المحتوى الرئيسى

هذا ما يريده «الشعب الحثالة» من أي رئيس | المصري اليوم

02/22 02:38

نشر اليوم (الثلاثاء) الزميل نيوتن في عموده اليومى، رسالة من القارئ كمال غبريال، الأخير سبق ونشر هذه الرسالة بالنص كمقال يحمل نفس العنوان: «ماذا تريد النخبة من الرئيس» على موقع «الحوار المتمدن» قبل نشرها في المصرى بيومين، كما شاركها على صفحته على موقع «فيس بوك»، والسيد كمال غبريال مهندس وله كتابات ومؤلفات، يذكر في مقالته أو رسالته أو كما تشاء لها من أسماء، أن النخبة (ولا أعرف تحديدا من هي الفئة التي يقصدها بهذه الصفة) تريد من الرئيس أن يكون بابا وماما، يوفر لها الغذاء والكساء والمسكن وشريك الحياة، رغم أن هذا الشعب لا يلتزم بالقوانين ولا بالتعليم الجيد، لا يحارب الفساد والرشوة، لا يجتهد في العمل، يمنح عقله لرجال دين يروجون للتطرف، يشجع إنتاج السبكى بمشاهده أفلامه الهابطة، يتحدث عن الديمقراطية ويفشل في تحقيق مسار ديمقراطى عبر الأحزاب، المهم أنه شعب مزيف «فيك» كما يقول الأمريكيون، بالبلدى ضجيج بدون طحن، إلى هنا وللكاتب الحق في النقد على اعتبار أنه مواطن أجنبى يزرو مصر ويصف حالنا كما فعلها الفرنسيون في كتابهم «وصف مصر»، وهو بالتأكيد لا ينطبق عليه الجين المتأصل في المجتمع المصرى.

بين سطور مقاله كانت هناك عبارة استوقفتنى وجعلتنى أشعر بالإهانة الشديدة يقول فيها: «الخلاصة.. مطلوب من سيادة الرئيس تحويل «شعب حثالة» إلى شعب بمستوى الدول الاسكندنافية.‏» هذه الفكرة الخبيثة التي تتكرر حول أن الشعب المصرى لا يستحق إلا ما يعيشه لأنه شعب كسول فاسد لا يطور نفسه، لابد من الرد عليها، فهى تأصل لمفهوم أننا شعب «فرز تانى» همجى لا يستحق حياة أفضل وأن الجهد الذي يبذله الرئيس خسارة فينا.

الموضوع هنا لا يخص «شعب مصر والسيسى»، ولكنه يخص معادلة الحكم «أى شعب وأى رئيس»، في حقيقة الأمر أن الشعوب مجبولة على طباع إنسانية واحدة، فالإنسان مجبول على حب الذات، والرغبة في التميز والتسلط، وهو ميال إلى النظر إلى ما في يد الغير ومحاولة الاستيلاء عليه، لو وجد في نفسه القوة وفيهم الضعف، لا فرق بين الشعب المصرى الحثالة كما وصفه السيد كمال وشعوب اسكندنافيا الذين يحترمون القانون وحقوق الإنسان، والدليل على ذلك أن المواطن المصرى «الحثالة» حين يسافر لهذه البلاد يمتثل لقوانينها ويصبح جزءا من نسيج المجتمع، بل يتفوق لو أتته الفرصة وامتلك أدوات التميز.

كمال جبريال، يتهم الشعب «الحثالة» بأنه يساعد على شيوع ثقافة الرشوة في المجتمع وأعطى بعض الأمثلة مثل رشوة عسكرى المرور حتى لا يكتب مخالفة أو الحصول على ترخيص بناء مخالف وغيره، فلماذا لم يتحدث عن الحيطان الكبار؟ كبار الفاسدين الذين لا ينتمون للطبقة التي تحدث عنها، أسياد البلد كما يقال، الموجودون في مناصب قيادية، يديرون بها أجهزة الدولة ومؤسساتها لصالحهم وليس لصالح الشعب «الحثالة»، وليطلع على قائمة التهم التي وجهت للرئيس المتنحى مبارك ورجالاته، وليحصى عدد الوزراء المتهمين بالاستيلاء على المال العام وما تكشفه الرقابة الإدارية من قضايا فساد تضم مستشارين وموظفين كبارا، هذه الأجهزة الرقابية لها آليات رقابية واستقلالية كبيرة ينص عليها القانون، لكنها في الحقيقة لا تنشط في عملها إلا بإرادة سياسية من رئيس الجمهورية شخصيا.. ولنا في الحكم على المستشار هشام جنينة بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ خير دليل.

هذا الشعب «الحثالة»، وأنت وأنا أفراد منه، لديه مطالب من أي رئيس سواء كان السيسى أو غيره، لو فعلها سيختفى ما ما يشكو منه الكاتب صاحب الرسالة من تصرفات عشوائية في المجتمع بعد سنوات قليلة، وهذه المطالب مشروعة ويتم تنفيذها في البلاد التي تعيش فيها الشعوب المحترمة من وجهة نظر الكاتب وهى :

* أن يكون القانون هو السيد المطاع في هذا البلد، ينفذ على الجميع بدون استثناء ليحقق العدالة بين أفراد الشعب

* أن يكون التعليم على قائمة أولويات الدولة وتليه الصحة

* أن تكون السياسات الاقتصادية في خدمة التنمية وليس مجرد أرقام نمو تزيد الأغنياء ثراء والفقراء فقرا

* تحقيق العدالة الاجتماعية بنظام ضريبى تصاعدى يقلل الفجوة بين الطبقات

* عدم التمييز بين فئات المجتمع، وأن تحقق الدولة المساواة التامة بين المواطنين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل