المحتوى الرئيسى

خبير: أزمة الزحام قائمة منذ 40 سنة.. ولن تُحل إلا بتدخل رئيس الجمهورية

02/25 10:10

قال اللواء حسن البرديسى، الخبير المرورى، إن مشكلة المرور فى القاهرة الكبرى لا تزال قائمة منذ 40 سنة، لكنها ليست عصية على الحل، وتحتاج إلى حلول جذرية لن تنفذ إلا بتدخل الرئيس «السيسى» شخصياً، موضحاً أن بعض المسئولين لا يباشرون مهام عملهم فى حل الأزمات والمشكلات إلا بعد تدخل الرئيس. وأوضح «البرديسى» أن القاهرة الكبرى بها 600 ألف مكان انتظار للسيارات يومياً، ما يشكّل تحدياً كبيراً أمام رجال المرور فى العمل على تخفيف الاختناقات المرورية فى ساعات الذروة التى تصيب العاصمة باختناق، خاصة فى محيط المدارس، وذلك بسبب الكتل السكانية فى عدد من المناطق مثل المطرية وعين شمس وحلوان وفيصل والهرم وإمبابة.

«البرديسى»: 600 ألف مكان انتظار خاطئ فى القاهرة.. ونحتاج لجراجات كبرى وتطوير منظومة النقل العام

■ من وجهة نظركم ما هى الحلول الجذرية للأزمة؟

- الحلول تنقسم إلى 3 محاور، أولها إنشاء جراجات كبرى فى القاهرة بمواصفات خاصة حتى يتم استيعاب أعداد كبيرة من السيارات التى تضطر للانتظار الخاطئ، وتنفيذ إنشاء الجراجات يحتاج إلى توجيه المستثمرين إلى هذا المجال، ويتم استغلال المبانى الخاصة بتلك الجراجات فى إنشاء مراكز تجارية «مولات»، ولا بد من تشجيع المستثمرين على اقتحام هذا المجال.

والمحور الثانى، تطوير منظومة النقل العام، وذلك من خلال الدفع بأوتوبيسات مكيفة بتذاكر مرتفعة بعض الشىء، الأمر الذى يجعل صاحب السيارة يتخلى عنها من أجل استقلال تلك الوسيلة المميزة، وفى حالة استقلال 60 من أصحاب السيارات أوتوبيساً مميز الخدمة سيستغنون عن سياراتهم ما يساهم فى تخفيف الزحام، لافتاً إلى عدم الاستغناء عن أوتوبيسات النقل العام المدعمة من الدولة لخدمة محدودى الدخل، أما المحور الثالث فيتركز فى تنفيذ المشروع الخاص بمراقبة ميادين وشوارع القاهرة الكبرى بالكاميرات حتى يكون دعماً قوياً للإشارات المرورية الإلكترونية، وفى حالة الانتهاء من تنفيذ الكاميرات سيكون ذلك خطوة جيدة فى رصد المخالفات، وربما تساعد كثيراً فى كشف الجرائم الجنائية أيضاً.

■ عدد كبير من السائقين لا يصلحون لقيادة السيارات ما تفسيركم؟

- شعور السائق بالإجهاد والتعب والإرهاق، بالإضافة إلى تعاطى بعضهم المواد المخدرة أثناء قيادة سيارات النقل الثقيل، يؤدى إلى عدم قدرة السائق على القيادة بالشكل الصحيح والمطلوب، ما يؤدى إلى ارتكاب الحوادث المختلفة مثل سائقى الميكروباص الذين يسافرون على الطرق من محافظات القاهرة والجيزة، وعدم قدرة السائق على التركيز فى القيادة يرجع إلى انشغاله بأى شىء آخر أثناء قيادته للمركبة، ما يؤدى إلى عدم القدرة على القيام بأمرين فى ذات الوقت، ويتسبب فى وقوع الحوادث، ومخالفة القوانين المرورية، خاصة عدم الالتزام بالإشارات المرورية التى تؤدى إلى تنظيم حركة السير، وهذه المخالفات تؤدى إلى حصول الحوادث المرورية، كما أن السرعة الزائدة والتهور أثناء القيادة يؤديان إلى عدم قدرة السائق على التحكم بمركبته وبالتالى وقوع الحوادث الخطيرة، وتُعد السرعة من أخطر الأسباب المؤدية للحوادث التى تؤدى فى كثير من الأحيان إلى فقدان السائق حياته.

تشديد اختبارات استخراج تراخيص القيادة.. ومدارس التعليم غير مؤهلة

■ إذاً كيف يتم التخلص من الأزمات الناتجة عن تلك السلوكيات؟

- ضرورة عمل السائق صيانة وفحصاً دورياً لمركبته، وتكمن أهمية هذه الفحوصات فى إصلاح التلف والعطل الموجود فى أى جزء من أجزاء المركبة، وتجنب الحوادث الناتجة عن عطل فى المركبات، كما قد يتعرض الطريق الذى تسير فيه المركبات للعديد من الأمور التى تؤدى إلى حصول الحوادث كوجود منحنيات خطيرة فى الطريق أو أعمال الصيانة على الطرقات أو عدم وجود عوامل السلامة على هذه الطرقات، وللأحوال الجوية أيضاً دور كبير فى وقوع الحوادث الكثيرة، خاصة فى فصل الشتاء، حيث الأمطار والضباب، ما يؤدى إلى عدم القدرة على الرؤية بوضوح.

■ اختبارات استخراج التراخيص كافية أم تحتاج إلى تشديد؟

- يجب أن لا يُمنح أى شخص رخصة قيادة إلا بعد الحصول على شهادة معتمدة من مدارس للقيادة معترف بها ومعتمدة، مثل تلك الموجودة فى الدول العربية التى تعلم مواطنيها القيادة فى 3 شهور، بالإضافة إلى قواعد وآداب المرور، كما تعلمهم ثقافة القيادة السليمة، ويجب منع المدارس الموجودة حالياً من تعليم القيادة، لأنها غير مؤهلة لتعليم قائدى السيارات للقيادة، كما يجب تشديد الاختبارات الخاصة بالسائقين بإدخال اختبارات مكثفة لا بد أن يجتازها المتقدم للحصول على رخصة القيادة، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالأوراق.

■ هناك معوقات كثيرة ساهمت فى تفاقم أزمة المرور فما هى؟

- كل موطن عليه دور يجب أن ينجزه، وكذلك فرد الشرطة القائم على تنظيم حركة المرور والذى يحتاج إلى دورات تدريب فى معهد ضباط المرور التابع للإدارة العامة، بالإضافة إلى تزويد رجال الشرطة بالمعدات اللازمة لتسهيل عملهم، ويجب الاهتمام بصيانة الطرق لأنه لو كان الطريق ممهداً سيكون المرور به سيولة، والمطبات وأعمال الحفر كلها تعمل على تعطل حركة المرور.

■ كيف يتم التخلص من السيارات المتهالكة؟

- قبل التخلص من السيارات المتهالكة لا بد من توفير البديل حتى لا يتمسك المواطنون بالسيارات القديمة، لأن السيارة فى مصر أصبحت الأغلى سعراً بين كل سيارات العالم بسبب الضريبة الجمركية المرتفعة، فلا بد من تخفيض تلك الضريبة المركبة، وعدم ترخيص السيارات التى تجاوز عمرها 15 عاماً، كما أن المركبات المتهالكة تتسبب فى توقف حركة المرور وأيضاً ينبعث عنها عوادم كثيرة تضر بصحة المواطنين ولا أحد يهتم بعمل الصيانة لسيارته، كما أن مصانع بئر السلم أصبحت سبباً فى زيادة حوادث السيارات التى تحصد أرواح آلاف المواطنين سنوياً، حيث إن الإطارات أصبحت سبباً فى انتشار الحوادث، وكذلك الفرامل، وقطع الغيار الموجودة فيها غش يؤدى إلى كثرة الحوادث.

■ هل هناك إحصائيات للكشف عن عدد ضحايا حوادث الطرق؟

- آخر إحصاءات مركز حوادث المرور يثبت أن عدد ضحايا الطرق تجاوز 6 آلاف قتيل و30 ألف مصاب، الأمر الذى يكشف عن كارثة، إذا ما جُمع هذا الرقم على مدار 10 سنوات فإن العدد يصل إلى 60 ألفاً، وهناك 300 ألف يعانون من الإصابات بينهم عدد كبير تعرض للإعاقة، كما أثبتت الإحصائيات أن الحوادث الناتجة عن العنصر البشرى 70% لعدم التزامه بقواعد وآداب المرور أعلى المحاور نتيجة للقيادة الخاطئة، كما أن هناك 14584 حادثاً مرورياً وقعت خلال عام، ونتج عنها وفاة 6303 أشخاص وإصابة 19325، و86% من الحوادث المرورية للطرق الداخلية التى تتبع مديريات الأمن، لأن الطرق بها غير مؤهلة للسير عليها، ولا توجد لها أى ميزانية، ولا يُهتم بها، وهناك 14% من الحوادث المرورية للطرق السريعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل