المحتوى الرئيسى

منطقتى | ملفات.. حكايات 10 كنائس في وسط البلد.. المعمار المقدس بالقاهرة الخديوية

02/25 11:21

لدى وصولها إلى القاهرة، كان أول ما فعلته سارة يلمي (22 عاما)، القادمة من أثيوبيا بحثا عن اللجوء فى السويد، أن توجهت إلى الكنيسة الإنجيلية بالإسعاف. لا تعرف سارة الإنجليزية ولا العربية بالطبع، ومع حقيبتها الصغيرة، تحمل خوفا بلا حدود من المجهول الذي ينتظرها في المدينة المصرية الكبرى، وقلق من احتمالات عودتها إلى قريتها على الحدود مع إريتريا، بدلا عن الذهاب إلى السويد. لكن كل هذا تبدد عند وصولها إلى الإسعاف عبر المترو وفق العنوان المكتوب باللغة الانجليزية في ورقة صغيرة، كانت بالنسبة لها تساوي في الأهمية جواز سفرها.

“أحسست أنني في بلادي، وارتحت كثيرًا” تصف سارة انطباعها الأول في كنيسة سان جوزيف، “التقيت بكثير من الصديقات من بلادي، ساعدنني على إيجاد غرفة وعمل، وأوصلنني بمحام يعمل في قضايا اللاجئين”. تعمل سارة جليسة أطفال لأسرة تسكن بمصر الجديدة، الإجازة الأسبوعية بالنسبة لها هي الذهاب للكنيسة ليس للصلاة فقط، ولكن للقاء الصديقات واستقبال الوافدين الجدد من بلادها ومساعدتهم كما ساعدها البعض لدى وصولها مصر قبل ثلاثة أعوام.

هكذا فإن كنائس وسط البلد، لست فقط تحفًا معمارية ومبانٍ تاريخية لها أهمية كبرى، وقبل هذا وذاك هي دور للعبادة والصلاة وإقامة المناسبات الاجتماعية للمسيحيين المصريين على اختلاف مذاهبهم، وإنما هى أيضا قلوب واسعة تحتضن الفقراء واللاجئين، بعضها كانت كذلك منذ تأسيسها نهاية القرن التاسع عشر مثل الكنائس التي بُنيت لخدمة الأرمن بعد المذابح التي تعرضوا لها على يد الأتراك في العديد من البلدان، قبل نحو مئة عام، وأغلبها أصبحت كذلك بعد هجرة الجاليات الأجنبية التي كانت تسكن القاهرة في عصرها الكوزموبوليتانى المتعدد، وهي نفسها الجاليات التي بُنيت أغلب هذه الكنائس لخدمتها، مثل الألمان والفرنسيين والإيطاليين وغيرهم.

نتعرف في هذا الملف على أكبر 10 كنائس في القاهرة الخديوية

العنوان: أمام نقابة الصحفيين – شارع عبد الخالق ثروت

“كوردي بيزو” واحدة من أقدم كنائس وسط البلد، بدأ التفكير في إنشاءها عام 1874، حين كان شارع رمسيس قناة مائية كبيرة يحاذيها طريق تستخدمه القوافل التجارية الذاهبة إلى ميناء بولاق أبو العلا النهري، ومع أول تخطيط فعلي للقاهرة الخديوية، طلب القديس دانيال كومبوني من الخديو إسماعيل قطعة أرض لبناء معهدين لتنشئة الشبّان السودانيين المسيحيين بالقاهرة.

بالفعل أسس كومبوني أولاً معهدين للإرسالية، ثم في ديسمبر 1880 بورك الحجر الأول لكنيسة “قلب يسوع”، وهي أول كنيسة مُكرسة لقلب يسوع في أفريقيا كلها، وانتهى بناؤها عام 1884. تهدّمت كوردي بيزو عام 1927 لبناء كنيسة أكبر من الرخام الثمين المستورد خصيصا من إيطاليا، وانتهى البناء الجديد عام 1930، وهي منشأة من طابقين؛ الطابق الأرضي موجود به حجر أساس الكنيسة في غرفة سقفها عبارة عن مربعات من الخشب تتدلى منه لمبات إضاءة، وبها كراسي خشبية مزخرفة ولوحة كبيرة لكومبوني مؤسس الكنيسة، ومتصل بهذه الغرفة قاعة كبيرة للاجتماعات، والطابق الأعلى هو مبنى الكنيسة، وأما فى باحة الكنيسة فهناك مطعم وكافتيريا كبيرة مخصصة لأبناء الجاليات التي ترتاد الكنيسة، وهي مسجلة بجهاز التنسيق الحضاري، بحسب المطران ألبرتو راعي الكنيسة.

يتابع ألبرتو. “تقدم الكنيسة خدمات مختلفة لروادها كالنشاطات الثقافية والاجتماعية والتربوية لمجموعات من الطلاب من إريتريا واثيوبيا والسودان، بالإضافة إلى اجتماعات الصلاة الأسبوعية، وتحتفل الكنيسة بعيد تكريسها في 10 أكتوبر من كل عام.

العنوان: منطقة الإسعاف أمام مدخل محطة مترو جمال عبد الناصر

القس المسؤول: القس فرنسيس فهيم

تعد الكنيسة الإنجيلية بالإسعاف، أو كنيسة “القديس يوسف”، أفقر كنائس وسط البلد من حيث الشكل والطراز المعماري مقارنة بباقي كنائس وسط البلد، فالمبنى الملون بالأحمر والأصفر لا ينبئ بأنه كنيسة إلا من خلال الصليب الضخم في نهاية قبته.

يقول القس فرنسيس فهيم، راعي الكنيسة إن “الكنيسة بنيت أصلا لخدمة الجالية الفرنسية حتى عام 1975 حين وجهت أنشطتها لخدمة المصريين الإنجيليين”، ويتابع “نمط الكنيسة فريد من نوعه في مصر، فقد صممت لتكون على نمط الكنائس الموجودة في فرنسا وسويسرا، لذا لا يمكننا تجديدها أو تغيير أي حجر فيها، كما أنها مسجلة ضمن سجل التراث المعماري المتميز بجهاز التنسيق الحضاري”.

يضيف فهيم أنه كمسؤول للكنيسة تُعاونه لجنة مكونة من ثلاثة شمامسة، كما أن الكنيسة لا تتبع نظام الكهنوت، وقد تولى تدبير شؤونها منذ بنائها حتى الآن نحو عشرين قسيساً، ورسامتهم تكون عن طريق مجمع القاهرة الإنجيلي بالأزبكية”، ويتابع: “ليس لدينا زي رسمي، وتقام اجتماعات الكنيسة في أيام الأحد والأربعاء والجمعة والسبت وهي عبارة عن اجتماعات روحية من خلال الصلوات والترنيم والمحاضرات، وتفتح الكنيسة أبوابها للصلاة للاجئين الأفارقة، كما تقيم معرضا سنويا لبيع الكتب والملابس المستعملة بأسعار زهيدة”، ويضيف أنه “لا تتولى أي هيئة أجنبية الإنفاق على الكنيسة، وإنما تأتيها التبرعات من المصلين”.

ولا توجد أية زخارف ولا نماذج للقديسين داخل أروقة الكنيسة. فقط تجد على الواجهة صليبا كبيرًا معلقًا على الحائط، يعلوه ثلاثة شبابيك تتدلى من السقف أمامها ثلاث نجفات كبيرة، وفي باقى أرجاء المبنى توجد شبابيك خشبية ملونة باللون البني. ويؤكد القس فهيم أن حالة الكنيسة والتراب الذي يكسو جدرانها يرجع إلى إنشاء كوبرى الجلاء إلى جوارها، لذا نقوم بغسلها كل بضعة أشهر”، وقد جرى تجديد الكنيسة منذ نحو عشر سنوات حيث قمنا بطلاء جدرانها من الداخل فقط.

عدة خطوات تفصلك عن مبنى الأهرام بشارع الجلاء لتصل إلى الكنيسة الإنجيلية الألمانية ذات المبنى القديم، الذي يحيطه سور قصير يخفي وراءه أشجارًا كثيفة. ما إن تدخل إلى الباحة الداخلية حتى تجد باب الكنيسة الذي ينتصف بين عامودين ينتهيان بتماثيل لقديسين، الأول هو القديس فيليب ميلانشتون، الذي عمل على بناء الكثير من المدارس الألمانية التي توفر التعليم لمن لا يستطيعون الحصول عليه، والثانى لمارتن لوثر مؤسس طائفة البروتستانت الإنجيليين، كما قالت لنا القس نادية الكارشي المسؤولة عن الكنيسة، مضيفة أن تأسيس الكنائس الإنجيلية الألمانية في مصر بدأ عام 1864 في الإسكندرية لخدمة المتحدثين بالألمانية، وفى العام 1869 منح الخديو اسماعيل للألمان والسويسريين الذين استقدمهم للعمل فى الإنشاءات الهندسية المرتبطة بقناة السويس، قطعة أرض لإقامة كنيسة لهم بشارع المغربي بالقاهرة (شارع عدلى حاليا)،  وفي 5 ديسمبر من نفس العام قام الأمير “فردريك ولهلم”  بوضع حجر أساس الكنيسة (أصبح الأمير “ولهلم” إمبراطوراً فيما بعد وسمى بالإمبراطور”فردريك الثالث” وحضر حفل افتتاح قناة السويس في نفس الوقت) وفي عام 1907 قامت الطائفة الإنجيلية البروتستانية ببناء هذه الكنيسة بشارع الجلاء بمنطقة بولاق أبو العلا وبناء مدرسة ومسكن للراعى في نفس المنطقة، وبدأت الصلاة في الكنيسة عام 1911.

تضيف القس نادية أن الكنيسة يعمل بها عامل واحد فقط، وتعتمد فى مصادر دخلها على الأموال التي تأتي من الكنيسة الإنجيلية بألمانيا ومجلس الكنيسة، وتقدم خدمات منها إقامة المؤتمرات للجالية الألمانية التي يبلغ عددها مئة وخمسين شخصاً، وأيضاً حلقات النقاش ودروس وأعمال اجتماعية وحفلات موسيقية، ومؤخراً فتحت الكنيسة أبوابها لللاجئين الأفارقة من السودان وإريتريا وإثيوبيا للصلاة فيها، نظراً لأن صلاة الجالية الألمانية تكون يومي الأحد والجمعة فقط، كما أن الألمان غالباً لا يفضلون المجيء إلى الكنيسة بمنطقة وسط القاهرة بسبب الزحام وعدم وجود أماكن للركن.

أثناء صعودنا درجات السلم وجدنا صورًا كثيرة توضح تركيب أنابيب معدنية، وما إن وصلنا إلى الطابق الثاني وجدنا اسطوانات معدنية كثيرة متصلة ببعضها موضوعة خلف آلة “الأرغن”  الموسيقية ومتصلة بها، وتقول القس نادية إن تلك الإسطوانات تعد بمثابة أوركسترا كامل، تعمل من خلال إدخال الهواء إليها عبر أنابيب بلاستيكية، وعند دخول الهواء إليها يعبر خلال اسطوانات خشبية كبيرة مبطنة من الداخل؛ إما بالخشب أو بالمعدن لتعطي صوتاً رفيعاً أو غليظاً، وفور العزف على “الأرغن” تصدر تلك الإسطوانات أصواتاً عالية جداً لتعزف لحناً متناسقاً. أما الطابق الثالث فبه أجراس الكنيسة، وهى ثلاثة أجراس تدق فى أوقات الصلاة فقط ولمدة خمسة دقائق. ولا تحتفل الكنيسة بعيد تكريسها، لكنها احتفلت باليوبيل المئوى لها فقط.

العنوان: 7 شارع البابور الفرنساوي – بولاق أبو العلا

سنة الإنشاء: 1926 – 1928

القس المسؤول: الأب يوحنا شاكر

تقدم كنيسة سيدة الكرمل خدمات كثيرة منها قاعات للمناسبات العامة، ومبنى للحضانة ومبنى آخر لمدارس الأحد ابتدائى وإعدادى وثانوى، وللكنيسة ثلاث خدام هم الأب يوحنا شاكر والأب فيليب فرج الله والأخ شاربل مجدى، ومدة الراهب الواحد لا تزيد على 6 سنوات ويمكن اختياره فترة أخرى مدتها 3 سنوات بعكس الأقباط الأرثوذكس، فرهبان الكنيسة رسوليين لا يرسمون على كنيسة معينة وإنما يتنقلون تبعا لحاجة الأماكن الأخرى للخدمات كما يقول الأب شاكر، واختيار الراهب يكون بالانتخاب. والزى الرسمى للرهبان هو التوب الفرنسيسكانى ذو اللون البنى، ويلبس عليه الراهب حبل معقود بثلاث عُقد ترمز لثلاثة ندور هي الفقر والطاعة والعفة. والراهب إما أن يكون من”النسكيين” أي في حياة تعبدية داخل الدير لا يخرج منه أبداً، أو من “الرسوليين” الذين يخرجون لخدمة الناس.

ويضيف  الأب شاكر أن للكنيسة أعياد خاصة هى عيد تكريس الكنيسة يكون يوم 16 يوليو، وعيد الشموع نحتفل به  يوم الخميس الثانى من شهر ديسمبر إضافة إلى عيد القديسة ريتا شفيعة الحالات المستعصية يوم 22 من شهر مايو، وعيد القديس أنطونيوس البدوانى يوم 13 يونيو.

تستند الكنيسة إلى 39 عاموداً ترمز للـ39 جلدة التي تلقاها يسوع المسيح قبل صلبه، وتأخذ أركانها شكل صليب كبير، ثم تقسم الكنيسة إلى قسمين، الأول هو مكان مخصص للكهنة يسمى “قدس الأقداس” وخلفه مباشرة مكان يسمى “كورو”، عبارة عن مقاعد لجلوس الدارسين، والقسم الثانى حصن الكنيسة أو قسم الشعب، وسقف الكنيسة مرتفع للغاية ومزين برسومات للقديسين بألوان زاهية رغم مرور الزمن.

العنوان: شارع صبري أبو علم

القس المسؤول: الأنبا “كريكور أوغسطنيوس”

على بعد خطوت من ميدان طلعت حرب، تمر بمسجد الرحمة وتجد كنيسة كبيرة محاطة بسور ضخم خلفه من الداخل رواق كبير مزين بلوحات تضم النصب التذكاري للشهداء، وساعة شمسية وصلبان ولوحة أخرى طويلة مدون عليها عبارات بالغة الأرمينية، وفي المنتصف مجموعة من أحواض الأشجار، بعد أن ينتهي الرواق تجد مبنى الكنيسة. يقول الأنبا أوغسطينوس، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك إن الكنيسة تأسست حين كثر عدد الأرمن في مصر بعد المذابح الأرمينية بدايات القرن العشرين، فقررت الطائفة الأرمينية بناء عدة كنائس لهم من ضمنها هذه الكنيسة، وكانت ف بدايتها عبارة عن مبنى صغير دُمر عقب زلزال عام 1992 فأعيد بناؤها وتوسعتها لتأخذ شكلها الحالي، وفي عام 2009 حينما توليت شئونها قمت بتجديد الرواق وبناء باب آخر للكنيسة.

ويضيف الأنبا أوغسطينوس أن الطقوس فى الكنيسة تتم باللغة الأرمينية، وعن الخدمات التي تقدمها الكنيسة أشار إلى إن البطريركية كانت تضم مكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب والمؤلفات باللغة الأرمينية وكانت مرجعا لأبناء الطائفة، ولكنها نقلت للكنيسة الأرمينية الموجودة بمصر الجديدة بسبب منع الركن في وسط البلد، إضافة إلى مدرسة لراهبات الأرمن ولقاءات ومحاضرات للعائلات والشباب.

ويشير البطريرك “كريكور” إلى إن هناك خمسة صلوات تقام بالكنيسة هى صلاة الصباح، يليها القداس ثم صلاة الظهر والعصر وصلاة المساء ثم صلاة الليل، وهناك أيضاً نحو 25 عيدًا للكنيسة مواعيدها متغيرة منها عيد القديسين ساهاك وميسروب اللذان أوجدا الأحرف الأرمينية، ونحو 16 عيدا مواعيدها ثابتة أبرزها عيد ذكرى شهداء الأرمن 24 أبريل، وعيد قيام جمهورية أرمينيا 28 مايو، وتفتح الكنيسة أبوابها من السابعة صباحا حتى الواحدة ظهرا ومن الثالثة حتى السابعة مساءً.

يميز الكنيسة سقف مرتفع للغاية مثلث الشكل من الخارج ودائرى من الداخل، وتضم الكنيسة نماذج وهياكل لأشهر ملوك الأرمن إضافة إلى هيكل القديسة مريم الحزينة وهيكل قلب السيد المسيح وبها أيضا مغارة صغيرة تقام بها الصلاة والدعوات وتعد بمثابة مكان للتبرك بالسيدة العذراء. والكنيسة مقسمة إلى قسمين، الأول هو قسم الكاتدرائية أو العرش، و القسم الآخر هو قسم الشعب.

عام 1905 في عهد البابا كيرلس الخامس بابا الأقباط الأرثوذكس، جاء راهب إلى منطقة بولاق أبو العلا، واشترى قطعة أرض ليبني عليها كنيسة صغيرة يتعبد بها، وبعد فترة تبرع أحد الأقباط المقتدرين بقطعة أرض كبيرة للراهب ليبنى عليها الأخير كنيسة “الشهيدة دميانة”.

يقول القس كاراس لمعى راعى الكنيسة، إنه منذ نحو ثلاثون عاماً تم بناء كنيسة أخرى ملحقة بهذه الكنيسة للتوسعة على المتعبدين، هي كنيسة جميع القديسين.

والشهيدة دميانة من شهيدات القرن الرابع، وكان أبوها “مرقص” والياً على البرلس في دمياط، عندما كبرت تقدم لخطبتها الكثير من الأمراء أخبرت والدها أنها تريد وهب حياتها للمسيح وكانت تصادق أربعين فتاة، فطلبت من والدها أن يبنى لهن مكانا للتعبد ففعل، وكان ذلك في عهد الإمبراطور الروماني الوثني دقلديانوس، الذي استدعى مرقص لما علم بحكايته، وطلب منه أن يسجد للأوثان ففعل، ووصل الخبر لدميانة فحزنت حزنًا شديداً وعندما عاد والدها قالت له إنها كانت تتمنى أن يصلها خبر موته على أن تعرف أنه أنكر المسيح، تأنب والدها كثيراً وذهب لدقلديانوس ليعلن عبادته للمسيح، فأمر الإمبراطور بقطع رأسه، وأرسل دقلديانوس لدميانة أميرًا لخطبتها كان معروفا بتشدده وتفننه في كل أنواع العذاب لكنها رفضته، فسحبها من وسط العذارى الأربعين وعذبها يشدة وفى النهاية قطع رقبتها لتنال الشهادة هي والعذارى الأربعين.

وللقديسة دميانة عيدان، الأول عيد استشهادها يوم 20 يناير والثانى عيد تكريس كنيستها يوم 20 مايو. ويعمل بالكنيسة نحو خمسة أفراد فقط، وكهنتها هم القمص يونان عزيز والقس مانجيلوس بباوى، القس أثاناسيوس زكى، القس مينا رمسيس، والقس شنودة عزيز والقس كاراس لمعى.

تقع كنيسة سان جوزيف بشارع بنك مصر القريب من شارع محمد فريد، وبنيت عام 1950 على يد مجموعة من المصممين الإيطاليين وهى تابعة للرهبان الفرنسيسكان بمصر، وقد اختاروا هذا المكان لأنهم رأوه مناسبا فى وسط القاهرة وحيوياً، والكنيسة ملحق بها دير للرهبان يخدمها نحو عشرين عاملاً.

يقول كاهن الكنيسة القس فرنسيس، إنه بعد زلزال عام 1992 تأثر مبنى الكنيسة فتم ترميمها طوال أربعة أعوام، ومنذ عامين قمنا بإعادة طلاء واجهتها، ويضيف: فى البداية كان يتولى رعاية الكنيسة رهبان تابعين للأراضى المقدسة من الأجانب، جاء بعدهم رهبان مصريين رسمهم الأسقف، والزى الرسمى لونه بني وهو زى فرنسيسكاني اختاره القديس فرنسيس ليكون معبراً عن الإنسان البسيط. ويتابع أن الصلوات اليومية فى الكنيسة ىسبع صلوات إما جماعية أو فردية، وتحتفل الكنيسة بعيد القديس يوسف يوم 19 مارس من كل عام.

وتتميز الكنيسة بلون حوائطها الأبيض وبالبساطة فى زخارفها، إلى جانب اتساع مساحتها وكثرة الأعمدة فى كل ركن فيها، إضافة إلى وجود نماذج مصغرة للقديسين، مثل القديس بولس والقديسة ريتا ووتمثال لمريم العذراء والقديس أنطونيوس والقديس جوزيف، إضافة إلى القديس فرنسيس مؤسس الفرنسسكانية.

العنوان: 17 شارع عبد المجيد الرمالي

تعد آخر كنيسة بُنيت في وسط البلد، حيث قام البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث بوضع حجر أساس الكنيسة في التاسع من أغسطس 2006، ثم افتتحها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الأحد 26 أكتوبر 2014، ودشن ثلاث مذابح؛ حمل المذبح الرئيس اسم العذراء، والثاني اسم يوحنا المعمدان واليشع النبي، والثالث مار جرجس والأنبا كاراس. وخلال الافتتاح ألقى قداسة البابا خطبة أثنى فيها على ملامح الجمال في الكنيسة فقال “كنيسة مار يوحنا الجديدة بها ثلاث ملامح من الرقي والجمال أود توضيحها وهى, أولاً الزرع أو الخضرة الكثيرة التي تملأ الكنيسة, فالزرع يرمز إلى حياة الفردوس مثلما كان يعيش آدم وحواء فتعطي تأملاً، هل أنت تحيا حياة الفردوس على الأرض؟ فهي دعوة للحياة في الفردوس على الأرض قريباً من الله في علاقته وكنيسته.

وألمح أيضاً، كتابة الآيات في أركان الكنيسة وهي تدعو إلى التوبة، فكلمة الله كمراعٍ خضر للإنسان، وهي “حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين” وفي معجزة السمك التلميذ قال له “على كلمتك ألقي الشبكة” وجاء الخير بعدها كثيراً.

واستطرد قداسة البابا، أما الملمح الثالث فهو الأيقونات القبطية والتي تملأ المكان وخاصة في المعمودية، والتي هي المكان الأول الذي يلتقي فيه الإنسان بكنيسته وبهذه الأيقونات صفة التعليم.

في حارة شعبية ضيقة تسمى “حارة السقايين” توجد كنيسة “غبريال” وهى من أقدم الكنائس في القاهرة الخديوية، وتعود قصة بناءها كما جاء فى كتاب “الخطط التوفيقية”، إلى البابا كيرلس الرابع الملقب بأبي الإصلاح، حين سعى إلى بناء كنيسة بحارة السقايين بجوار المدرسة التى قام بتأسيسها للبنين والبنات، وكانت أول مدرسة لتعليم البنات في مصر، فطلب من الخديو سعيد باشا التصريح له ببناء الكنيسة، وصدر التصريح بالبناء يوم 26 نوفمبر عام 1854 وفى عام 1858 افتتح البابا كيرلس المبنى المؤقت للصلاة بالكنيسة وتم استكمال بنائها بشكلها الحالى عام 1881 في عصر البابا كيرلس الخامس البطريرك رقم 112، وبعد زلزال عام 1992 دمرت الكنيسة وتم ترميمها للمرة الأولى، ثم رممها الأنبا رافائيل مرة بعدما كلفه البابا شنودة بخدمة كنائس وسط القاهرة.

يقول عادل نجيب المحامى وأمين صندوق الكنيسة، إن لكنيسة غبريال أربعة كهنة هم القمص ميخائيل اسكندر، والقمص غبريال بشارة، والقس ارميا ويليم والقس دانيال نجيب، وتقام بها 7 صلوات يومية هى صلاة باكر وثالثة وسادسة وتاسعة وصلاة الغروب وصلاة النوم ونصف الليل، ويوجد بالكنيسة مكتبة ضخمة ظلت محتوياتها لسنوات طويلة في طي النسيان، حتى عام 2002 عندما قررت الكنيسة إسناد مهمة تنظيم وتصنيف المقتنيات الموجودة بها إلى متطوعين، هما وجيه جورج كأمين للمكتبة و أمين عزيز لترميم الكتب والمخطوطات، تضم المكتبة نحو 25 ألف كتاب ومخطوط في شتى فروع العلم والثقافة.

ويشير الأستاذ نجيب إلى أن السر في الشكل المثلثي لقبة الكنائس يرجع إلى أن القبة لابد أن تصمم على شكل سفينة نوح, باعتبارها تنجي الإنسان من خطايا العالم وشرور إبليس.

Comments

عاجل