المحتوى الرئيسى

يحتمل زلزال 9 ريختر وطائرة 500 طن.. كيف تؤمن مصر مفاعلها النووي؟

02/23 19:03

بعد أكثر من 60 عاما من الانتظار لدخول مصر العصر النووى لإنتاج الكهرباء، تعاقدت مصر مع شركة روزاتوم الروسية في شهر نوفمبر من العام قبل الماضي، في أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، لتنفيذ 4 مفاعلات نووية بمنطقة الضبعة لإنتاج 4800 ميجاوات بقدرة 1200 ميجاوات من كل مفاعل، ومن حينها تجري المفاوضات على قدم وساق بين المسؤوليين المصريين والروس لتوقيع العقود النهائية.

الكهرباء: توقيع العقود النهائية لمشروع الضبعة في الأشهر الأولى من العام الجاري

قال المتحدث الإعلامى لوزارة الكهرباء، الدكتور أيمن حمزة ، إن المفاوضات التى تتم مع شركة روزاتوم اوفرسيز الروسية بشأن تنفيذ مشروع المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة تسير بشكل جيد فى جو من التفاهم.

وأضاف حمزة، أنه تم الانتهاء من إعداد مسودة العقد الرئيسى وجار الانتهاء من مسودات باقي العقود ليتم توقيعها جميعا في غضون الشهور الأولى من هذا العام، نافيا وجود عراقيل أو أي نقاط خلاف بين الجانبين.

حوار مجتمعي لطمأنة أهالي الضبعة

ومع اقتراب توقيع العقود النهائية للمشروع، تعقد وزارة الكهرباء بالتنسيق مع محافظة مطروح، جلسة حوار مجتمعي، بغد غد السبت، بموقع محطة الضبعة النووية بهدف التعرف على مزايا وأهمية المشروع النووي، وسيحضر الجلسة الدكتور محمد هشام زين العابدين وزير التنمية المحلية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي وكبار علماء الطاقة النووية.

وأكد محافظ مطروح، علاء أبوزيد، أن جلسات الحوار المجتمعي سيحضرها شيوخ القبائل وأعضاء الهيئة البرلمانية لمطروح بمجلس النواب للتعرف عن قرب عن مزايا المشروع النووي وفوائده وطمأنة أهالي مطروح والضبعة عن أمان المفاعل.

وزير الكهرباء: العقود ستستمر لمدة تزيد عن 60 سنة

وكانت البداية مع وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، والذي قال، إن عقود المشروع صعبة جداً والعقود ستستمر في العمل لمدة تزيد عن 60 سنة، وكل نقطة بالعقود الخاصة بالمفاعلات الأربعة لإنتاج 4800 ميجاوات، تتطلب الدقة، قائلا: "الفصلة في مكان غلط.. بتبوظ الدنيا”، وجميع التفاصيل تناقش وتدون في العقود لنكون متفقين على كل شيء، وأفاد بأنه تم الاستعانة بمكاتب عالمية ودولية متخصصة في إبرام العقود النووية مع روزاتوم.

وأكد شاكر، أنه سيتم توقيع 4 عقود مع الجانب الروسي لمشروع الضبعة، متمثلة في عقد الإنشاء والتصميم، والعقد الثاني الخاص بالوقود، والعقد الثالث الخاص بالوقود بعد استخدامه وكيفية تخزينه، والعقد الرابع والأخير والذي تضمن التشغيل والصيانة، ويخص الدعم الفني للتشغيل والصيانة.

وعن رفض عدد من الخبراء والمتخصصين للقيمة المالية للقرض الروسي لتنفيذ المشروع والمقدرة بـ 25 مليار دولار، أوضح وزير الكهرباء أنه يوجد ما يسمى بالقيمة المسوقة لأي محطة سواء كنت محطة حرارية أو شمسية أوغيره، ولإنهاء الجدل فيما يخص قيمة القرض، فمصر حصلت على المحطات النووية "بأقل قيمة مسوقة وتكلفة على مستوى العالم، والسعر اللي اخدناه من الروس محصلش قبل كده لمفاعلات الجيل الثالث المتطورة".

وفيما يخص الأمان، طرحت "التحرير"، سؤالا بشأن كيفية تأمين المشروع النووي؟

وأفاد وزير الكهرباء في حديثه، بأن الخبراء الروس متواجدون في أرض المشروع النووي بالضبعة حالياً لعمل مجسات للأرض وأبحاث التربة، والمحطة أوالمفاعل الواحد سيحتاج إلى 8 سنوات للبناء فقط، واصفاً العملية بالمعقدة وبها محازير تتعلق بالأمان، والروس هم أفضل تكنولوجيا نووية حالياً، و «أحسن ناس بيعملوا الكلام ده»، وعن البنية التحتحية، فأكد أن الهيئة الهندسية انتهت من البنية التحتية للمشروع.

يحتمل اصطدام طائرة تزن 400 طن

وأضاف شاكر أن الوعاء الخارجى للمفاعل يقدر على احتمال اصطدام طائرة وزنها 400 طن، وليس هذا فقط وبسرعة 150 متر فى الثانية وهى أعلى سرعة لأى من الطائرات على مستوى العالم، والمحطات القائمة حاليا غير مصممة على هذا الأمان فى التصميم.

وقال "أمام هذه المطالب هندفع فلوس أكثر"، فهذا يعنى أننا نتوخى أقصى درجات الأمان فى ما يخص الأمان النووى والأمان من حيث الإنشاءات.

بدوره، قال الدكتور مهندس يسرى أبو شادى، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، إن المشروع النووي، هو مشروع تجاري مربح وبه كم كبير من التسهيلات الفريدة التي حصلت عليها القاهرة بموجب الاتفاق، لافتًا إلى أن المفاعلات تعمل بالماء الخفيف المضغوط الأكثر انتشارا وخبرة وأمانا فى العالم كون درجة الأمان به عاليه جدا.

استيراد وقود اليورانيوم من روسيا بمبدأ الإيجار

وكشف أبوشادي عن أنه قدم رسالة لرئيس الجمهورية سلمها لرئيس الوزراء بتاريخ 10 سبتمبر 2014 مطالبا بضرورة البدء فى الخطوات العملية لإقامة برنامج نووى فى مصر، مقترحا إلغاء المناقصة والتعاقد بالأمر المباشر مع روسيا لبناء أول محطة طاقة نووية فى الضبعه على أن يتم استيراد وقود اليورانيوم المخصب من روسيا بمبدأ القرض أو الإيجار طوال فترة استخدامه فى المفاعلات مع إرجاعه لروسيا ثانية بعد الاستخدام مما يخلص مصر من أخطر الفضلات الإشعاعية ( الوقود المستهلك ) وكذا نضمن خروج اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم الناتج إلى خارج البلاد وهما العنصران المثيران للقلق الدولى عامة.

 مصر اختارت مفاعلات الماء الخفيف المضغوط والأكثر انتشارا في العالم

وأشار  " أبو شادي" إلى أن مصر اختارت أن تكون مفاعلاتها من مفاعلات الماء الخفيف المضغوط، وهي الأكثر انتشارا في العالم حاليا وتمثل 64% من المفاعلات في العالم، وهذه المفاعلات يوجد منها  4 أجيال تضم الجيل الأول الذي ظهر في الخمسينات ثم الجيل الثاني الذي انتشر بشكل كبير في السبعينات والثمانينات، وفي التسعينات ظهر الجيل الثالث المطور، وأخيرا ظهر الجيل الرابع الذي لن يدخل المجال التجاري قبل عام 2030.

وقال "مصر فضلت أن يكون مفاعل الضبعة من الجيل الثالث المطور وهو أنسب الأنواع لمصر لأنه الأعلى أمانا".

المفاعل النووى المصري يتحمل زلزال بقوة 9 ريختر.. و"تسونامي" ضخم

 وأكد أن المفاعل المصري سيتحمل زلازل حتى 9 ريختر، ويتحمل تسونامي ضخم لمياه البحر، ويقاوم القصف بالطيران والصواريخ، ولا يمكن اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، وفي حالة انقطاع الكهرباء عنه لأي سبب فكل ما سيحدث هو أنه سيتوقف عن التشغيل لحين عودة الكهرباء، وحوائطه تمنع خروج الإشعاع إلى الخارج ، ولو وصل الأمر إلى أن إرهابي فجر قنبلة داخل المفاعل فإن كل ما سيحدث هو حدوث خدش بسيط جدا في حجرة "الكنترول روم".

الضبعة أفضل مكان لإقامة المفاعلات النووية

وشدد أبو شادي على أن موقع الضبعة هو أفضل مكان لإقامة المفاعلات الأربعة، لافتا إلى أن المكان خضع لدراسات استمرت 33 عاما انتهت  جميعها إلى أنه أفضل مكان لإقامة المشروع النووي المصري.

المفاعل المصري غير قابل للاحتراق

وعقب الدكتور عزت عبدالعزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، والملقب بـ"أبو البرنامج النووى المصري"، بأن أي محطة كهرباء يتم تشغيلها بالبترول، تكون المنطقة التى يتم بها الحرق وتوليد الطاقة من ناحية، وتوجد منطقة أخرى تستخدم بها غلايات المياه وتحويلها إلى بخار، وهذا البخار يشغل التوربينة، والتوربينة تشغل الماتور الذي يولد الكهرباء، والمفاعل النووى كما هو الحال فى المحطات الغازية.

وأضاف عبدالعزيز لـ"التحرير"، أن المفاعل النووى ينقسم إلى قسمين، وهم قسم غير نووى، وهو الجزء المكون من التوربينات والغلايات ورفع وتخزين المياه، وهو الجزء الذى تم الاتفاق عليه مع الجانب الروسى لتدخل نسبة التصنيع المحلى به، بنسبة مشاركة محلية فى تشغيل المفاعل النووى الأول 20%، والمفاعل الثانى35 % والثالث 50%، والرابع 65%، وفيما يخص القسم الثانى وهو الأكثر خطورة ، والذى يخص غرفة الاحتراق للوقود النووى.

المفاعلات تتوقف تلقائياً في حالة اندلاع شرارة

وشدد رئيس هيئة الطاقة الذرية  الأسبق، على أن احتراق مفاعل نووي بمحطة كهرباء تيهانج ببلجيكا، على سبيل المثال، في ديسمبر من عام 2015 الماضي، غير وارد حدوثه فى المفاعلات المصرية، منوها بأن المفاعلات النووية المصرية التى تم التعاقد عليها من الجيل الثالث، والأكثر أماننا ومتأصلة الأمان، وفى حالة حدوث أى "مشكلة" فى المفاعل النووى المصرى، سيفصل نفسه تلقائيا دون الانتظار إلى تدخل المشغلين على الإطلاق.

وأوضح أن المفاعل النووى المصرى غير قابل للاحتراق، وغرقة الاحتراق النووى مصمة فى المفاعلات المصرية على أنه فى حالة اندلاع شرارة، يتوقف المفاعل النووى بالكامل.

وأشار إلى أن حادث انفجار تشيرنوبل، كان بسبب أن مادة التهدئة فى غرقة الاحتراق للوقود النووى من اليورانيوم  بعد انشطاره، كانت مادة الكربون، فضلا عن كون المفاعل من الجيل الثانى، بينما جميع مفاعلات الجيل الثالث مواد التهدئة فيها هي الماء، مما يجعلها أكثر أمنا.

"تشرنوبل".. أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعى في تاريخ البشرية

رغم مرور أكثر من ربع قرن على وقوع حادث تشيرنوبيل، فإنها ما زالت تصنف عالميا كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن، ووقعت الكارثة في السادس من أبريل من عام 1986 في القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل بالقرب من مدينة بريبيات في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

وحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.

وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.

وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحابات أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاهن إلى بولندا والدول الإسكندنافية والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.

وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه في مصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.

نرشح لك

أهم أخبار الحمل

Comments

عاجل