المحتوى الرئيسى

هل تنجح عمان في إقناع واشنطن بحل الدولتين؟

02/22 21:14

تكشف تصريحات ملك الأردن عبد الله الثاني المتكررة بخصوص حل الدولتين عن إصرار أردني في السعي لإيجاد أفق لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإحياء الروح فيها.

ولا تتوقف عمان عن إعلان تمسكها بخيار حل الدولتين المتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

وكان الملك عبد الله تحدث مرارا خلال الأيام الأخيرة عن خيار حل الدولتين، معتبرا أنه "الحل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإعادة إحياء العملية السلمية".

وشكل لقاء الملك بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة يوم أمس فرصة لتأكيد الموقف الأردني من خيار حل الدولتين، كما أكد الملك الأردني على ضرورة أن تقود الجهود إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين، استنادا إلى حل الدولتين.

وأوضح بيان مقتضب للديوان الملكي الأردني أن "أي طروحات لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها". 

وكان الملك عبدالله الثاني عقد لقاءات خلال الأسبوع الماضي جمعت كتابا ورؤساء تحرير صحف محلية وساسة أردنيين، كان الحديث الأبرز فيها عن تمسك الأردن بحل الدولتين.

وكان لافتا أن ملك الأردن استثمر زيارته الأخيرة إلى واشنطن التي التقى فيها كبار مسؤولي البيت الأبيض إضافة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتوضيح الموقف الأردني من خيار الدولتين، محذرا من تجاوز هذا الخيار.

لكن تصريحات أخرى لترمب أثارت استياء ساسة أردنيين، رأوا فيها عدم اكتراث الولايات المتحدة بحل القضية الفلسطينية، إلا أن مصادر قريبة من مطبخ القرار الأردني أكدت للجزيرة نت أن كبار المسؤولين في الدولة الأردنية لا يشعرون بالقلق إزاء تصريحات ترمب.

وأرجعوا ذلك إلى أسباب أبرزها أن حل الدولتين في حالة "احتضار" واقعيا مع نمو الاستيطان، وأن تصريحات ترمب لا تقدم ولا تؤخر، بعدما وصل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى قناعة بعدم جدوى استئناف مفاوضات السلام.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو رمان إن تصريحات ترمب الأخيرة كانت مربكة لكنها تعكس عدم وجود مقاربة صلبة له، أكثر مما يمكن أن تكون تحولا جوهريا نهائيا في السياسات الأميركية تجاه التسوية السلمية، بما ينهي الحل الفلسطيني نظريا بإقامة الدولة، مبينا أن مثل هذه النتيجة تتطلب وقتا أطول لمعرفة كيف ستطور الإدارة الأميركية الجديدة رؤيتها للمسألة الفلسطينية. 

وأضاف أبو رمان أن الملك عبد الله يحاول وضع القضية الفلسطينية على طاولة الأميركيين والمجتمع الدولي للحيلولة دون الاستفراد الإسرائيلي بالفلسطينيين، وسيحاول الخروج من القمة العربية في مارس/آذار المقبل في عمان بخطاب عربي يعزز هذا الموقف ويدعمه في مواجهة الأخطار الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية.

وفي حين تبرز أسئلة كبيرة عن مدى قدرة عمان على إقناع واشنطن وإسرائيل بحل الدولتين، فإن أستاذ فض النزاعات في الجامعة الأردنية حسن المومني صرح للجزيرة نت بأن عمان ستواصل حراكها الدبلوماسي ومحاولة تغيير التوجهات الأميركية للضغط على إسرائيل من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات.

ويوضح المومني أن مطبخ القرار الأردني يتمسك بموقفه الثابت من حل الدولتين، وأن إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام بالنسبة له أولوية كبرى.

لكن المومني يشكك في نوايا إسرائيل من خلال القول إن تل أبيب مستفيدة من الوضع الراهن ومن حالة الضعف العربي، وهي بذلك تضع القضية الفلسطينية كقضية ثانية بينما هي تتوسع في الاستيطان. ويخلص إلى القول إنه لا توجد ظروف موضوعية تجبر إسرائيل على التفاوض بشأن حل الدولتين.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت قبل أيام عن قمة سرية مصرية أردنية إسرائيلية عقدت العام الماضي برعاية أميركية في مدينة العقبة الساحلية في الأردن.

وأوضحت أن القمة عقدت بحضور كل من السيسي وعبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبرعاية وزير الخارجية الأميركية آنذاك جون كيري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل