المحتوى الرئيسى

قصة وطن كما ترصدها عيون الأطفال في سوريا

02/23 16:36

إضافة إلى ضعف الرقم الأخير لاجئين داخل سوريا نفسها، وخلف كل شخص من هؤلاء قصة أمل وحلم ومأساة ومعاناة تتجاوز بكثير كونه رقمًا في لوجوس الأرواح المتطايرة في هذا العالم.

في كل حارة يوجد قصة لطفل يعيش طفولته كرجل ناضج لديه مسؤوليات، حين التعمق في داخل كل إنسان يحوي في نفسه كونًا بأكمله، وحتى وإن كانت نفس طفل صغير بريء الملامح، غض الأطراف، رقيق المشاعر والأنامل، فكانت الحكايات تتعدى الأرقام والإحصاءات والأنباء، فهي قصة وطن كما ترصدها عيون أطفاله.

طفلة سورية لا تتجاوز العاشرة من العمر تحمل بين يديها أخاها الرضيع في أحد مراكز الإيواء، هل يمكن أن تُجبر الظروف طفلة أن تصير أمًّا في مثل تلك السن الصغيرة؟.. لقد أصبحت فتاة ناضجة قبل أن تنضج، فالحرب قتلت أبها وأمها وكان القدر إلى جانبها مع أخاه الصغير ليتم إخراجها من قبل إحدى المنظمات الدولية وتأمينها بمكان آمن خارج سيطرة الإرهاب وأعماله…

لم تغب البسمة على وجه نسمة، رغم أنه لم يبق لديها سوى أخها الذي يزيدها بالعمر بضعة أعوام…محمد ذو الثانية عشر، الذي أمسكها بيدها واستطاع الخروج بها من مخيم اليرموك رغم إصابته بشظية هاون برجله اليمنى، إلا أنه لم يستسلم لظروف الحرب القاسية، التي أجبرته أن يصبح أباً وأخاً في آن واحد…تقول بسمة: أخاف من الليل جداً ولا أستطيع النوم إلا حين يمسك أخي محمد بيدي فأشعر بالأمان ولا أشاهد الكوابيس المرعبة..

يكمل محمد، أنا أحب أختي بشدة، أريد أن أحميها من الأشياء السيئة فقد رأت ما يكفى من أعمال الإرهاب، خاصة أننا فقدنا أهلنا وهُدِم منزلنا.

ثلاثة أطفال، تُرى ماذا تكون ألعابهم؟ في زمن فقدوا فيه كل شيء…يقول لؤي وهو أحد الأطفال الثلاثة الجالسين على الأرض بعد يوم متعب من العمل وكانوا قد احضروا بعض حبات الفاصولياء البيضاء لتكون بدل الدحاحل وهي لعبة للأطفال الذكور في سوريا، نحن أطفال ونحب اللعب ولا يستطيع أهلنا شراء الألعاب فهي غالية جداً فنحن نعمل لكي نساعدهم في تأمين أجار المنزل، لذلك نقوم بصنع ألعابنا بيدنا لكي نمرح قليلاً. 

لحظة خاطفة من السعادة يصنعها الطفل موسى، بصحبة أخيه الأصغر مصطفى، يقول موسى، إنه سعيد لأنه سيغني في عيد ميلاد صديقه، الذي استشهد والده بإحدى المعارك في ريف دمشق، فهو يحب الغناء ويريد أن يصبح فنانا في المستقبل ليرسم الفرحة والأمل على وجوه السوريين، ولكن هل يفلح الغناء في قهر المعاناة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل