المحتوى الرئيسى

عمر عبد الرحمن.. الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بمصر

02/23 00:58

الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر. عرف بمواقفه المعارضة لنظامي الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات،  ظل أسيرا في السجون الأميركية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة

ولد الشيخ عمرhref="/tags/2085-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86">عمر عبد الرحمن في الثالث من مايو/أيار 1938 في الجمالية، إحدى مدن محافظة الدقهلية في دلتا النيل، ويعرف "بالشيخ الكفيف"، إذ فقد بصره في العام الأول لولادته، وله تسعة ذكور وبنتان، أرسل اثنين منهما إلى أفغانستان؛ أحدهما قُتل عام 2011 في غارة أميركية.

أتم الشيخ عبد الرحمن حفظ القرآن الكريم كاملا عندما بلغ سن 11، وبعد دراسة طويلة بالمعاهد الأزهرية، التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج عام 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

وحاز من الجامعات المصرية على البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه التي كان موضوعها "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة".  

عُين الشيخ عبد الرحمن بعد تخرجه في وزارة الأوقاف إماما لمسجد في قرية بمحافظة الفيوم التي تقع إلى الجنوب الغربي من القاهرة، وعمل معيدا بالكلية التي تخرج فيها مع استمراره في العمل بالخطابة.

وعام 1973 عُين مدرسا بكلية أصول الدين جامعة الأزهر في مدينة أسيوط (جنوب البلاد)، وقضى بها أربع سنوات، ثم أعير إلى كلية البنات بالعاصمة السعودية الرياض حتى 1980، عاد بعدها إلى مصر.

دعا إلى وجوب إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لاعتبارات تتعلق بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

ومن مواقف الشيخ عبد الرحمن أنه أعلن من سجنه تأييده مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية بمصر عام 1997، بعد مراجعات لفكرها ومنهجها.

تميزت حياة الشيخ عبد الرحمن بمسيرة حافلة بالمضايقات والاعتقالات في بلاده مصر وفي الولايات المتحدة الأميركية التي هاجر إليها لاحقا.

عارض الشيخ عبد الرحمن نظامي الرئيس عبد الناصر والسادات، مما جعله عرضة لمضايقات قوات الأمن المصرية وقتذاك.

وبسبب آرائه السياسية المعارضة للنظام الناصري أوقف عن العمل، قبل أن يتم اعتقاله بعد مضايقات أمنية؛ بسبب تنديده في إحدى خطب الجمعة بحكم عبد الناصر، إذ تم اعتقاله ثمانية أشهر حتى أفرج عنه في صيف 1971.

وعقب خروجه من السجن، دعا إلى وجوب إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لاعتبارات تتعلق بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

وبحلول السنوات الأولى من الثمانينيات طورت الجماعة - التي كان الشيخ الضرير زعيما روحيا لها-معارضتها للنظام، وتحالفت مع تنظيم الجهاد للإطاحة به في فترة بلغ فيها الاحتقان السياسي في مصر ذروته بإصدار أنور السادات في الخامس من سبتمبر/أيلول 1981 أوامر باعتقال 1536 شخصية من جميع ألوان الطيف السياسي المعارض، من بينهم مئات الإسلاميين.

وعارضت الجماعة استضافة الرئيس المصري الراحل أنور السادات شاه إيران، ورفضت زيارة السادات الشهيرة للقدس المحتلة وتوقيعه اتفاقية كامب ديفد مع إسرائيل، وتوافقت في هذا الموقف مع جماعة الإخوان المسلمين والقوى اليسارية.

وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981 اغتالت مجموعة من الجماعة وتنظيم الجهاد بقيادة الملازم أول خالد الإسلامبولي أنور السادات أثناء حضوره العرض العسكري السنوي لذكرى انتصار أكتوبر 1973.

ووقف عبد الرحمن أمام المحكمة العسكرية في مصر في أكتوبر/تشرين الأول 1981، مداناً "بالتحريض على اغتيال الرئيس السادات"، قبل أن تبرئه المحكمة نفسها في ما بعد.

وقال ضمن بياناته أمام المحكمة "إنني مطالب أمام ديني وأمام ضميري بأن أدفع الظلم والجبروت، وأرد الشبهة والضلالات، وأكشف الزيغ والانحراف، وأفضح الظالمين على أعين الناس، وإن كلفني ذلك حياتي وما أملك. أنا لا يرهبني السجن ولا الإعدام، ولا أفرح بالعفو أو البراءة، ولا أحزن حيث يحكم علي بالقتل، فهي شهادة في سبيل الله، وعندئذ أقول: فزت ورب الكعبة، وعندئذ أقول أيضًا: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي".

ورغم البراءة، فقد ظل عبد الرحمن محبوساً، حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة "قيادة تنظيم الجهاد وتولي مهمة الإفتاء بالتنظيم"، غير أنه حصل على البراءة أيضا في هذه القضية، التي استمرت ثلاث سنوات.

وبعد خروجه من السجن عام 1984، عاد مرة أخرى إلى الدعوة تحت مظلة تنظيم الجهاد، وسط مساومات من جانب الأجهزة الأمنية لتحجيم حركته، حتى فرض عليه الأمن الإقامة الجبرية بمنزله مدة عامين.

سافر بعد ذلك لأداء العمرة بالسعودية، ومن هناك توجه لعدة دول منها باكستان، والسودان، حيث تمكن من الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة من السفارة في الخرطوم عام 1990.

وتوجه إلى الولايات المتحدة، وأقام في ولاية نيوجرسي، لكنه اعتُقل بتهمة التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 رغم إدانته ورفضه علانية ذلك التفجير.

وأدين الشيخ عبد الرحمن أيضا بالتخطيط لاعتداءات أخرى رغم نفيه علاقته بها، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة مع قطع الاتصالات عنه، مع العلم أنه حوكم بقانون استثنائي.

ولم يدل عبد الرحمن بشهادته أمام المحكمة، لكنه في جلسة النطق بالحكم ألقى كلمة مؤثرة استمرت أكثر من تسعين دقيقة من خلال مترجم ودافع عن براءته، وأدان الولايات المتحدة، وقال إنها عدو لدينه. وأضاف "لم أرتكب أي جريمة سوى أني أتحدث مع الناس عن الإسلام".

واتهمت عائلته النظام المصري بتثبيت التهم عليه، حتى أن القاهرة رفضت تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة.

أصيب الشيخ عبد الرحمن وهو في سجنه بعدة أمراض، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، ولم يكن يستطع الحركة إلا على كرسي متحرك، وزادت معاناته في ظل احتجازه مدة طويلة في حبس انفرادي دون مرافق، وقطع الاتصالات الخارجية عنه.

ودفعت الإجراءات المشددة على الشيخ الضرير في السجن الانفرادي إلى حملة تضامن عالمية، وتولى الدفاع عنه محامون من مصر والولايات المتحدة، من بينهم وزير العدل الأميركي الأسبق رمزي كلارك.

غير أن المناشدات الدولية والإنسانية لم تفلح في الإفراج عن هذا الرجل، وناشد حزب البناء والتنمية -المنبثق عن الجماعة الإسلامية- الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض العفو الصحي عن الشيخ، لكن دون جدوى.  

Comments

عاجل