المحتوى الرئيسى

أمريكا ولاندروڤر ..والسنوات الذهبية ! | المصري اليوم

02/23 00:52

فى الساعات الأولى من صباح السبت الماضى، غادرت القاهرة إلى ميونخ، ومن هناك إلى لوس أنچلوس. قضيت الليل فى سانتا مونيكا، لأعود فى صباح اليوم التالى من جديد إلى مطار لوس أنچلوس أو «توم برادلى». هناك، كانت طائرة خاصة تحمل علامة لاندروڤر فى انتظارى، أنا -كممثل وحيد عن مصر- ومجموعة محدودة جدا من صحفيين السيارات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتنقلنا إلى وجهتنا النهائية، «يوتا»، ولاية تقع بين نيڤادا وكولورادو وأريزونا.

الرحلة استغرقت ساعتين من لوس أنچلوس إلى مطار «St. George»، كانت تنتظرنى Discovery الجديدة، لتصحبنى فى سلسلة من المغامرات المتنوعة، وغير المتوقعة «تماما» على مدار ٤٨ ساعة!.

فى ديسمبر الماضى كتبت تحت عنوان «بين ٢٠٠٦ و٢٠١٦ أين ذهبت شجاعتنا؟!»، فى هذا المقال تحدثت عن التغيرات الكبيرة التى شهدتها مهنة صحافة السيارات على مدار السنوات الماضية، تغير كل شيء!، عدد كبير الآن من المنتمين إلى صحافة السيارات لا يجيدون القيادة، المنظمون أصبحوا أكثر حذرا، المهنة كانت أكثر إثارة منذ عشرة سنوات، كنا نقود السيارات السريعة بسرعة!، وهذا يبدو منطقيا جدا!، لأنها صُنعت ليتم قيادتها بسرعة، ولكن لم يعد هذا متاحا فى معظم الأحيان الآن إلا فى التجارب التى يتم تنظيمها داخل حلبات سباق مغلقة وهذا يقتصر على عدد محدود جدا من شركات السيارات.

بخصوص سيارات الدفع الرباعى والسيارات الرياضية الخدمية الـ SUV، لم يختلف الأمر كثيرا عن السيارات السريعة، بل فى الواقع أصبح أكثر تعقيدا، القيادة على الرمال الناعمة أو الصخور أو الغابات أو الطين تتطلب حد أدنى من المهارة فى التحكم بالسيارة، فى الماضى كانت تلك الرحلات أشبه بمغامرات حقيقية، بعد عدة ساعات من القيادة على الكثبان الرملية أو داخل غابة أو على مسارات جبلية خطرة، كنا لا ننجح فقط فى التعرف على قدرات السيارة، بل كنا ندفع أيضا حدود قدرتنا مع كل مغامرة ومع كل سيارة. لأن السيارات تأتى من مدارس مختلفة تماما، تجمعها بالطبع بعض العناصر الأساسية، لكن تظل لكل علامة شخصيتها المميزة والمختلفة أيضا، وهذا كان يساعدنا كصحفيين للسيارات أن نطور مهارتنا. كل سيارة أو كل شركة بارعة فى جزئية محددة. مع الوقت تغير كل شيء أيضا. التجارب أصبحت تتم فى «تراكات» مجهزة تحاكى الظروف القاسية ولكنها ليست «قاسية» فعلا، وأصبحت تتم تحت إشراف دقيق لتفادى أية إصابات.

لذلك لم أكن أتوقع الكثير عندما وصلت المطار فى «يوتا»، جلست فى السيارة وانطلقت فى تلك الرحلة التى استمرت لـ ٤٨ ساعة!، قمت خلالها بالقيادة من «يوتا» إلى «أريزونا» مرورا بـ«جراند كانيون». القيادة فى تلك المساحات الشاسعة لها طعم أخر، وخصوصا عندما يكون عليك قطع مسافات تقترب لـ ٦٠٠ كم على يومين، طريق سريع مستقيم لا ترى عينك سوى مساحات شاسعة وجبال شاهقة الارتفاع على الجانبين ولا ترى بالطبع نهاية الطريق!، عندما طال زمن القيادة على الطرق الممهدة وجدت ذلك منطقيا إلى حد ما. السيارة هى الجيل الجديد من Discovery واحدة من أشهر سيارات الدفع الرباعى فى العالم، اسمها يفسر قدراتها بنسبة ١٠٠٪، باختصار الُمغامِرة الكاشفة!، هذه ليست صفات جديدة أبدا، الجديد هو كل ما تمت إضافته على شخصية السيارة الُمغامِرة وقدراتها الاستكشافية، وهو ما كان علينا اكتشافه على الطرق الممهدة، جودة القيادة، الهدوء، ومستوى الرفاهية التى أصبحت توفره السيارة، بعد ثلاثة ساعات ونصف تقريبا من القيادة على الطريق السريع المستقيم، أشار الـ GPS أخيرا إلى مخرج غير ممهد من الطريق العام.

بدأت أقطع صحراء «يوتا» بالسيارة، الرمال متحجرة ولا يوجد شيئا استثنائياً حتى الآن، بعد ما يقرب من نصف ساعة ظهر مضمار مخصص للقيادة حيث يمكن التعرف على قدرات السيارة واستعراضها بشكل جيد. غادرنا المضمار فى طريقنا لمنتجع شهير جدا فى الولايات المتحدة يدعى Amangiri حيث قضيت الليل هناك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل