المحتوى الرئيسى

هل بإمكان ترامب دق إسفين في العلاقة بين موسكو وطهران؟

02/22 17:40

بعد الفوز الانتخابي لدونالد ترامب يتم خلط الأوراق من جديد على ساحة السياسة الدولية. ففجأة يتم إثارة صورة عدائية قديمة: الرئيس الأمريكي الجديد يتهم إيران ليس فقط بأنها الراعي الأساسي للإرهاب الدولي، بل أيضا يعتبرها منبع كل الشر في الشرق الأوسط. وهذا لا توافقه عليه فقط إسرائيل والسعودية، بل حتى تركيا تبدو مقتنعة بموقف ترامب الذي يعتقد أن إيران مسؤولة أيضا عن الحرب الدائرة رحاها في سوريا وتنامي نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق أو الموقف المتعنت للمتمردين الحوثيين في اليمن.

دونالد ترامب يريد سياسة احتواء لطهران. وقد يقتضي ذلك إشراك روسيا الشريك الإقليمي الأهم لطهران: ويفيد تقرير لصحيفة "وال ستريت جورنال" أن الحكومة الأمريكية تبحث عن إمكانيات وضع حد للتعاون العسكري والدبلوماسي بين موسكو وطهران ـ بهدف إنهاء النزاع في سوريا إضافة إلى تقوية الحرب ضد ميليشيا "داعش" الإرهابية.

وهذا ليس بغير المعقول، كما يعتقد علي فائز الذي يقول: "نظرة إلى الماضي تبين أن روسيا استخدمت في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية دوما ورقة إيران". ويضيف خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية بواشنطن  في حديث مع DW: "إيران وروسيا ليسا حليفين استراتيجيين. فشراكتهما ترتكز إلى تخمينات تكتيكية ـ مثلا في سوريا".

إيران تخشى تقاربا بين الولايات المتحدة ألأمريكية وروسيا

طهران وموسكو تدعمان نظام الأسد في سوريا لعدة أسباب مختلفة، كما يؤكد علي فائز: "فبالنسبة إلى إيران من المهم أن يبقى الأسد في السلطة وأن لا يتم تقسيم سوريا". لأن الأسد حليف هام بالنسبة إلى إيران في العالم العربي، وروسيا في المقابل مستعدة للتفاوض وإبرام حلول وسط"، كما يقول خبير الشؤون الإيرانية.

وتحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ليس مرهونا بسوريا. "فالدور الأكبر تلعبه أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم والعقوبات ضد روسيا"، كما يقول فائز. ولن يكون سهلا بالنسبة إلى ترامب إبداء مرونة تجاه روسيا. والرئيس الأمريكي يواجه ضغوطا بسبب اتصالات بعض الموظفين المقربين مع روسيا قبل توليه منصب الرئاسة في الـ 20 من يناير". كما أن هناك شكوكا بشأن تأثير روسيا عبر الشبكة العنكبوتية على نجاح ترامب في الانتخابات.

روسيا فاعل في المحور القائم بين طهران ودمشق

وفي إيران يتم متابعة هذه التطورات بقلق. فالسفارة الإيرانية في موسكو تعمل جاهدة على تقوية العلاقات مع روسيا. وفي منتصف فبراير/ شباط، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية استنادا إلى السفير الإيراني في موسكو عن زيارة المرتقبة لنائب الرئيس الروسي دميتري روغوزين في طهران، حيث من المرتقب أن يقابل وزير الدفاع الإيراني.

وبعدها بقليل ألغى نائب الرئيس روغوزين سفره إلى طهران، وذلك يعود على ما يبدو "لأسباب فنية". وسبب إلغاء الزيارة يعود، حسب صحيفة "كومرسانت" الروسية إلى نشر معلومات حول سفر روغوزين من قبل الجانب الإيراني. وكتبت الصحيفة أن الجانبين كانا يعتزمان طرح موضوعات مستعصية، بينها لجوء الشركاء الإيرانيين إلى شراء طائرات من البلدان الغربية.

ويتهم المحافظون في طهران حكومة حسن روحاني الإصلاحية بإهمال العلاقة مع روسيا عقب الاتفاقية النووية الناجحة. ويقول شعيب بهمان: "العلاقة بين روسيا وإيران تحسنت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. وهناك تعاون عسكري واستخباراتي. ولا يحق لإيران المخاطرة بهذا الأمر". وقال خبير الشؤون السياسية في طهران في حديث مع DW: "علاقات أفضل مع روسيا تشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى دونالد ترامب. لا الديمقراطيون ولا الجمهوريون مهتمون بتحسين العلاقات مع روسيا. والجيش الأمريكي والمخابرات لا تزال تعتبر روسيا العدو رقم واحد. وإيران يجب عليها الاستفادة من الظرف وتحسين علاقتها مع روسيا".

وحتى علي فائز لا يرى إمكانيات متاحة لدونالد ترامب لإضعاف التحالف التكتيكي بين موسكو وطهران. ويشير عكس ذلك إلى المصالح المشتركة لواشنطن وطهران في المنطقة: في الحرب ضد تنظيم "داعش" في العراق أو في العمل داخل أفغانستان. ويقترح فائز بالقول: "إيران يجب أن تبلور سياسة شاملة في التعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد. ويجب عليها مثل روسيا توضيح أولوياتها والاستعداد للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية".

في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 عملت روسيا والصين على عرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتواصلت سياسة البلدين بهذا الشأن إلى اليوم.

يونيو/ حزيران 2012: توصل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وبعض بلدان الشرق الأوسط لاتفاق حول خارطة طريق بشأن حكومة انتقالية في سوريا، والتي لم تر النور إلى يومنا هذا. فيما تواصلت الحرب الأهلية.

نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: احتضنت العاصمة النمساوية فيينا مؤتمر دوليا بشأن سوريا شاركت فيه الولايات المتحدة وإيران وروسيا. وتم الاتفاق على خطة سلام تنص على تشكيل حكومة انتقالية.

ديسمبر/ كانون الأول 2015: وافق مجلس الأمن الدولي على خطة السلام، إلا انه لم يحسم بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد وحول دوره في المرحلة الانتقالية.

يناير/ كانون الثاني 2016 انطلقت في جنيف أشغال مؤتمر السلام في غياب الشخصيات المعارضة الرئيسيين. وقد فاوض ستافان دي ميستورا المفوض الدولي الخاص بسوريا طرفي النزاع كل على حدة، بعد رفضهما لمفاوضات مباشرة.

فبراير/ شباط 2016: عقدت الولايات المتحدة وروسيا بالإضافة للقوى الإقليمية المهتمة بالشأن السوري محادثات في ميونيخ من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، وهو ماتم انتهاكه بشكل منهجي بالخصوص في شمال سوريا وفي حلب.

أبريل / نيسان 2016: انعقدت في جنيف مفاضات جديدة للمرة الثالثة على التوالي دون التوصل لنتيجة تذكر. في الصورة رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل