المحتوى الرئيسى

المصريون يشاركون الكويت الشقيقة فى الاحتفال بالأعياد الوطنية

02/25 21:32

تطور كبير فى العلاقات السياسية والاقتصادية.. وتنسيق متزايد فى المجالات الثقافية والإعلامية

90 اتفاقية للتعاون الثنائى وطفرة فى التدفقات الاستثمارية الكويتية إلى مصر

2٫4 مليار دولار قروضًا ميسرة ومنحًا فنية من الصندوق الكويتى للتنمية لدعم خطة التنمية والمشروعات الصغيرة

الرئيس السيسى والشيخ صباح يؤكدان فى مالابو على الاعتزاز بالعلاقات الخاصة بين البلدين ويتفقان على تفعيل التعاون الثنائى

800 ألف مصرى يساهمون فى بناء الكويت بتحويلات تتجاوز 4 مليارات دولار

تحتفل دولة الكويت الشقيقة هذه الأيام بعيدها الوطنى السادس والخمسين وعيد التحرير السادس والعشرين اللذين يحلان فى الخامس والسادس والعشرين من فبراير الحالى وسبقهما بأسابيع قليلة احتفال الشعب الكويتى بالذكرى الحادية عشرة لتولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم فى التاسع والعشرين من يناير عام 2006.

ويشارك المصريون أشقاءهم الكويتيين فى هذه الاحتفالات التى تنطلق هذا العام وسط تطورات إقليمية ودولية دقيقة مجسدة الثقة الكبيرة فى أن ما يشهده وطننا العربى سوف يكون نقطة ارتكاز جديدة تتبلور من خلالها ملامح وطن عربى قادم أكثر قوة وتماسكًا ويحقق لأجيالنا الجديدة ما لم نتمكن من تحقيقه.

وإذا كانت ملامح الغد تظهر بفعل حقائق اليوم, فالمؤكد أن الثقة الكبيرة فى واقع مشرق لوطننا العربى الكبير لا تستند إلى فراغ وليس مبعثها مجرد الأمل أو الرجاء, ومن أبرز المعطيات التى تسوغ هذا التفاؤل وتلك الثقة ما تشهده علاقات مصر مع الدول الشقيقة من تطورات إيجابية، وفى مقدمة هذه الدول الكويت الشقيقة.

شهدت العلاقات المصرية الكويتية نموًا مطردًا على مدار التاريخ وعلى كافة الأصعدة, وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين, واكتسبت العلاقات دفعة قوية إبان العدوان الذى تعرضت له دولة الكويت على يد نظام صدام حسين السابق بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتى بل ودفاعها عن سيادتها كشريك أساسى فى حرب التحرير عام 1991.

وعلى الجانب الآخر وقفت دولة الكويت مع مصر إبان العدوان عليها عام 1967 كما شاركت معها فى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، فقد كانت دولة الكويت من أوائل الدول العربية التى أرسلت قواتها قبل حرب 1967 لمساعدة مصر فى حماية أراضيها حيث أرسلت لواءً كاملًا وهو «لواء اليرموك» الذى يعادل حجمه ثلث حجم الجيش الكويتى، واستمر هذا اللواء موجودًا فى مصر حتى تحقق النصر فى أكتوبر 1973.

تأتى الكويت فى مقدمة الدول العربية التى سارعت بمساندة التطورات السياسية التى شهدتها مصر فى أعقاب ثورة 30 يونية، ووقفت موقفًا داعمًا لإرادة الشعب المصرى سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، فقد أصدرت الحكومة الكويتية بيانًا أكدت فيه دعمها للخطوات الإيجابية للشعب المصرى وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم الاستمرار التى تمثلت فى خارطة الطريق التى رسمتها وفقًا لبرنامج زمنى يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها وهو ما تحقق بالفعل عبر إقرار الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية ثم مجلس النواب.

وتستند العلاقات بين البلدين إلى نظام مؤسسى من خلال اللجنة العليا المشتركة المصرية - الكويتية التى تأسست عام 1998 وكانت دورتها الأخيرة بالقاهرة أوائل العام الماضى برئاسة الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية والسيد سامح شكرى وزير الخارجية بمشاركة 25 جهة كويتية ومصرية، حيث تم التوقيع على خمس اتفاقيات وبرنامج تنفيذى ليرتفع بها مجموع الاتفاقيات والبرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم التى وقعت بين البلدين إلى 90 اتفاقية ما يعكس مدى حرص القيادتين فى البلدين الشقيقين واهتمامهما بتعزيز مسيرة الشراكة الاستراتيجية.

وتتواصل مظاهر التنسيق واللقاءات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات كان آخرها الزيارة التى قام رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على رأس وفد من مجلس الأمة أوائل الشهر الماضى والتقى خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسى كما أجرى مباحثات مكثفة مع رئيس مجلس النواب د. على عبدالعال وحققت الزيارة نتائج إيجابية كما عكست مستوى التفاهم الرفيع بين البلدين الشقيقين.

وكان عام 2015 قد شهد بدوره نشاطًا كبيرًا على صعيد لقاءات القمة بين قيادتى البلدين حيث استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى العام بزيارة تاريخية للكويت أعقبتها زيارتان لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد لمصر كانت الأولى فى مارس للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ والذى شهد حزمة استثمارات كويتية جديدة لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار تلتها زيارة أخرى فى أغسطس من العام نفسه لحضور حفل افتتاح مشروع ازدواج قناة السويس وتخلل ذلك عدد من الزيارات على مستوى الوزراء والشخصيات الرسمية تواصلت على مدار العام مجسدة الاهتمام الواسع بتنمية العلاقات الثنائية فى كافة المجالات.

كما شهد نوفمبر من العام الماضى لقاء مهمًا بين الزعيمين فى مالابو بجمهورية غينيا الاستوائية خلال انعقاد القمة العربية الأفريقية.. وقال المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس السيسى عبر خلال اللقاء عن اعتزاز مصر بالعلاقات القوية والخاصة التى تجمعها بدولة الكويت الشقيقة، معربًا عن التقدير لمواقف دولة الكويت وأميرها تجاه مصر، كما أشاد الرئيس بالجهود التى تقوم بها دولة الكويت للمساهمة فى التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربى، مثمنًا استضافة الكويت لمفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية، بالإضافة إلى الاجتماعات الهادفة لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب السورى.

وأضاف المُتحدث الرسمى أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أكد حرص دولة الكويت على الاستمرار فى التعاون الوثيق مع مصر على جميع المستويات، فضلًا عن مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية، بما يساهم فى تعزيز العمل العربى المشترك، مؤكدًا ما تمثله مصر من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربى.

ولم تتوقف وتيرة التواصل بين البلدين على كافة المستويات خلال تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد، حيث شهدت العلاقات المصرية الكويتية العديد من الزيارات واللقاءات المهمة لقيادات البلدين وكبار مسئوليها لدعم القضايا العربية وتوطيد أواصر التعاون بين البلدين منذ ثورة 30 يونية، ففى سبتمبر من عام 2014 استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بنيويورك، الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس وزراء الكويت على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعرب الشيخ جابر المبارك عن ترحيب بلاده بعودة مصر إلى دورها الرائد فى المنطقة العربية, مؤكدًا حرص الكويت على زيادة استثماراتها فى مصر للمساهمة فى مرحلة البناء المقبلة واهتمام المستثمرين الكويتيين على الصعيدين الحكومى والخاص، بالمشروعات التى تم طرحها، ولا سيما فى ضوء التحسن الملحوظ الذى شهده مناخ الأعمال فى مصر فى الآونة الأخيرة.

وفى أوائل يونية من العام نفسه قام الشيخ صباح الأحمد بزيارة إلى مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسًا لمصر، وقد تبادلا الأحاديث الودية والمشاعر الطيبة وسبل تعزيز مسيرة التعاون بين البلدين فى كافة المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وأكد أمير الكويت خلال الزيارة أن مصر قد بدأت فى استعادة دورها القيادى، وأن الكويت ستقدم دعمًا كاملًا على الصعيدين السياسى والاقتصادى، حيث ذكر «أن مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبدًا»

ولم تكن هذه اللقاءات هى المحصلة الكاملة للقاءات خلال عام 2014 حيث جرت كذلك العديد من الزيارات للمستثمرين والإعلاميين والوفود الرسمية لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين البلدين والمشاركة فى المعارض الثقافية والتجارية.

تفيد التقديرات إلى أن متوسط حجم التبادل التجارى السنوى بين البلدين يقدر بنحو 3 مليارات دولار وفقًا لتقرير نشرته الهيئة العامة للاستعلامات، من بينها نحو 300 مليون دولار قيمة الصادرات المصرية للكويت.

وكانت مصر والكويت قد وقعتا أول اتفاقياتهما التجارية عام 1964، تلاها عدة اتفاقات أخرى منها الاتفاق الموقع بين غرفتى التجارة فى يونية 1977، واتفاق النقل البرى للركاب عام 1998، والبروتوكول التنفيذى للاتفاقية عام 2000، واتفاق التعاون العلمى والفنى فى مجالات المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة ومنح شهادات المطابقة فى 1998 واتفاق التعاون فى المجال الزراعى عام 2000، واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات فى أبريل 2001، واتفاق التعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة صناعة وتجارة الكويت فى 2001 واتفاقية تجنب الازدواج الضريبى فى 2004 ليبلغ مجموع الاتفاقات الموقعة بينهم 90 اتفاقية تغطى كافة المجالات من منطلق إدراكهما المصير المشترك بين البلدين الشقيقين وحرص الكويت على المساهمة فى المسيرة الإنمائية لمصر.

وبلغ مجمل استثمارات القطاعين العام والخاص 15٫5 مليار دولار إضافة إلى ما يقارب 1020 شركة كويتية ومشتركة فى مجال التجارة والاستثمار فى مصر ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين الشقيقين وبمعدل 70 رحلة أسبوعية، هذا بالإضافة إلى الإسهام التنموى المهم الذى يقدمه ما يقارب 800 ألف مواطن مصرى مقيم فى الكويت يشكلون قوام أكبر جالية عربية فى الكويت، وتعمل الكوادر المصرية فى مختلف قطاعات الدولة والقطاع الخاص، وفى المقابل هناك أكثر من 20 ألف كويتى يقيمون فى مصر معظمهم من الدارسين فى الجامعات والمعاهد المصرية، الأمر الذى أضفى مزيدًا من التمازج والانصهار والتآلف بين الشعبين الشقيقين.

أنشأت الكويت الصندوق الكويتى للتنمية عام 1961 ليكون أداة للتنمية فى الدول الشقيقة والصديقة ورصدت له ميزانيات كبيرة من عائدات النفط ويقدم قروضه بفائدة ميسرة وعلى مدد طويلة تبلغ 25 عامًا، ومنذ إنشائه قدم الصندوق ما يزيد على 40 قرضًا لمصر بقيمة تقدر بـ 2٫4 مليار دولار كان أولها المساهمة فى تطوير قناة السويس عام 1964 وكان آخرها ما تم توقيعه لتمويل جانب من حصة مصر فى مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية بقيمة 100 مليون دولار، وتخلل ذلك توقيع عدد من الاتفاقيات على مدار العامين الماضيين لتطوير قطاع الكهرباء والطاقة والسكة الحديد، بهدف العمل على تخفيض حدة مشكلة انقطاع الكهرباء التى عانت منها مصر فى الأعوام السابقة والمساهمة فى تحسين أداء قطاع النقل، وكثيرًا ما يؤكد المسئولون فى مصر على الأهمية القصوى للاتفاقيات الموقعة مع الصندوق والموجهة لدعم قطاعات حيوية مهمة مثل الكهرباء والطاقة والصناعة والنقل والمياه والصرف الصحى والغاز الطبيعى ومشروعات القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة.

تميزت العلاقات الثقافية بين البلدين بكونها الأساس الأول لانطلاق العلاقات المصرية الكويتية, فتاريخيًا بدأت علاقات البلدين على المستوى الشعبى حينما انخرط طلاب العلم الكويتيين الذين أتوا للدراسة فى أروقة الأزهر وكليات الجامعة الأهلية فى الحياة المصرية، وعادوا لنشر العلم فى الكويت.

ففى أوائل القرن الماضى كان نادى الأدب الكويتى يستضيف كتاب الصحف المصرية، وكان الكويتيون يطالعون الصحف والمجلات ويناقشون الحياة الثقافية فى مصر, وكانت العلاقات الثقافية قد بدأت رسميًا فى عام 1924 من خلال البعثة التعليمية الكويتية لمصر بالاتفاق بين وزير المعارف الدكتور طه حسين، ومدير إدارة المعارف الكويتية آنذاك, وفى عام ١٩٥٩ افتتح بيت الكويت بالقاهرة بحضور الرئيس جمال عبدالناصر، كما تحرص الكويت على المشاركة المنتظمة فى الفعاليات الثقافية بالقاهرة مثل مهرجان المسرح ومعرض القاهرة الدولى للكتاب وتستعين بالمفكرين المصريين فى إدارة مشروعاتها الثقافية مثل الأديب الراحل أحمد زكى والكاتب الراحل أحمد بهاء الدين اللذين ترأسا تحرير مجلة العربى، إضافة إلى الفنان زكى طليمات مؤسس المسرح فى الكويت وكل من الدكتور زكى نجيب محمود والدكتور فؤاد زكريا، وغيرهم، كما تشارك مصر بدورها فى الفعاليات الثقافية التى تنظمها الكويت مثل مهرجان المسرح ومهرجان القرين وملتقيات الأدباء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل