المحتوى الرئيسى

«أقباط مصر».. نازحون على مر العصور

02/25 17:53

مشاهد نزوح عائلات قبطية من سيناء نتيجة جرائم داعش الوحشية تجاههم، ليست الأولى التي يحفظها التاريخ القبطي الذي شهد على كثير من تلك الحوادث المماثلة أو الهجرات المتعاقبة التي أجبرت في معظمها المسيحيين على ترك منازلهم وأحيانا وطنهم الأم للهجرة أو الاحتماء بأوطان أخرى أكثر أمنا.. «التحرير» تعرضت لأهم تلك النزوحات أو الهجرة في السطور التالية..

تسبب الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور بن العزيز نزار بن المعز الفاطمي العبيدي، بحسب روايات تاريخية في إلحاق الأذى بالمجموعات المسيحية في مصر وصلت لحد الاذلال والقسوة المفرطة تجاههم ، حتى قيل إنه صادر جميع أحذية النساء ليمنعهن من الخروج، كما حرم عليهن التطلع من النوافذ أو الجلوس على أسطح المنازل، أصدر العديد من القوانين الغريبة مثل تحريمه أكل الملوخية والجرجير، وأمر الناس بالعمل ليلًا، والنوم نهارًا.

بعد ثلاث سنوات ركز عنفه على الأقباط، وتسبب في إلحاق الكثير من الأذى بهم، فقد أمر سنة 398هـ بتخريب كنيسة القيامة ببيت المقدس، وأجبر اليهود والنصارى على الدخول في الإسلام أو الرحيل عن البلاد، فهاجر كثير منهم إلى أوروبا وبيزنطة، ثم عاد وسمح لهم بالرجوع لدينهم وتعمير كنائسهم التي خربها.

كما أمرهم بتعليق كل قبطي صليبًا من خشب وزنه خمسة أرطال «الرطل المصري 449.28 جرام» مربوط بحبل مصنوع من «ليف النخل» وكان هذا الصليب الثقيل المعلق بحبل غليظ يترك لونا أزرقا في رقبة من يلبسه، ومن هنا جاءت تسمية "عضمة زرقا"، كما أجبرهم على ارتداء ثياب سوداء، ومنع تشغيل أي مسلم في بيت قبطي، أو "مراكبي" في سفينة قبطي.

وبعيداً عن الحاكم بأمر الله، فقد يعتبر المسيحين أن العصر الفاطمي من أفضل العصور بالنسبة لهم بعد الفتح الإسلامي، خاصة في عهد العزيز بالله، فسُمح لهم بترميم كنائسهم وتجديدها، كما قاموا ببناء كنائس عديدة وتجديد الأديرة، وبسبب الانسجام بين العزيز بالله وأمرائه وبين القبط قال الوزير اليهودي ابن كلس في حقده: "بأن من يبتغى الربح عليه أن يعتنق المسيحية فهي دين الحق ودين المغانم معا".

في العصر الحديث، بدأت هجرة الأقباط من مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952، لينتشر الأقباط فى 100 دولة حول العالم -حسب تصريحات سابقة للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية-  مع ازدياد العنف أو التهميش أو بحثاً عن العمل، مضيفاً أن سنة 1961 بدأت الهجرة إلى الكويت، وبعدها سنة 64 إلى كندا، ثم سنة 68 إلى إستراليا، وبعدها سنة 69 إلى أمريكا، وسنة 71 إلى إنجلترا.

تفجيرات «القديسين» أعادت موسم الهجرة

في يناير 2011، قبل الثورة بأيام، تسبب الحادث الإرهابى لكنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة، تجدد موسم موجات هجرة لكثير من الأقباط إلى الخارج، من باب اللجوء الدينى، بدعوى «التمييز الدينى»، وشهدت أبواب الكثير من السفارات الأجنبية في القاهرة، تقديم طلبات للهجرة، واحتلت السفارة الأمريكية أكبر عدد من الطلبات السفر، علاوة على 12 سفارة اكتظت براغبى السفر، من بينها السويد، وفرنسا، إيطاليا، والنمسا، والدنمارك، واليونان، وسويسرا، وألمانيا، وبلجيكا، وأستراليا، وكندا، وبريطانيا.

بعد صعود جماعة «الإخوان»، زادت رغبة الأقباط في هجرة شبه جماعية خارج أركان الدولة المصرية، دون رجعّة، مما اضطر كثيرين منهم إلى طرق أبواب السفارات التى أبدت موافقة على قبول موجات هجرة الأقباط شباب وأسر كاملة، وبحسب ما قالته مؤسسة "كوبتس نتيشيل جورجيا" العالمية ومقرها جورجيا، إن زيادة كبيرة فى عدد أقباط مصر المهاجرين التى وصلت إلى جورجيا وحدها بعد صعود تيار الإسلام السياسي إلى سدة الحكم، حتى فبراير 2013، بلغت 83 ألف قبطى، خلال 14 شهراً فقط، بسبب الحالة التى يعيشها المجتمع القبطى من القلق والرعب.

وتابعت المؤسسة آنذاك: «شهد عام 2012 وبداية عام 2013 أكبر نسبة لتهجير الأقباط من مصر، حيث أثبتت إحصائيات المؤسسة العالمية للأقباط أن هناك أكثر من 170 ألف قبطى سيصلون إلى جورجيا حتى نهاية العام طبقًا للحجوزات التى تمت مع الشركات الجورجية».

في العام قبل الماضي، تسبب مقطع فيديو لأربعة من الطلاب الأقباط يسخرون فيه من صلاة المسلمين، على هاتف أحد المدرسين الأقباط بالمنيا، تهجير جاد يوسف يونان 32 سنة، وأسرته بقرية الناصرية التابعة لمركز بني مزار، كما تقرر حبس الطلاب الأربعة خمس سنوات، مع الإبقاء على الطلاب داخل القرية.

تلك الواقعة، سبقتها العديد من الوقائع، منها بقرية أبو سيدهم التابعة لمركز سمالوط ، عندما أصدرت المجالس العرفية حكمها بتهجير شاب قبطي يدعى عطية جرجس عطية 27 سنة، وتغريمه مبلغ 50 ألف جنيهاً، لقيامه بنشر صورعلى صفحته الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك "، يسخر فيها من الرسول محمد "ص".

كما شهدت إحدى قرى مركز بني مزار، وهى أبو "جرج" تهجير مؤمن مجدى شحاته، صيدلى وأسرته من القرية وعدم عودتهم إليها، لإسائتهم للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" على الفيسبوك.

وكانت «عزبة شاكر» التابعة لمركز مطاي، شاهدة على تهجير أسرة صليب عياد، بسبب قيام نجله عياد بنشر صوراً مسيئة للإسلام علي صفحته الشخصية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل