث الأخيرة بالعريش، لـ«الوفد» الأوضاع التى مروا بها منذ مقتل أقاربهم وحتى نزوحهم إلى الكنيسة الإنجيلية.

وقال «صبحى» جئنا إلى الإسماعيلية الخميس الماضى عقب مقتل زوج خالتى ونجله بيوم واحد، وما زلنا متواجدين بالكنيسة الإنجيلية التى أوتنا عقب نزوحنا، وننتظر لنرى ما الذى سيتم فعله معنا بعد رميتنا هكذا تاركين منازلنا وأعمالنا.

وأضاف صبحى: الكنيسة الإنجيلية تساعدنا بأفضل الطرق، وكنا نأمل من الدولة تحركاً أقوى، خاصة أننا كنا نواجه الموت فى العريش، مشيراً إلى جهد نواب مجلس الشعب عن سيناء وأسقف الإسماعيلية.

وأرجع صبحى سبب معرفة الإرهابيين لهم بأن العريش مدينة صغيرة، نافياً أن يكون أحد جيرانهم قد أوشى بهم، قائلاً: «العريش بلد صغيره جداً والناس كلها عارفة بعض، عددنا كمسيحيين لا يتجاوز الألف وجميعنا معروف فى كل المدينة، كل من لديه وظيفة أو أعمال حرة مشهور بها».

«تقوم الجماعات الإرهابية يومياً بالطواف على المنازل ويقتلون من يجدونه مسيحياً» وفقاً لما استكمله سمير صبحى، لافتاً إلى أن الإرهابيين ينطقون اللهجة البدوية ببراعة.

واستكمل: «كان الإرهابيون يتحدثون اللهجة البدوية معاً عندما دخلوا على زوج خالتى وقتلوه هو ونجله»، مطالباً بضرورة غلق معبر رفح نهائياً حتى تنقطع استمرارية تصدير الإرهابيين لنا من حماس والفلسطينيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل