المحتوى الرئيسى

قصة سائق ارتدى ملابس الشيوخ لتهريب أصدقائه من العريش

02/25 20:54

كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:

منذ عشرين عاما كان إبراهيم محمدين -اسم مستعار- يجلس على شاطئ العريش، قبل أن يلمح بعينه شخص مماثل له في الحالة، رويدا بدأ الرجلان في تجاذب أطراف الحديث حتى صارا صديقين، لا يعنيهما اختلاف خانة الديانة في البطاقة، وفِي الساعات الماضية نقل محمدين ميخائيل بسيارته من العريش خوفا عليه من بطش المسلحين.

أول أمس عزم بطرس ميخائيل -اسم مستعار- على الرحيل من حي المساعيد بالعريش، بعد مقتل 7 أقباط خلال الفترة الماضية. وما أن قرر ذلك حتى ناقش صديقه "قولتلوا لازم أوصلك بنفسي" حسبما يقول محمدين لمصراوي.

لم يتردد محمدين كثيراً قبل القرار "احنا صحاب وانا سنده وهو سندي.. والنَّاس اللي هناك دول بيخبطوا فينا وفيهم". علم التاجر الستيني أن وجوده حماية لصديقه القبطي وشخص آخر اصطحبه خلال الرحلة، لذا ارتدى طاقية بيضاء "زي بتاعة الشيوخ"، تاركا ذقنه الطويلة بالفعل تعمل كغطاء لرحلتهم، إذ لا يضايق التكفيريون كبار السن من المسلمين عادة.

ترك تاجر الأدوات الصحية سيارته، بالأمس، في أحد المناطق الخاصة بالبلدية "قلت كدة أمان للعربية"، اتفق الصديقان على التلاقي في منطقة وسط بين المنزلين "كنت خايف اروح عنده يبقى خطر عليا". في تمام السابعة صباحا تحرك الثلاثة، فيما ألسنتهم تلهج بالدعاء والصلوات.

"لحد ما وصلنا منطقة بير العبد كان صاحبي وقريبه متوترين"، في تلك الأثناء حاول السائق الستيني تهدئتهمً "بقيت أحكي عن ذكرياتنا الحلوة ونضحك شوية"، وما أن خرجوا من حدود العريش، حتى تنفست الأنفس الصعداء.

بعد أن وصلوا بر الأمان، انهالت ذكريات الأيام السيئة على عقل محمدين وميخائيل؛ فمنذ أكثر من أسبوع فوجئا بوجود اسم الأخير على قائمة يوزعها تنظيم الدولة الإسلامية، بأسماء الأقباط المستهدفين "كان اسمك رقم أربعة في كشف الاغتيالات".. قالها محمدين ضاحكا، موجها حديثه لصديقه، بينما هم على أبواب مدينة الإسماعيلية.

الشرطة لا تقوم بدورها في رأي محمدين "التكفيريين أصلا مش بيعملوا ليهم حساب ولا الناس". اعتاد الرجل الستيني التحايل على أوضاع المعيشة السيئة، لكن مقتل معارفه من المسيحيين قصم ظهره "الدور جاي علينا ضروري".

أُغلق محل عمل محمدين منذ أربعة أشهر، بعدما تم إنشاء كمين على مقربة منه "ولا ليهم لزمة الكمائن.. بيتضريوا برضو"، فيما حدث نفس الأمر مع الصديق القبطي الذي يعمل كتاجر أيضا.

على مدار ٣ ساعات هي مدة الرحلة من العريش لبيت الشباب في الإسماعيلية، لم تتوقف اتصالات آلِ بيت الرجلين "مراتي كل شوية تطمن وصلت فين وهي في العريش ومن الناحية التانية صاحبي عيلته كانت بايتة في الإسماعيلية ومستنينوا"، لم يتبقَ من عائلة ميخائيل أحد في شمال سيناء.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل