صور| " كانون ومنازل بالحجارة وحصار الثعابين ".. عزبة قليون بـ "يوسف الصديق" والحياة خارج الزمن | الفيومية
الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » صور| ” كانون ومنازل بالحجارة وحصار الثعابين “.. عزبة قليون بـ “يوسف الصديق” والحياة خارج الزمن
تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.
فقر وحرمان من أبسط مقومات الحياة، عيشة مظلمة، يعيشها أهالي عزبة “قليون”، والتي تتبع عمدية قرية المقراني بالوحدة المحلية للحامولي، والتابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، بعدما سقطت من حسابات المسؤولين، فلا وحدة صحية تسعف مرضاهم، ولا صيدلية واحدة، انقطاع متكرر للكهرباء ومياه لا تصل إلا في فصل الشتاء، بضع كيلو مترات يقطعها التلاميذ يوميًا للذهاب إلى المدارس الإعدادية بالقرى المجاورة فالعزبة ليس بها سوى مدرسة ابتدائية متهالكة.
و” قليون” تبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 35 كيلو متر، وتقع شمال شرق بحيرة وادي الريان، بالقرب من صحراء المنطقة الأثرية لمدينة ماضي، ويحدها الظهير الصحراوي الذي ينتهي ببحيرة وادي الريان، ويسكنها حوالي 250 أسرة، يعيش أغلب أهلها على الزراعة، ويعيشون في منازل بدائية من البلوك الأبيض والحجارة.
“ولاد البلد ” تجولت في “قليون” ورصدت أحوالها واستمعت إلى معاناة سكانها في التحقيق التالي:
يقول إسماعيل حسين إسماعيل: “نحن نعيش حياة غير آدمية، فالعزبة ليس بها أي خدمات فلا وسائل مواصلات تنقل الأهالي ولا وحدة صحية ولا مدرسة إعدادية لتعليم أبنائنا ما يضطر الأهالي لإرسال أبنائهم إلى مدارس بالقرى المجاورة تبعد عشرات الكيلو مترات، فيما اضطر آخرون لحرمان أبنائهم من التعليم.، وخاصة الفتيات اللائي يقتصر تعليمهن عند مرحلة التعليم الاساسي، خوفا عليهن اثناء انتقالهن إلى مدارس بالقرى المجاورة، كما يقوم الأهالي بتزويجهن في سن صغيرة.
ويستكمل إسماعيل لدي ابنتين بالمدرسة الإعدادية بقرية المقراني استأجر لهم “توك توك” بـ 300 جنيهًا شهريًا لينقلهن من المنزل إلى المدرسة يوميًا، مشيرًا إلى أن المدرسة الابتدائية تهالكت وتشرخ جدرانها بسبب مياه خزان الصرف الصحي، مضيفًا: “حتى أطعمتنا نجلبها من القرى والمدن المجاورة، مضيفًا نريد أن يتعامل معنا المسؤولون برحمة ويعتبروننا بشر نستحق الحياة والخدمات”.
ويتساءل حسين، 45 سنة، عامل، باستنكار: “هل يصدق أحدًا أن عزبه يعيش فيها نحو 2000 نسمة ليس بها وحدة صحية لرعاية المواطنين ولا صيدلية واحدة، فإذا أصيب أحدنا بنزلة برد يضطر لقطع عشرات الكيلو مترات ليصل إلى أقرب قرية أو مدينة”، مضيفًا: هناك أشخاص لدغهم ثاعبين وآخرين عقرتهم كلاب ضالة بكثرة، بحكم قرب العزبة من الجبل، وهذه الحالات يتأخر إسعافها بسبب عدم وجود وحدة صحية ولا صيدلية لتكون على الأقل بديل لأي منشأة صحية التي هي أبسط حقوقنا.
ويشير حسين، أن هناك أراضٍ أملاك دولة كثيرة بالقرية، فهناك مثلًا أرض فناء المدرسة الابتدائية تتسع لبناء وحدة صحية ومدرسة إعدادية إيضامردفًا قمنا بإرسال شكاوى عديدة إلى الوحدة المحلية ومجلس المدينة والمحافظة والصحة ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا مسؤول يسمع.
وتضيف عائشة هلالي مطاوع 62 سنة، ربة منزل صارخة: نطالب القائمين على الصحة في الفيوم، أن ينظروا إلينا بعين الرحمة، فنحن بشر، فماذا نفعل في مريض لم نلحق به إلى أقرب مستشفى عندما يلدغه ثعبان، مشيرة أن هناك حالات وفاة تحدث لأطفال وكبار نتيجة عدم قدرتنا للوصول لأقرب مستشفى بسبب بعد المسافة وعدم توافر المواصلات فنحن لا نمتلك إلا طريق ترابي زراعي مدخلًا ومخرجًا للقرية تسير عليه الدرجات البخارية.
وتردف عائشة، أن نساء القرية يغسلهن يدويًا بسبب ضعف الكهرباء وانقطاعها المتكرر، مشيرة أن النساء يطهين الطعام أيضًا على “الكانون” باستخدام الحطب، وكأننا عدنا إلى زمن مضى، فأسطوانات البوتاجاز غير موجودة بالمرة، نظرا لعدم توافر مكتب تموين لتوزيع الأسطوانات بالعزبة، فالحصول على أسطوانة واحدة من التجار يكلفنا 50 جنيهًا.
“انني كغيري من أهالي العزبة البسطاء أمتلك قطعة أرض صغيرة، أعمل بها، ونحن محرمون من أي مظهر للتنمية فلا مخبز أو وحدة صحية أو جمعية زراعية لصرف الأسمدة، لا مرافق ولا شىء يساعدنا على العيش فيها”، هذا ما قاله محمد حسين، أحد أهالى القرية، والحاصل على دبلوم تجارة.
ويضيف: “تورطت في زراعة قطعة الأرض لأنني أنفقت كل ما أملك فيها، ولا يمكننى الهجرة خارج مصر هربًا من حياة الحرمان التى نعيشها، فحتى رغيف الخبز لا نجده، بسب عدم استخراج بطاقات تموينية لغالبيتنا رغم إرسال أسمائنا لمديرية التموين منذ أشهر يجعلنا نلجأ لشراء الرغيف بنصف جنيه أو الثلاثة أرغفة بجنيه.
ويقول محمد عبدالعال، عامل بإحدى المزارع: “جئت نازحًا من إحدى قرى المحافظة لأعمل مزارعًا بأرض الجبل، لكنني وجدت العيشة بها غير لائقة للبشر، فنحن نضطر لشرب الترع في فصل الصيف ما تسبب في إصابة العديد من أهالي العزبة بأمراض الكلى.
ومن جانبه يقول المحاسب حمدي عبد العال، رئيس الوحدة المحلية بالحامولي: عزبة قليون المسافة بينها وبين قرية المقراني التابعة لها ليست كبيرة وبها أغلب المرافق الأساسية وتم القضاء على مشكلة انقطاع المياه منذ ثلاثة أشهر بتركيب خط مياه 4 بوصه بطول كيلو ونصف من بداية كوبري المقراني إلى عزبة قليون.
ويشير أن العزبة بها مدرسة ابتدائية تتكون من طابقين على مساحة ثلاثة أفدنة، وأن طلاب المرحلة الإعدادية يدرسون بمدرسة المقراني الإعدادية وبمدرسة قرية رواء، مؤكدًا أن أهالي القرية لم يطالبون الوحدة أو مجلس المدينة أو هيئة الأبنية التعليمية باقامة مدرسه إعدادية.
Comments