المحتوى الرئيسى

إحنا بتوع الأتوبيس

02/23 22:20

الساعة تدق الثامنة صباحاً عشرات من سكان مناطق المهندسين وأرض اللواء وبولاق الدكرور يتوافدون على موقف هيئة النقل العام بشارع السودان.

وبشكل عشوائى يتراصون انتظاراً لـ«أتوبيس الهيئة»، الذى يقلهم لوظائفهم وأماكن قضاء مصالحهم الشخصية.

دقائق معدودة وسادت حالة من الفوضى فور وصول الأتوبيس، وسط سباق للصعود واللحاق بالكراسى المتهالكة.

«التذكرة بـ2 ونصف الجنيه يا جماعة والكل يبعت من سكات»..

بهذه الكلمات خاطب سائق الأتوبيس الراكبين قبل بدء تحركه، فى خط السير والذى يبدأ من بولاق الدكرور فى الجيزة وحتى أول مكرم عبيد بمدينة نصر فى القاهرة.

مشاحنات بين الراكبين بسبب الزحام، وما إن استقر كل فرد منهم على مقعده وآخرون يتبادلون الوقوف فى طرقة الأتوبيس وعلى المقاعد.

وانطلق السائق، وبدأ الراكبون فى الانشغال بأمورهم الشخصية، ما بين الحديث فى التليفونات المحمولة أو مع بعضهم البعض، يفضفضون عن أنفسهم ويكشفون ما يعايشونه من أزمات حياتية بشكل يومى، بين الحين والآخر تعلو أصواتهم لجمع التذاكر، فيما يحاول السائق استعجالهم فى الانتهاء من جمع الأجرة.

قصص عديدة، وروايات للمواطنين عن أزمات الحياة، وارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، وغيرها من المشكلات اليومية رصدتها «الوفد» من داخل الأتوبيس العام.

البداية مع زينب فتح الله، إحدى الراكبات، والتى قالت أثناء حديثها فى هاتفها المحمول مع إحدى صديقاتها إن سعر كيلو الدواجن البيضاء وصل لـ33جنيه والبلدية لـ42 جنيه. وبات شراء كيلو لحوم كل أسبوع أمراً صعباً مع غلاء الأسعار.

وأضافت: «كنا بنشترى كل أسبوع فرختين وكيلو لحمة، دلوقتى مش بنشترى غير فرخة واحدة كل أسبوع وكيلو لحمة كل أسبوعين، وعندى خمس عيال فيه منهم 2 جالهم الأنيميا علشان قلة الأكل».

والتقت «الوفد» سيدة أخرى، قالت إن زوجها موظف حكومى، وراتبه لا يتعدى الـ1200 جنيه. ومع غلاء الأسعار بات الراتب لا يكفى حاجاتهم الأساسية.. وراح زوجها يبحث عن عمل إضافى فى فترات المساء حتى يستطيع سد احتياجات منزله.

وأضافت: «دلوقتى جوزى بيتشغل 17 ساعة ومش بنشوفه غير على النوم، والعيال طلباتهم مش بتخلص أبداً سواء مصاريف خاصة ليهم أكل وشرب ولبس، وغيرها من مصاريف الدراسة والدروس الخصوصية».

وقالت راكبة أخرى هى فاطمة نجاح: «الناس شاربين المر ومش عارفين يعيشوا، ده إحنا متعلقين فى رضا ربنا».

وتشير صاحبة الأربعين عاماً إلى أنها من سكان أرض اللواء. ورغم كونها منطقة شعبية، إلا أن أسعار السلع والخضراوات مرتفعة بشكل كبير.

وعن مستوى معيشة أسرتها فى هذه الفترة مقارنة بالأعوام الماضية، قالت إنها كانت تتجول فى السوق بشكل يومى، وتشترى مستلزمات المنزل بمبلغ لا يقل عن الـ100 جنيه يومياً.. ولكن بعد غلاء الأسعار بات التردد على الأسواق بشكل أسبوعى فقط.. أما عن اللحوم، فقالت: «لحوم إيه دلوقتى؟ بناكل اللحمة مرة كل أسبوع بدل ما كنا بناكلها مرتين، والفرخة مرة فى الأسبوع بدل ما كنا بناكلها 3 مرات».

وتطرق ركاب آخرون إلى ارتفاع أسعار إيجار الشقق، قال إسماعيل حافظ، موظف: «أنا ساكن فى بولاق ليا 10 سنوات، والإيجار كان بـ400 جنيه دلوقتى أصبح بـ700 جنيه فى الشهر.. ومع غلاء الأسعار بات كل أولياء الأمور فى مشاكل يومية، سواء مع الزوجة علشان المصاريف، أو الأولاد علشان مش عارف يجيب ليهم مطالبهم اليومية.

وسأل أحد الشباب عن سعر إيجار الشقق المفروشة فقال إسماعيل إن الأسعار تتراوح ما بين الـ100 إلى 1500 حسب فرش الشقة وقيمتها، ليرد الشاب قائلاً: «هوه راتبى كام علشان أدفع المبلغ».

ويشير الشاب إلى أنه يعمل فى إحدى الشركات الخاصة، وجاء للجيزة قادماً من الصعيد بحثاً عن الرزق.

وأضاف: «العيشة هنا غالية، أنا ما بقاش ليا شهرين بس حاسس إن ليا سنين، الحياة فى الصعيد أسهل وأرخص من هنا.. الجو الأسرى ما زال موجوداً.. فممكن الواحد ياخد حاجة من جاره محتاجها، أما فى القاهرة فكل واحد فى حاله، والخطوة بقرش».

وقال مجدى هوارى، موظف من سكان منطقة المهندسين، إن أسعار السلع شهدت ارتفاعاً غير مسبوق عن الأعوام الماضية، واصفاً انخفاض الدولار مؤخراً بـ11 شىء وهمى، وسيعود للارتفاع مرة أخرى، فى وقت عجزت الحكومة فيه عن تحليل أسباب انخفاضه بشكل علمى - حسب قوله.

وتحدث على إسماعيل، موظف من سكان شارع السودان بالدقى، مشيراً إلى مشكلات النقل العام، وقال إن هناك العشرات من أتوبيسات هيئة النقل العام تعانى من تهميش الحكومة للهيئة.

فبين الحين والآخر تتعرض هذه الأتوبيسات لأعطال مستمرة، وهو ما يؤخر مصالح الموظفين والمواطنين.

وأضاف: «كتير بتعرض للمواقف دى وبتأخر على الشغل، السواق ما يبقاش ليه أى ذنب دى أعطال فنية، يعجز عن حلها على الطريق».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل