المحتوى الرئيسى

الدواعش: «ذئاب منفردة» فى القاهرة وبؤرة لحشد وتفريخ الإرهابيين فى سيناء

02/23 10:06

شهدت فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وما أعقبها من أحداث، لا سيما بعد فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة» المسلحين، انضمام عدد من العناصر المتطرفة لتنظيم «داعش» الإرهابى للمشاركة فى حربه الدائرة فى سوريا والعراق، ثم عودتهم من جديد إلى مصر للانضمام إلى فرع التنظيم فى سيناء، فما كان منهم إلا أن حاولوا تطبيق فلسفة التنظيم الإرهابى المتمثلة فى نقل سيناريو الفوضى السورى إلى سيناء وجذب عدد أكبر من الإرهابيين إلى تلك البؤرة والسيطرة على التنظيمات الموجودة بها، والأمر الثانى هو تطبيق نظرية «الذئاب المنفردة»، وهو ما تم بالفعل فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية مؤخراً، ونجح «الدواعش العائدون» إلى سيناء فى السيطرة على تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، بعد أن كان ينتمى لتنظيم القاعدة، فخلع بيعة الأخير، ليعلن «بيت المقدس» مبايعة أبى بكر البغدادى، فى نوفمبر 2014، لتتغير استراتيجية التنظيم بعد ذلك التاريخ فى تكثيف حملاتها ضد الجيش والشرطة، وتصبح أكثر شراسة بقتل المدنيين العزل من أهالى سيناء، لا سيما الأقباط، وأدخل «الدواعش العائدون» أساليب جديدة للقتل على فكر «بيت المقدس» الإرهابى، بحسب ما ظهر فى الفيديوهات والصور التى ينشرها التنظيم، وذلك من خلال «الذبح والنحر» و«الرجم»، وهى طرق جديدة على التنظيم خرجت من رحم التنظيم الأصلى فى العراق وسوريا، ونقلها «الدواعش الجدد». لم يكتف التنظيم فقط بالمصريين الدواعش العائدين من بطون التنظيم فى العراق وليبيا وسوريا، بل استقدم عناصر غير مصرية للمشاركة فى عملياته بسيناء، بدعوى أنه لا حدود جغرافية أو قومية بين الدول الإسلامية، على حد تعبير قيادات التنظيم، وظهر ذلك بوضوح من خلال مشاركة عناصر أجنبية فى عمليات التنظيم الإرهابية، وكان من بينها ما عرف باسم «صولة الأنصار 2» التى شن خلالها عناصر التنظيم عمليات إرهابية فى أبريل 2014 استهدفت عدداً من الكمائن الأمنية فى سيناء، وقسم ثالث العريش، ونشر التنظيم فى ذلك الوقت فيديو لكواليس عملياته الإرهابية «صولة الأنصار2»، ليفجر خلاله مفاجأة تتمثل فى مشاركة عناصر إرهابية من سوريا فى الهجوم الإرهابى، بعد أن ظهر أحد عناصر التنظيم، خلال تجهيز المتفجرات، للهجوم على قسم ثالث العريش، قائلاً: «جئناكم من أرض الشام خصيصاً»، ما يعنى أن التنظيم استعان بعناصر مدربة من سوريا على صناعة المتفجرات، وهو ما فسر تشابه عملية الهجوم على قسم ثالث العريش بعمليات «داعش» فى سوريا والعراق، كما كشفت العناصر الجهادية، بعد الهجوم الإرهابى، هوية منفذ عملية تفجير قسم ثالث العريش، الذى ظهر فى الفيديو ويدعى «أبوبكر المهاجر»، حيث قالت العناصر الجهادية، عبر «فيس بوك»، إنه ليس مصرياً وقضى فترة من عمره فى أفغانستان.

مسلحون تدربوا فى سوريا استحدثوا أساليب «الذبح والرجم» فى مصر.. واستحلوا دماء المواطنين الداعمين للجيش والشرطة

إرهاب تنظيم داعش لم يتوقف عند سيناء فقط، بل حاول التنظيم نقل عملياته الإرهابية إلى باقى محافظات مصر، من خلال تشكيل خلية إرهابية تابعة له، كان أبرزها ما عُرفت إعلامياً بـ«خلية عرب شركس»، التى نفذت المحكمة العسكرية فى 17 مايو 2015، حكم الإعدام بحق 6 متهمين منضمين إليها فى القضية المتعلقة بالاعتداء على رجال القوات المسلحة، وارتكاب أعمال إرهابية ضد رجالها ومنشآتها، بعد أن نجحت قوات الأمن فى القبض على عناصرها فى 19 مارس 2014، فى مداهمة لمخزن للمتفجرات فى منطقة عرب شركس بمحافظة القليوبية، الأخطر فى ملف «عرب شركس» هو تلقى بعض عناصر هذه الخلية تدريبات على يد تنظيمات إرهابية فى سوريا، حيث اعترف 4 من المتهمين، طبقاً لتحقيقات النيابة العسكرية، أنهم سافروا إلى سوريا خلال عامى 2012 و2013، للمشاركة فى الحرب ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ومن بين هؤلاء المتهمين «عبدالرحمن سيد رزق أبوسريع»، الذى قال فى تحقيقات النيابة إنه سافر مرتين إلى سوريا، الأولى أثناء حكم محمد مرسى فى 2013، والثانية بعد الإطاحة بحكم الإخوان مباشرة، لمشاركة بعض التنظيمات السورية فى حربها ضد «الأسد».

إرهابيو «عرب شركس» سافروا إلى سوريا لمحاربة «الأسد» قبل العودة إلى مصر لتكرار سيناريو «الفوضى»

وبعد عودة خلايا التنظيم من سوريا إلى مصر وتلقيها التدريبات اللازمة على يد الجماعات الإرهابية، بدأت فى وضع مخطط لنقل السيناريو السورى لـ«القاهرة»، حيث نفذت خلية «عرب شركس» عدداً من العمليات الإرهابية، ووفقاً لأوراق القضية، من بينها تنفيذ هجوم مسلح استهدف حافلة تقل جنوداً فى الجيش فى منطقة الأميرية بالقاهرة، وأسفر عن مصرع مساعد بالقوات المسلحة فى 13 مارس 2014، وقتل 6 جنود فى كمين للشرطة العسكرية فى منطقة مسطرد فى 15 مارس 2014، وقتل العميد ماجد أحمد إبراهيم والعقيد ماجد أحمد كامل من ضباط سلاح المهندسين بالجيش المصرى (خبراء مفرقعات) أثناء محاولتهما إبطال مفرقعات كان المتهمون زرعوها فى المخزن المهجور قبل القبض عليهم، وبعد تنفيذ حكم الإعدام بحق إرهابيى «عرب شركس»، وهم هانى مصطفى أمين عامر، ومحمد بكرى محمد هارون، ومحمد على عفيفى، وعبدالرحمن سيد رزق (19 عاماً)، وإسلام سيد أحمد إبراهيم، خالد فرج محمد، هدد تنظيم بيت المقدس، المنتمى لداعش، بالانتقام لهم، وهو ما حدث بالفعل بعد ثلاثة شهور من إعدامهم، حيث تبنى تفجير مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، الذى تم استهدافه بواسطة سيارة مفخخة فى أغسطس 2015، انتقاماً لإعدام خلية «عرب شركس»، وفقاً للتنظيم، أما وليد بدر فهو أحد الإرهابيين الذين تدربوا بالخارج وعادوا لمصر لتنفيذ محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، التى كادت تصنف على أنها الأكبر والأكثر تأثيراً وضرراً على وزارة الداخلية، لولا فشلها، وهو بطل تلك المحاولة وظهر فى فيديو بثه تنظيم «بيت المقدس» وأعلن خلاله مسئوليته عن محاولة الاغتيال من خلال بيان حمل عنوان «بيان تبنى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصرى»، وقال فيه إن انتحارياً نفذ الهجوم على موكب الوزير إلا أن اللواء محمد إبراهيم نجا من محاولة اغتياله حين انفجرت سيارة ملغومة لدى مرور موكبه وهاجم مسلحون سيارته بالرصاص.

«وليد بدر» تلقى تدريبات عسكرية فى أفغانستان والعراق وعاد لمصر للمشاركة فى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق

وليد بدر، هو أحد ضباط القوات المسلحة الذى تم تسريحه بعد أن تبينت توجهاته المتطرفة، ويعتبر من العناصر الجهادية التكفيرية التى ذهبت إلى أفغانستان والعراق فى وقت سابق، حسب تصريحات إعلامية سابقة للواء عبدالفتاح عثمان، المتحدث باسم وزارة الداخلية فى ذلك الوقت، وتم القبض عليه فى إيران أيضاً، ليعود بعدها إلى مصر؛ من أجل تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن، ولم يتوقف خطر العائدين من رحم التنظيمات الإرهابية الموجودة فى سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان، على المشاركة وتنفيذ عمليات إرهابية فى بلدانهم الأصلية، بل امتد إلى إعداد أجيال جديدة من الإرهابيين، وتشكيل ما يسمى بـ«الذئاب المنفردة»، التى يعتمد عليها تنظيم داعش فى ضرب البلدان من الداخل، من خلال تجنيدهم، فالذئاب المنفردة هم من ينفذون هجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، لكنهم ينفذون هجمات مسلحة بدوافع عقائدية،

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل