المحتوى الرئيسى

القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية: شباب التيار الإسلامى مغرر بهم.. ودولهم على علم بسفرهم

02/23 10:06

قال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية، إن سيناريو «العائدين من أفغانستان» يعيد نفسه حالياً، مع اقتراب الأزمة السورية من الانتهاء، موضحاً أن شباب «التيار الإسلامى» الذين يقاتلون فى صفوف المسلحين فى سوريا سافروا إلى هناك بعلم وتشجيع من دولهم، وأكد «إبراهيم» فى حواره لـ«الوطن» أن مئات العائدين من سوريا موجودون فى السجون المصرية حالياً، وأن روسيا وأمريكا اتفقوا على تصفيتهم، قبل أن يسببوا أزمات لدولهم وللعالم. وإلى نص الحوار:

«ناجح»: معظم الذين عادوا فى السجون الآن.. وأمريكا وسوريا اتفقتا على الخلاص منهم

■ هل تتكرر ظاهرة «العائدين من أفغانستان» بعد أن تنتهى الحرب فى سوريا؟

- المشهد تكرر بالفعل بنفس الشكل، وعندما بدأ الشباب يذهب لسوريا قابلت أحد الأشخاص الذين يحثون على هذا الأمر، وأخبرته أننا أمام أفغانستان جديدة، فالمخطط أمريكى لتحجيم دور إيران وحزب الله فى سوريا وتضييق الخناق على حزب الله فى لبنان، وهذه قضية لا شأن للناس بها، الذين سيذهبون إلى هناك إما سيموتون أو يعودون من سوريا مثل «العائدين من أفغانستان».

■ هل عادت هذه المشاركة فى حرب سوريا بأى نفع على التيار الإسلامى؟

- قلت لنفس الشخص الذى كنت أحدثه إن المشاركة فى الحرب فى سوريا لن تفيد الإسلاميين فى شىء؛ فإما أن تؤدى إلى قتل أو سجن أبنائهم فى مشروع غربى فى المقام الأول، مثل سيناريو أفغانستان، وقلت له: «القدس أقرب إلينا من أفغانستان وتحرير القدس أولى من تحرير أفغانستان»، لكن عندما يُشحن آلاف الشباب كى يحاربوا الاتحاد السوفيتى هناك، ونترك القدس فهو أمر غريب وتكرر الأمر فى الملف السورى.

■ كيف تم إقناع هؤلاء المحاربين بالخروج إلى سوريا؟

- ذهبوا لتحرير سوريا من بشار الأسد، ولو كان الموضوع منطقياً لذهبوا لتحرير القدس المحتلة.

■ هل ترى تشابهاً بين دور باكستان فى حرب أفغانستان ودور تركيا فى حرب سوريا؟

- باكستان فى الملف الأفغانى توازيها تركيا فى الملف السورى، فباكستان هى التى تولت عمليات إدخال المحاربين والمجاهدين لأفغانستان ومنحت محافظة كاملة للجهاد الأفغانى، وباكستان بعد أن صنعت طالبان هى التى حاربته وبعد ذلك سلمتهم لبلادهم، وسوف يتكرر هذا الأمر، فتركيا وأمريكا سوف تسلمان هؤلاء لبلادهم ويعودون إلى السجون من حيث أتوا.

قلت لأحد الذين يحثون على القتال فى سوريا: القدس أقرب إلينا.. ومن سيذهبون إلى هناك سيموتون أو يعودون كإرهابيين لبلادهم.. و100 ألف شاب غُرر بهم

■ وهل تحقق لهؤلاء المجاهدين شىء مما كانوا يرغبون؟

- صدقت نبوءتى لأن المشهد واحد، ونحن أمام جدلية «يعنى انت رايح تحرر سوريا من السوريين»!، وتحارب جيش عربى أياً كان موقفك منه، فحتى لو كان النظام السورى فاسداً فأنت تسببت فى وقوع الكثير من المفاسد زيادة على ذلك، ومنذ فترة كل شخص يعود من سوريا يتم القبض عليه ولدينا المئات من هذه الحالات منذ فترة، وهذا ملف كامل اسمه «العائدون من سوريا» وكل العائدين عن طريق تركيا تم إلقاء القبض عليهم، فالإسلاميون حوصروا بالفعل، وأمريكا تضربهم من ناحية والنظام السورى يضرب من الناحية الأخرى وحزب الله وميليشيات إيران والميليشيات الشيعية.

■ فى الحرب السورية من العدو ومن الحليف ومن المنتصر ومن الخاسر؟

- كل طرف يحارب لمصلحة أطراف دولية، وفشل هذا المشروع وجرت العادة على أن الضحية يكون الإسلاميين فى النهاية، فقد قتل من عناصر الإسلاميين نحو 100 ألف، وكل الأشخاص الذين أعرفهم وذهبوا قُتلوا هناك والبقية فى السجون والبقية أصبحوا مطاردين ومحاصرين، والفترة المقبلة ستكون أكثر صعوية عليهم، لأنهم لن يكون لديهم وطن ولا جنسية ولا أى شىء ولن تقبلهم أى دولة، وهناك شباب غُرر به يقدر عددهم بنحو 100 ألف آخرين غير من قتلوا وهؤلاء لم يذهبوا كرهاً عن أوطانهم، فلا يوجد شخص خرج من بلاده سواء من فرنسا أو تونس إلا وكانت دولته على علم بذلك ومرحبة بالأمر أيضاً، وهؤلاء ذهبوا ليحاربوا من أجل مشروع غربى أمريكى خليجى تركى، ولا يهم ما ستؤول إليه أحوالهم بعد ذلك، فمن يقتل يقتل ومن يعود يسجن، وهكذا يتم المشروع على حساب الإسلاميين الذين خسروا المعركة والشعب السورى هو الخاسر الأكبر فى هذه الحرب، وكل الذين عادوا فى السجون، كل فى دولته.

■ وكيف تتابع تطورات ملف العائدين فى مصر وباقى الدول؟

- هذا ملف محزن لأن العائدين من أفغانستان رغم أنهم كانوا مخلصين إلا أنهم عادوا فوجدوا الإعدامات والسجون فى انتظارهم، وماذا يكون دورهم بعد ذلك، وعلى عزت بيجوفيتش بعد انتهاء القتال بين البوسنة والهرسك عرض عليهم أن يتم منحهم الجنسية البوسنية وأن يعيشوا كمواطنين فى الدولة التى شاركوا فى تحريرها وبعضهم عاش هناك وتزوج والبعض عادوا إلى بلادهم فتم القبض عليهم بعد أن ضحوا وبذلوا الجهود لتحرير البوسنة.

حكومة «أردوغان» ستسلم المقاتلين فى سوريا لبلادهم بعد انتهاء الحرب

■ من المسئول عما جرى وعن مستقبل هؤلاء الشباب؟

- هذه مأساة، ليست مسئولية الشباب وحده والكثير من هؤلاء الشباب مهندسون وأطباء وأساتذة فى الجامعات وبعضهم تزوج من سوريات وأنجب أولاً ثم غاب عنهم فزاد عدد الأيتام، وروسيا أعلنت أنها قتلت وحدها 30 ألف جهادى فى سوريا، وأمريكا وروسيا اتفقتا على قتل كل المقاتلين هناك، على الرغم من أن أمريكا هى التى استخدمتهم فى الحرب السورية، وقدمت تسهيلات لدخولهم عبر تركيا ولا يوجد شخص خرج من دولته إلا بتشجيع منها، وفى مصر هنا خرجوا طواعية وبتشجيع من الموجودين قبل 30 يونيو، وأعنى نظام الإخوان، وحلفاءهم.

■ كم يقدر عدد العائدين ليس لمصر وحدها؟

- أعرف المئات من المصريين الذين قتلوا ومنهم شخصيات قيادية كبيرة.

■ الذين لم يقبض عليهم ويشكلون خطراً على سيناء.. ماذا عنهم؟

- أعدادهم وبياناتهم معروفة وسيتم سجنهم فور عودتهم، فكل أجهزة المخابرات العالمية تعمل هناك، المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الإيرانية وغيرهما الكثير، وسيتولون القبض على هؤلاء وترحيلهم إلى بلادهم، وهذا المشهد يعيد للأذهان نفس الطريقة والنهج الذى اتخذته باكستان مع تنظيم طالبان، فهى التى ساعدت على تنميته وإنشائه، وبعد أن انتهى دور باكستان تنكرت لها أمريكا وهو ما يحدث الآن مع تركيا وكان يجب على تركيا أن تفهم هذا الدرس، ويعتقد البعض أن بعد انتهاء دور ضياء الحق تم تفجير طائرته، لأنه كان أبوالمشروع النووى حتى لا تكون باكستان دولة قوية واليوم أو غداً سيتنكرون لأردوغان بعد ما بذل فى هذا المشروع فى سوريا.

■ فى أفغانستان كان العدد قليلاً مقارنة بتصريحكم عن ضخامة الأعداد فى سوريا هل يشكل ذلك فارقاً بين المشهدين؟

- أفغانستان كانت بعيدة جغرافياً على العكس من سوريا والذين ذهبوا إلى أفغانستان ذهبوا بإرادة بلدانهم، بمعنى أن الدول هى التى تصرح وتسمح بذلك ثم تعود لتسجن هؤلاء الذين أرسلتهم بإرادتها، والذين نزحوا من تونس وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وعندما تنامى خطر «داعش» وزادت عملياتها فى أوروبا رفع هؤلاء أيديهم، وهو ما حدث مع القاعدة عندما نفذت هجمات 11 سبتمبر، وكل ذلك على حساب الشعوب، 11 سبتمبر دفع ثمنها الشعب الأفغانى فقتل وجرح منهم نحو مليون شخص.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل