مرسيدس تستثمر 250 مليون يورو فى روسيا

خالد بدر الدين وشريف عيسى:

أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات، أنها ستفتح مصنعا بالقرب من موسكو لإنتاج سيارات مرسيدس-بنز الفاخرة، في أول استثمار جديد لشركة صناعة سيارات غربية كبرى منذ فرض العقوبات الأمريكية الأوروبية على روسيا منذ حوالى ثلاث سنوات.

وذكرت وكالة رويترز أن شركة "دايملر"  ستستثمر أكثر من  250 مليون يورو (260 مليون دولار) في المصنع الذى سيكون أول وحدة لـ "دايملر" لإنتاج سيارات مرسيدس  في روسيا، وأن أول دفعة من السيارات ستخرج من خط التجميع في 2019.

ويأتي استثمار "دايملر" في أعقاب مؤشرات مبدئية على تعافي سوق السيارات الروسية، بعدما شهدت مبيعات سيارات فورد في روسيا نموا بعد ثلاث سنوات من الضعف لدرجة أن  ماركوس شافير المسئول بقسم سيارات مرسيدس-بنز، أكد إن روسيا ذات أهمية إستراتيجية لمرسيدس-بنز وسوق جذابة تشهد نموا واضحا مؤخرا.

وقالت وزارة التجارة والصناعة الروسية في بيان اليوم الأربعاء، إن مصنع دايملر سينتج أكثر من 20 ألف من سيارات الركوب والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات من نوع مرسيدس-بنز سنويا بموجب اتفاقية مدتها تسع سنوات.

وتنظر شركات صناعة السيارات العالمية الرئيسية إلى روسيا باعتبارها تملك إمكانات للنمو، إذ كانت مرشحة في الماضي لتجاوز ألمانيا كأكبر سوق للسيارات في أوروبا، غير أن المشروعات الجديدة توقفت في 2014 حينما تفجر الصراع في أوكرانيا، وما نتج عنه من عقوبات دولية مع تباطؤ حاد في الاقتصاد الروسي.

ولم تمنع العقوبات الاستثمارات في صناعة السيارات لكنها أضرت بثقة المستثمرين، وتسببت في تعقيدات بسبب ضرورة ترتيب التعاملات المالية على النحو الذي يتفادى البنوك الواقعة تحت طائلة العقوبات.

وأكد دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي، أن شركة  "دايملر" ستبدأ  في عام 2018  ببناء مصنع لسيارات مرسيدس  خفيفة في مقاطعة موسكو، وأن الترتيب الشكلي المرتبط بالتوقيع على العقد سيتم تنفيذه في أقرب وقت ولكن  مرحلة إنتاج السيارات نفسها تستغرق عادة حوالي ثلاث سنوات.

ومن الشركات الأجنبية الكبرى التى لها مصانع كاملة لإنتاج السيارات فى روسيا "فولكس فاجن" الألمانية و"فولفو" السويدية و"بيجو" الفرنسية و "تويوتا" و"نيسان" و "هوندا" اليابانية و"هيونداىط الكورية الجنوبية، غير أن هناك تحالفات بين شركات أجنبية مع روسية فى مصانع تجميع سيارات، ومنها رينو الفرنسية مع "أفتوفاز" و كيا الكورية الجنوبية مع أفتوتور وهيونداى الكورية الجنوبية  مع تاجاز وفورد الأمريكية مع سوللرز و تويوتا و مازدا اليابانيتين مع سوللرز .

ومن ناحية أخرى، قفزت مبيعات فورد الأمريكية بحوالى 10 % العام الماضى لتصبح أول شركة أجنبية  فى روسيا تحقق ارتفاعا فى مبيعات السيارات بعد ثلاث سنوات من انهيارها بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية لدرجة أن مبيعات السيارات هبطت بأكثر من 50 % منذ عام 2012 التى حققت فيه مبيعات قياسية تجاوزت 2.9 مليون وحدة ، وانخفضت بحوالى 11 % فى 2016 و 5 % أخرى فى يناير الماضى.