المحتوى الرئيسى

قصة أحدهم ألهمت مؤلف جيمس بوند.. 6 جواسيس واجهوا المخاطر بحيلٍ مذهلة

02/24 23:23

يعيشون في عالم من السرية ويحاولون التخفي من الجميع، ولا يُصَرِّحون بالحقيقة إلا فيما ندر وربما لا يُصَرِّحون بها مطلقاً.

يتقاعد المحظوظون منهم في صمت، ويُكرَّمون بلا حفلات صاخبة، وتُخَلَّد حكاياتهم في السينما، والروايات تحت أسماء مستعارة.

أما تعساء الحظ منهم فيموتون على أيدي أعدائهم بعد أن يذوقوا صنوف العذاب، إنهم "الجواسيس"، أو ما تسميهم أجهزة الاستخبارات بـ "العملاء السريين".

إذا كنت قد شاهدت فيلم Argo من قبل فإنك بالتأكيد قد تعرفت على توني منديز، موظف "السي. آي. إي"، والذي بدأت قصته أثناء الثورة الإيرانية عام 1979، عندما اقتحم بعض الثوار الإيرانيون السفارة الأميركية في طهران، واحتجزوا 52 دبلوماسياً ومدنياً أميركياً كرهائن، لكن ستَّة من الرهائن تمكنوا من الهرب، واختبأوا في منزل السفير الكندي.

وكانت مهمة موظفي "السي. آي. إي" ومنهم توني منديز، تتمثل في تهريب هؤلاء الدبلوماسيين الستة من إيران، وتمكينهم من العودة إلى أميركا بمساعدة السلطات الكندية.

واقترح منديز خطة محكمة لتهريبهم، عن طريق سفره هو وموظف آخر لطهران، والتظاهر بأنهما يعملان في طاقم عمل لفيلم خيال علمي من إنتاج هوليوود.

وقد تم اللجوء لهذه الفكرة لأن الخلافات كانت قد تفاقمت بين الولايات المتحدة وإيران بالشكل الذي يجعل دخولهم كمعلمين أو خبراء بترول -أو أي مهنة أخرى من المهن التي اعتادوا التخفي بها- أمراً مستحيلاً.

وسافر منديز بالفعل إلى طهران ومعه السيناريو الوهمي الذي كُلّف بكتابته أحد كتاب السيناريو، مع الاتفاق مع بعض شركات الإنتاج الوهمية على القيام بإعداد حملة إعلامية ضخمة للفيلم، كستار لإقناع السلطات الإيرانية بوجود فيلم حقيقي.

ونجح في الالتقاء أخيراً بالرهائن بعد مكوثهم لمدة 86 يوماً في منزل السفير الكندي، وأطلعهم على خطة الهروب، ودرَّبهم على طرق الاستجواب العدائية.

وأخيراً انطلقت على متن الطائرة المتجهة من طهران إلى زيورخ، صيحات الفرح من الرهائن الأميركيين الذين نجحوا أخيراً في العودة إلى بلادهم بفضل الخطة الذكية، والتنفيذ المحكم الذي قام به منديز.

وكتب موظف "السي. آي. إي" هذه القصة في رواية سماها "آرجو"، وقد استهوت القصة الممثل بن آفليك مما دفعه لتمثيلها، وإخراجها في فيلم حمل نفس الاسم عام 2012، والذي حاز على ثلاث جوائز أوسكار كأفضل فيلم لعام 2012، وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل مونتاج.

يعد جورج بليك أحد أهم وأشهر العملاء المزدوجين في تاريخ الجاسوسية، فقد وُصِفَ بأنه صاحب أكبر صفعة على وجه المخابرات البريطانية على مدى تاريخها.

وولد بليك في هولندا لأم هولندية وأب يهودي مصري يحمل الجنسية البريطانية، وتوفي والده وهو في سن صغيرة فتولى عمه تربيته، والذي كان يعمل كأحد قادة الحزب الشيوعي وعميل سوفيتي.

وبدأ بليك حياته الجاسوسية عندما اجتاح هتلر هولندا في الحرب العالمية الثانية، فتطوع في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الألماني، وتعاون مع المخابرات البريطانية، وبعد انتهاء الحرب شق طريقه لبريطانيا عبر فرنسا؛ ليعمل كرئيس لإحدى محطات المخابرات البريطانية وهي المحطة "M16".

وقُبض عليه من قبل القوات الكورية الشمالية عام 1950، لتكون هذه نقطة التحول في قناعاته، إذ أصبح منتمياً للفكر الشيوعي والاتحاد السوفيتي، بعدما التقى بعملاء سوفييت داخل السجن نجحوا في تجنيده، وساعده على ذلك ما وجد من سياسات أميركية عنيفة في كوريا الشمالية، بالإضافة إلى نشأته في بيت شيوعي أصيل.

وعاد بليك، من السجن في كوريا الشمالية بعد ثلاث سنوات كبطل إنكليزي، واستأنف عمله في المخابرات البريطانية، ولكن هذه المرة كجاسوس لصالح المخابرات السوفيتية "KGB"، ومن خلال عمله استطاع نقل أوراق وملفات بها معلومات سرية ضخمة للاتحاد السوفيتي.

واكتشفت المخابرات البريطانية الأمر عام 1961، ليُحكم على بليك بالسجن لمدة 42 عاماً، ولكنه تمكن من الهرب من السجن بمعاونة صديق قديم وذهب للعيش في روسيا التي مازال يعيش بها حتى الآن، ومنحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسام الصداقة عام 2007، عرفاناً بجهوده لصالح الاتحاد السوفيتي.

لم تكن أوديتا هاللوز، السيدة الفرنسية الأصل التي تعيش في لندن مع زوجها الإنكليزي وبناتها الثلاث، تعلم أن الرسالة التي سوف تبعثها لمكتب الصحة الحكومي تَعرِض فيها خدماتها أثناء الحرب العالمية الثانية، ستذهب لمكتب القوات الخاصة للتدريب عن طريق الخطأ، ويتلقاها المديرون في المكتب، ويدرسون شخصيتها جيداً، حتى يقع الاختيار عليها للسفر إلى الجزء الفرنسي الذي كان يستحوذ عليه النازيون.

وقررت أوديتا -بعد تفكير- أن تسافر إلى فرنسا لتندمج وسط الفرنسيين وتعمل على نقل الصورة كاملة إلى المخابرات البريطانية، مع قائدها المباشر "بيتر تشرشل".

ولكن قُبض عليهما بعد فترة قصيرة من قبل النازيين وتعرضا للتنكيل والتعذيب بوحشية دون أن يعترفا بأي شيء، ولولا الفكرة الذكية التي تبادرت إلى ذهن أوديتا لأعدمهما النازيون.

ادعت أن قائدها بيتر تشرشل هو أحد أقارب القائد وينسلت تشرشل وأن أوديتا هي زوجته، وبالفعل صدَّق النازييون هذا الادعاء مما جعلهم حريصين على حياة الجاسوسين؛ لاستخدامهما في عمليات التفاوض على الأسرى، وأطلق سراحهما لاحقاً، وحصلا على جائزة "جورج كروس"، وهي واحدة من أعلى مراتب الشرف في بريطانيا.

مع بداية سيطرة الحزب النازي على ألمانيا عام 1933، سافر عالم الفيزياء الألماني الأصل والشيوعي التوجه كلاوس فوكس، إلى بريطانيا وحصل على الدكتوراه في الفيزياء، ثم شارك عام 1941 في مشروع القنبلة الذرية البريطانية.

وفي هذه الأثناء كان فوكس يمرر المعلومات السرية الخاصة بهذا المشروع لوكالة الاستخبارات العسكرية السوفيتية "KGB" في الخفاء.

واتجه فوكس في عام 1943 إلى أميركا مع مجموعة من العلماء البريطانيين، للعمل على مشروع القنبلة الهيدروجينية، وفي عام 1949 اكتشفت المباحث الفيدرالية الأميركية أمر تخابره مع السوفييت، وأبلغت المخابرات البريطانية التي ألقت القبض عليه أثناء عودته إلى بريطانيا.

وأوضحت التقارير أن الدافع وراء تعاونه مع السوفييت، هو عداؤه الشديد للنازية والعمل على إحداث توازن بين الدول في الحرب.

واعترف فوكس عام 1950، ليصدر حكماً بحبسه 14 عاماً و أُطلق سراحه عام 1959، ثم رُحِّل إلى ألمانيا الشرقية، والتي مكث بها حتى توفي عام 1988.

أطلقت عليها السلطات النازية لقب "الأخطر من كل جواسيس الحلفاء"، وذلك عندما كانت مطلوبة في جنوب فرنسا لتجسسها على الجيش النازي أثناء الحرب العالمية الثانية.

وسافرت فرجينيا هول، المتطوعة الأميركية للعمل في باريس أثناء الحرب العالمية الثانية كمراسلة صحفية، وكانت هذه المهنة غطاءً لعملها لتسهيل تجنيد الجواسيس وشراء الأسلحة اللازمة للمقاومة ضد الألمان.

وسماها الألمان أثناء البحث عنها بـ "السيدة العرجاء"؛ نظراً لاستبدالها إحدى قدميها بقدم خشبية، بعد بترها إثر حادث في تركيا قبل سفرها إلى فرنسا، وكانت تستغل قدمها الخشبية في إخفاء المستندات الهامة أثناء تواجدها في فرنسا.

واضطرت هول بعد ذلك للتخفي في هيئة مُزارعة فرنسية عجوز؛ لاستكمال عملها المخابراتي بعد تلقيها تدريبات على استخدام الراديو، ولم تتمكن السلطات النازية من كشف هويتها حتى انتهت الحرب.

وأراد الرئيس الأميركي ترومان، تكريمها في العلن ولكنها رفضت رغبة منها في استكمال عملها لدى "السي. آي. إي"، فمنحها جائزة الخدمة المتميزة للصليب في حفل سري داخل مقر "السي. آي. إي"، وظلت تعمل لدى المخابرات حتى تقاعدها عام 1966، وتوفيت عام 1982 عن عمر يناهز 76 عاماً.

يعتقد الكثيرون أن قصة جيمس بوند، مقتبسة من حياة سيدني رايلي، فحياته كانت عبارة عن سلسلة من المغامرات، والعمليات المتلاحقة التي كان يخرج منها فائزاً في النهاية، حتى أنه قد عمل كجاسوس لحساب عدَّة دول في وقت واحد دون القبض عليه.

رايللي هو يهودي روسي ولد في جنوب روسيا، درس الكيمياء في فيينا ثم ذهب إلى البرازيل؛ ليلتحق بالجيش البريطاني هناك، وبعدها رُشح ليصبح عميلاً سرياً للمخابرات البريطانية في لندن.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل