المحتوى الرئيسى

جياكوميتي.. نحات آثر شظف العيش على الشهرة

02/23 08:55

ألبرتو جياكوميتي نحات سويسري، يعد من أبرز وجوه الحركة السريالية في باريس خلال الثلاثينيات، درس النحت في بلده وفي إيطاليا وفرنسا، وآثر حياة التواضع وشظف العيش عكس رفاقه، اشتهر بتماثيله ذات الوجه الدائري وأجسام على هيئة خطوط مستقيمة، توفي عام 1966.

ولد ألبرتو جياكوميتي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1901 في بلدة بيرغل السويسرية، بالقرب من الحدود الإيطالية، وبها قضى طفولته، وكان من نسل اللاجئين البروتستانت الهاربين من محاكم التفتيش، والده كان رساما معروفا يدعى جيوفاني جياكوميتي.

التحق جياكوميتي عام 1919 بمدرسة للفنون الجميلة في جنيف، وبين عامي 1920-1921 قام برحلة للدراسة في إيطاليا، توقف خلالها طويلا في البندقية، حيث أدهشته لوحات الفنان "تنتوريتو".

ثم انتقل في يناير/كانون الثاني 1922 إلى العاصمة الفرنسية باريس لدراسة النحت، وكانت باريس وقتها تعج بالأفكار الجديدة وبالفنانين الكبار من أمثال بيكاسو وسترافنسكي.

ترعرع جياكوميتي في بيئة تعشق الفن وتمارسه، حيث كان والده رساما وكذلك اثنان من إخوته، وبعض أفراد أسرته، وظهرت لدية ملكة فن التصوير والنحت منذ صغره، حيث كان يعمل في ورشة والده.

وانفجرت موهبة الفنان السويسري في باريس من خلال عمله النحتي، حيث قدم لوحات ورسوما ومحفورات وأعمالا من الجص والبرونز، لكنه مارس أيضا فني الرسم والتلوين بالمهارة نفسها، كما يتجلى ذلك بقوة في المعارض التي أقيمت له.

تأثر بالعديد من التيارات وعرفت حياته تحولات عدة، فقد تأثر جياكوميتي بالتيار التكعيبي الذي كان الفنانان بابلو بيكاسو وجورج براك من رواده، لكنه انجذب بعدها إلى الحركة السريالية (1930-1934) ليصبح لاحقا من أبرز نجومها.

وانطلقت شهرته من خلال الرسوم واللوحات الزيتية التي أنجزها خلال هذه الفترة، من بينها منحوتته الشهيرة "الرجل الذي يمشي" و"كرة معلقة"، و"منقاش في العين"، و"امرأة مذبوحة".

كما تأثر جياكوميتي بالفن الفرعوني والسومري والبيزنطي والأفريقي والأوقياني والأزتيكي، إلى جانب الفن الأتروري الذي اكتشفه باكرا في متحف اللوفر بباريس، خلال الأبحاث التي قادها أثناء مرحلته السريالية وسعى فيها خلف حلول مركبة غامضة مثالية لاستحضار أشكال جديدة ترضي توجهاته الطليعية.

وتحول إنتاج هذا الفنان منذ عام 1932 إلى الرمز، وأنجز خلال هذه الفترة التمثال الرمزي المشهور "قصر في الساعة الرابعة صباحا"، وهو بناء غريب تبدو في جدرانه الرمزية حركات حية، توحي بالتنقل والاستقرار في آن واحد.

وفي مرحلة أخرى غيّر النحات السويسري أسلوبه جذريا. 

وقد وصف أحد النقاد منحوتات جياكوميتي بأنها "لا تخضع للفكرة السائدة حول النحت، تنتصب أمامنا وتبدو معزولة عما سواها كأنها من طبيعة أخرى، تشعر معها بحالة من الرهبة والقلق، كأننا أمام أصنام سحرية لديانة مجهولة".

وفي كتابه "الجرح السري.. مرسم ألبرتو جياكوميتي"، يرى الكاتب الفرنسي الشهير جان جينيه أن فن جياكوميتي هو "اكتشاف الجرح السري عند كل الكائنات وحتى في كل الأشياء لكي يضيئها، ففي لوحاته تتبدى أول ميزة وهي الكشف عن الجوهر الفريد وإبرازه في ثنايا الشخوص، سواء كانت هذه الشخوص جميلة أو مشوهة".

ارتبط جياكوميتي بصداقة مع أدباء وشعراء، والتقى بأستاذ الفن التجريدي الإسباني بيكاسو (1881-1971)، لأول مرة في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل