المحتوى الرئيسى

الموت إبداعًا فى زمن الجحود.. هل يقتل الإهمال طاهر البرنبالي؟

02/24 13:55

مشهد متكرر.. يُصاب الكاتب أو المبدع بانهيار شامل في جسده بعد ان تخلى الجميع عنه، يلزم فراشه وحيداً، يصبح  معزولاً عن العالم، ينساه من يعرفه، ويتجاهله من قرأ له، ويتنكر له كل من تتلمذ على يديه , يواجه  ألَمُ المرض وقسوتُه، وألم الجحود والنسيان منفردا مجردا من اى سلاح ، يدفع ثمن  الكتابةَ والفكر والإبداعَ، وكانها  جريمة يُعاقَبُ عليها صاحِبُها بأقصى أنواع العقوبة, ثم يرحل فى هدوء وتنطوى صفحته , حتى إذا تذكر احدا بعض أعماله, أو ورد اسمه فى أحد المحافل , أقيمت سرادقات العزاء من جديد , وعقدت الندوات التى تتحدث عن مناقبه , وظهرت أعماله للنور , وطبعت عدة طبعات ليستفيد منها أصحاب دور النشر , لانه غالبا لا يظهر له وريث شرعى

 قديما قالوا ( لا كرامة لكاتب أو فنان في وطنه) فالكرامة هي آخر ما يمتلكه بعضهم بعد أن يكون المرض قد نخر أجسادهم، أو الفقر قد استباح آدميتهم، أو الانتحار قد أطفأ شموعهم، فيغادرون الحياة فرادى كما دخلوها أول مرة.

(عندما رحل الكاتب الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز، قامت كولومبيا عن بكرة أبيها حزينة على وفاة صاحب "مائة عام من العزلة"، فغادر الرجل الحياة محتفى به دون عزلة، حيث خرج آلاف الناس إلى الشارع مُشيعين كاتبهم المفضل

وهنا يمكن أن يظهر بعض المتنطعين واصحاب السخافات – وما أكثرهم – للتدليل أن كولومبيا تمتلك الامكانات ونحن نعانى فالمقارنه ظالمة, والحقيقة ان الظلم فى فهمنا للمبدع ودوره فى المجتمع , وتأثره فى أجيال متعددة, وقيادته للرأى العام الى آخر ذلك .  فالأدب أدب، والإبداع إبداع، والإنسان إنسان، فى اى زمان ومكان , فاى كاتب أو شاعر أو فنان مرآه تعكس حقيقة مجتمعه ومآله.

وتبقى مقوله ونستون تشرشل  الخالدة : ( إن بريطانيا  على استعداد أن  تضحي بجميع مستعمراتها على أن لا تضحّي ببيت شعر واحد من  قصائد شيكسبير.

على الجانب الآخر تبقى حياة المبدعين في مصر ، الذين منحوا عصارة فكرهم وموهبتهم وحياتهم للجمال والإبداع في شتى حقول المعرفة مهددة  هامشية يعانى أصحابها من شظف العيش والعوز والأمراض ، تخنقهم غصة التهميش والنسيان والإهمال،  يطل عليهم شبح من رحلوا من اقرانهم , لكنهم مصرون على التواصل والخلق والعطاء، باعتبارهم عقولا ثقافية انتقادية منتجة، تتحدى المحن والشدائد على مدى عقود

مناسبة هذة القضية حكاية جديدة – بالطبع ليست الاخيرة – للشاعر الكبير طاهر البربالى الذى يرقد حاليا فى أحد المستشفيات يعانى الإهمال إلا من بعض رفقاء الزمن الجميل ,فقد دشَّن الشاعر زين العابدين فؤاد، هاشتاجا عبر موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” تحت عنوان “انقذوا طاهر البرنبالي”.

كتب فؤاد على صفحته: إن علاج البرنبالي حق وليس منحة. و تزايدت  عدد المطالبات من قبل شعراء وكتاب مصريين لوزير الثقافة حلمي النمنم يطالبونه فيها بالتدخل لنقل الشاعر إلى مستشفى متطورة نظرا لتدهور حالته الصحية.

وأَبْلَغَ الشاعر سعيد شحاتة، عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك موجها رسالة إلى وزير الثقافة: “إن الحالة الصحية للبرنبالي تحتاج رعاية من نوع خاص على الأقل يتم نقله إلى مستشفى المعادي العسكري مثلما يحدث مع العديد من المبدعين”، مشيرًا إلى أن مستشفى 6 أكتوبر التي يتلقى علاجه بها حاليًا إمكانياتها غير قادرة على التعامل مع حالته.

جديـر بالذكـر أن البرنبالي أصابته وعكة صحية الشهر السابق دخل على إثرها الْمَشْـفَى ومازال طريح الفراش حتى الوقت الحالي.

وطاهر محمود حسن البرنبالي هو شاعر عامية، ولد في (برنبال) بمحافظة كفر الشيخ سـنة 1958 يعمل طبيباً بيطرياً. - حاصل علي بكالوريوس العلوم الطبية والبيطرية- جامعة الزقازيق.

كتب أشعار عديد من البرامج الشعرية لإذاعة البرنامج العام، كتب أغانى تترات عديد من المسلسلات الدرامية التليفزيونية؛ "حياة الجوهرى"، أيام المنيرة”،  "حروف النصب"، "الوشم"،  "أحزان مريم"

من قصيدته إحنا عشاق الحياة

كل يوم تقرب جراحتي.. أعْرفك أكتر براحتي

واسكن الإحساس بقلبك وبشباب النبض فيكي

وأمّا روحي تخاف وتشهق.. من عيوني بتداديكي

أسمع التنهيده نار.. والمس الأحلام هيام

قلبي داق الإختيار واترمي في حمي الجراح

واللي راح م العمر راح كان بيتمني يلاقيكي

آه يا أوراق النهار والندي نازل عليكي

أكّدت لي محنتي قلبك خضار

خطوه مني، خطوه منك اعترافنا صار فنار

والجناح عمال يرفرف كان دليل الانتصار

هو قلبي ولا قلبك محتاجين «دار الفؤاد»

الحكايه يا حبيبتي مش نسيج محتاج نسيج

أو كلام يشعل مشاعري.. يصحي خيل الليل يهيج

الحكايه مش مساومة أو مزاد

إنتي قربتي بعواطفك واتحدف شال الحنان..

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل