المحتوى الرئيسى

فيديو| بـ1800 جنيه شهريا قبل الخصم.. هذا الطبيب يعالج 200 حالة يوميا

02/22 10:35

فيديو| بـ1800 جنيه شهريا قبل الخصم.. هذا الطبيب يعالج 200 حالة يوميا

"بسم الله الرحمن الرحيم. أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي. وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عوراتهم، وأكتم سرّهم. وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، الصالح والطالح، والصديق والعدو. وأن أثابر على طلب العلم، أسخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه. وأن أوقر من علمني، وأعلّم من يصغرني، وأكون أخًا لكل زميل في المهنة الطبية في نطاق البر والتقوى. وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقيًا مما يشينني أمام الله ورسوله والمؤمنين. والله على ما أقول شهيد."

لم يكن قسم أبقراط الذي نقله من اليونانية إلى العربية وكيّفه العالم العراقي حبيش بن الأعسم، ويقسمه الطبيب بكلمات أكثر اختزالا في نقابة الأطباء، مجرد كلمات روتينية قرأها الدكتور أشرف عبد المجيد عبد الرحيم، ليبدأ مزاولة مهنته، بل عهد قطعه على نفسه بخدمة المرضى والحفاظ على صحتهم، وهو ما جعله يتحمل كافة الأعباء والمشاق من أجل راحتهم والتخفيف من معاناتهم وآلاهم أينما جاء "تكليفه".

في السادسة من صباح كل يوم يدق منبه هاتفه المحمول، "استيقظ حان وقت العمل"، فما منه إلا أن يستيقظ ويهيئ نفسه للرحلة التي تستغرق أكثر من 45 دقيقة من مدينة أسيوط إلى قرية علوان إحدى القرى التابعة للمركز، إذ يعمل الدكتور أشرف، مديرا لوحدة طب الأسرة هناك.

تكليف الشاب ابن الـ28 عاما بالقرية جاء في شهر يونيو عام 2015، إذ يعد طبيبا مقيما، ويخدم نحو 17 ألف نسمة تعداد القرية والقرى المجاورة وهي منقباد والهدايا والبورة، أضف إليهم الحوادث، نظرا لوقوع الوحدة الصحية على طريق "أسيوط – القاهرة" الزراعي.

"أوقات العمل تبدأ في الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر في الأوقات العادية، فضلا عن 15 يوما أعمل فيها كطبيب مناوب"، يقول الطبيب الذي لا يزيد راتبه عن 1800 جنيه.

بإمكانات فقيرة وقلب غني يواجه الطبيب الشاب يوميا عشرات المرضى، حالات يسيرة العلاج وأخرى مستعصية، الفقر والمرض ثوابت، والمتغيرات تفاصيل وحكايات وراء كل جسد منهك ومصاب أتى من أجل العلاج.

"استقبل جميع الحالات من جميع الأقسام، وأكشف عليهم اللي عنده حرق سطحي أو جرح عايز خياطة أو عظام أو أطفال وأمراضها المتعددة، وأكتب العلاج ويُصرف من صيدلية الوحدة، وأحيانا أكتب أدوية تكميلية من الخارج يقوم بشرائها المريض، أما الحالات التي تستدعي طبيبا متخصصا سواء في الجراحة أو النساء والتوليد والرمد بحول المريض لمستشفى الشاملة أو الإيمان بالمدينة".

نقص الأدوية عائق كبير يضطر معه عبد الرحيم لكتابة علاج تكميلي يشتريه المريض من الخارج، فضلا عن خضوع الوحدة للتفتيش من قبل المجلس المحلي التابع للقرية، ورئيس المركز والمدينة التابعة لها القرية ولجان المتابعة من ديوان عام المحافظة، بالإضافة إلى تفتيش من قبل الإدارة الصحية بمديرية الصحة، وهذا يعرضه حال توقيع جزاء لخصم 200 جنيه من راتبه الذي لا يتجاوز الـ1800 جنيه.

"نقص الأطباء زاد الطين بله، فتعداد القرية الكبير يزيد من الأعباء والإرهاق على الطبيب الواحد الذي لابد أن يتواجد على مدار الـ24 ساعة، ويحتاج لطبيب مناوب له عند ذهابه لتلقى دورة تدريبية تابعة لمديرية الصحة".

Comments

عاجل