المحتوى الرئيسى

خطبة الجمعة: من يحتكر السلع ويتلاعب بقوت الناس خائنًا للأمانة | أسايطة

02/24 13:31

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » خطبة الجمعة: من يحتكر السلع ويتلاعب بقوت الناس خائنًا للأمانة

تحدثت مساجد أسيوط في خطبة اليوم الجمعة، عن أمانة الصانع والتاجر، وأكد الخطباء خلالها على أن احتكار السلع يُنذر بالهلاك والدمار، ومن يتلاعب بالسلع يُعد خائنا للأمانة وآكلا للحرام.

وقال الخطباء إن الشريعة الإسلامية حثت على الضرب في الأرض والمشي في سبلها لكسب الرزق الحلال للاستغناء به عما في أيدي الناس، كما حثت الشريعة على الاشتغال بالصناعة والتجارة، والاستغناء بهما عن السؤال، ولما كانت الصناعة من أهم أسباب ووسائل تحصيل الأرزاق فقد اتخذها بعض الأنبياء حرفة، فكانوا مضرب المثل في المهارة الصناعية والاحتراف والجد والعمل، فكان نوح عليه السلام نجارا، ويقول الله تعالى:”واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون”، وكان سيدنا موسى عليه السلام راعيا للغنم، وكان إدريس عليه السلام خياطا، وكان داوود حدادا.

وأضاف الخطباء أن نبينا عليه الصلاة والسلام عمل برعي الغنم، ولأهمية الصناعة في تقدم الأمم ورقيها حث عليها الإسلام وعني بها عناية بالغة، وأولاها اهتماما كبيرا حين أشار إلى استخراج كنوز الأرض واستثمار خيراتها، وحتى تثمر الصناعة ثمارها وتكون سببا في التقدم ورقي المجتمع لابد وأن يتخلق الصانع بالأخلاق الحميدة، ويبتغي بصناعته نفع نفسه ورقي مجتمعه.

ومن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الصانع والتاجر، خلق الأمانة فهي تعنى التزام الصانع بأخلاق الإسلام ومنهجه في إتقان العمل وجودة صنعته، فقد خلق الله سبحانه وتعالى كل  شيئ بإتقان معجز، ومن ثم فإن الإنسان وهو يزاول مهنة أو عملا لابد وأن يكون أمينا فيا، يعلن أنه تحت رقابة الله عزوجل يراه ويراقبه في عمله،يراه في مزرعته وفي مصنعه وفي متجره وفي أي مجال من المجالات.

وأشار الخطباء إلى أن السنة النبوية أوضحت أن إتقان العمل عبادة قبل أن يكون وفاء بحق صاحب العمل، فقال عليه الصلاة والسلام:”إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، فالصانع الذي يتخلق بالأمانة في مهنته لن يضيع سعيه وجهده، بل سينال جزاءً حسنا في الدنيا والآخرة، قال تعالي:”إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”، فالذي يسعى نحو الإجادة والإتقان في صنعته إنسان صالح فاضل معتصم فاضل.

أما من لم يتقن عمله ويخلص في صناعته وحرفته ومهنته فهو آثم، ويتضاعف إثمه ووزره بقدر ما يتسبب فيه من ضياع للأموال، فكل صاحب صنعة لا يتقي الله فيها فهو خائن لدينه ولنفسه ووطنه والله عزوجل لا يجب الخائنين.

وأوضح الخطباء أن الشريعة الإسلامية اهتمت بالصناعة وأمانة الصانع واهتمت أيضا بالتجارة وأمانة التاجر، فالتجارة بيعا وشراء أحد طرق الكسب المباحة لتحقيق إعمار الكون واستقرار المجتمع وأمنه، وقضية التجارة في الإسلام قائمة على أساس الأمانة، بعيدا عن الظلم والغرور واستغلال حاجات الناس وأقواتهم، وهذا هو الطريق للحصول على البركة في التجارة والكسب.

والأمانة في التجارة تعني التزام التاجر بضوابط الشرع في البيع والشراء وسائر المعاملات المالية، فلا يغش في بيعه وشرائه، ولا يكتم عيبا يعلمه في سلعته، فنبينا نهى عن ذلك.

وبين الرسول عليه الصلاة والسلام منزلة التاجر الأمين الذي يصدق في بيعه وشرائه، حيث قال:”التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”.

وإذا كانت الأمانة في التجارة تجلب لصاحبها الخير، فالخيانة تمحق البركة، لما يترتب عليها من فساد في المعاملات بين الناس، والقطيعة بين أفراد المجتمع والتباغض الذي يفضي إلى النزاع والشقاق، ومن صور الخيانة في التجارة: الغش، والتطفيف، والاحتكار، واستغلال حاجات الناس، وكلها أمور محرمة بإجماع المسلمين، وصاحبها ليس على منهج النبي، حيث قال:”من غشنا فليس منا”، ومما لا شك فيه أن احتكار السلع يحمل في طياته بنذور الهلاك والدمار، لما يسببه من ظلم وغلاء في الأسعار، وإهدار لتجارة المسلمين وصناعتهم، وتضييق لأبواب الرزق والعمل، وانتشار الحقد والكراهية بين الأفراد، مما يساعد على تفكك المجتمع وانهيار العلاقات بين أفراده، لذلك قال النبي: “لايحتكر إلا خاطئ، والخاطئ هو الآثم”، فالتاجر الذي يكتم ما في السلعة من عيوب، أو يطفف في الكيل والوزن، أو يتلاعب بأقوات الناس وحاجاتهم الضرورية بعد خائنا للأمانة وآكلا للحرام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل