المحتوى الرئيسى

تساؤلات قديمة تلاحق المحادثات السورية في جنيف

02/22 17:10

عندما تُستأنف محادثات السلام السورية في جنيف يوم الخميس بعد تعليقها لمدة عشرة أشهر فمن المرجح أن تعاود الخلافات المعهودة الظهور رغم التغير الكبير في السياق العسكري والسياسي.

فقد حولت المكاسب العسكرية التي حققها الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة روسيا وإيران دفة المعركة منذ انهيار آخر جولة محادثات برعاية الأمم المتحدة من دون تحقيق تقدم في أبريل نيسان 2016.

كما أن السياق السياسي غير مألوف مع وصول قيادة جديدة إلى البيت الأبيض والأمم المتحدة وفي ظل التنسيق المبدئي بين تركيا وروسيا وإيران.

لكن رغم سريان وقف إطلاق نار على الأقل شكليا في معظم أنحاء سوريا فلم يطرأ تحرك يذكر بشأن القضايا التي لازمت الجولات السابقة من المحادثات.

وتطور الصراع الذي بدأ باحتجاجات في الشوارع قبل ستة أعوام إلى حرب معقدة متعددة الأطراف سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وسببت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.

وستضغط المعارضة من أجل إطلاق سراح سجناء ورفع الحصار الذي تفرضه الحكومة في عدد من المناطق وفوق كل ذلك من أجل الانتقال السياسي الذي سيؤدي إلى إنهاء حكم الأسد.

ومن المتوقع أن يلتزم الجانب الحكومي بموقفه بأن كل المعارضة المسلحة إرهابية. ولأن الأسد في وضع أقوى عسكريا مما كان منذ سنوات فإن لدى الحكومة خيار مواصلة تفوقها على الأرض إذا لم تحصل على مبتغاها من مائدة المفاوضات.

وقال النائب شريف شحادة المؤيد للأسد إن على المعارضة أن تدرك أن هناك واقعا جديدا على الأرض في سوريا وهناك تغيرات على الساحة الدولية مشيرا إلى أن الأوضاع ليست مثلما كانت في 2011.

وأضاف أن الظروف الميدانية والوضع السياسي تغيرا ومن ثم فعلى المعارضة أن تدخل المفاوضات بروح المشاركة لا الإقصاء.

وقال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري إن الائتلاف ملتزم بمحادثات جنيف بشكل كامل وعلى استعداد لمناقشة حل وانتقال سياسي وإنه ليس بالإمكان مناقشة المخاطر الأمنية الكبيرة في ظل بقاء الأسد في السلطة.

ويريد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن يركز على إصلاح الحكم في سوريا وطرح دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

تخشى بعض شخصيات المعارضة ودبلوماسيون غربيون وعرب أن يستمر العنف إلى ما لا نهاية إذا بقي الأسد في السلطة. وتشير نسخة مسربة من دستور صاغته روسيا إلى أنه قد يستمر في الحكم لعدة فترات ولاية كل منها سبع سنوات.

وقال دبلوماسي غربي "سيكون قوة جذب للإرهاب.. هذا أمر واضح ومنطقي لكن من الصعب طرحه كفكرة لأن الناس متلهفون على السلام. الناس يقولون ‘‭‭‬‬‬لماذا تدعمون الإرهاب؟ الأولوية هي لوقف الإرهاب. ادعموا بشار‘.‭‭‬‬‬"

وتقول المعارضة إن الأسد مسؤول عن مئات الآلاف من الوفيات. وتلقي حكومته مسؤولية إراقة الدماء على المعارضة.

وذكر دبلوماسيون غربيون أن دي ميستورا يأمل في حمل الأطراف السورية المتحاربة على اللقاء وجها لوجه على النقيض من العام الماضي عندما كان مضطرا للقيام بزيارات مكوكية بين الوفود في محادثات غير مباشرة أثبتت عدم جدواها.

وسيقود السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وفد الحكومة بينما سيكون وفد المعارضة بقيادة نصر الحريري وهو طبيب قلب يبلغ من العمر 40 عاما من محافظة درعا حيث انطلقت أولى المظاهرات الكبرى ضد الأسد في 2011.

ولن تلعب روسيا وإيران اللتان تدعمان الأسد وتركيا والولايات المتحدة اللتان تدعمان معارضيه أي دور مباشر في المحادثات.

ولا تزال هناك علامة استفهام بشأن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشارت تصريحاته العلنية إلى أنه مهموم بشكل أكبر بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وليس الإطاحة بالأسد. ويبدو أنه انسحب من الشراكة الأمريكية الروسية التي قادت المساعي الدبلوماسية السورية في الماضي.

وقال دي ميستورا الأسبوع الماضي "أين الولايات المتحدة؟ لا أستطيع أن أخبركم لأنني لا أعرف. الشيء الوحيد الذي افتقده في هذه اللحظة لكي تتوفر لدي معادلة واضحة... هو استراتيجية أمريكية واضحة."

وتمخضت الاتصالات الوثيقة بين روسيا وتركيا وإيران عن محادثات بين مفاوضين سوريين في قازاخستان في يناير كانون الثاني وفبراير شباط وأنعشت لوهلة قصيرة الآمال في زخم جديد لكن هذه المحادثات التي قال بعض الدبلوماسيين إنها قد تقود إلى جبهة موحدة ضد الجماعات المصنفة بأنها إرهابية انتهت إلى حالة من الفوضى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل