المحتوى الرئيسى

ما بعد المباراة | 90 دقيقة من الزمن الجميل - Goal.com

02/22 02:24

قدم مانشستر سيتي وضيفه موناكو، واحدة من أفضل وأروع مباريات دوري أبطال أوروبا منذ فترة طويلة، في السهرة الاستثنائية، التي احتضنها ملعب الاتحاد، وانتهت بفوز مجنون لأصحاب الأرض بنتيجة 5-3، بعدما كان متصدر الدوري الفرنسي، متقدمًا بثلاثة أهداف لاثنين، حتى الدقيقة 77، في ذهاب دور الـ16. مانشستر سيتي | مكاسب بالجملة لجوارديولا مانشستر سيتي |  مانشستر سيتي | مكاسب بالجملة لجوارديولامكاسب بالجملة لجوارديولاالمشاهد المُحايد الذي تابع هذه المباراة، بالتأكيد استمتع بـ90 دقيقة "خيالية" بين فريقين، كافحا بشرف وعزيمة حتى النهاية، حتى أحداث المباراة، بدون مبالغة.. فاقت إثارة الأفلام السينيمائية، فمن منا قبل المباراة جاء في خياله، أن موناكو سيُكرر ما فعله مع آرسنال في إنجلترا، قبل ثلاث سنوات، حتى الدقيقة 77، وبعد ذلك تحدث العودة الأسطورية لكتيبة بيب جوارديولا! . على الأقل، أكثر الطامحين، لم يتوقع أن تشهد المباراة ثمانية أهداف، وأن تصل الإثارة ذروتها بهذا السيناريو الهتشكوكي، ليستمتع كل محظوظ شاهد المباراة، بـ90 دقيقة، لا تتكرر كل يوم.كما أشرت في المقدمة، كنا أمام مباراة مجنونة بدت متكافئة في بعض الأوقات، وأوقات أخرى تسيدها موناكو، وفي النهاية، قال مانشستر سيتي، كلمته بقلب تأخره من 3-2، إلى فوز تاريخي، بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، وكان بالإمكان أن تنتهي، بأهداف أخرى، لولا الحارس الأرجنتيني "ويلي كاباييرو"، الذي حرم فالكاو، من هدفين مُحققين، منهم ركلة الجزاء، التي أنقذها والنتيجة 2-1، وبعدها سجل أجويرو هدف التعادل الثاني، أما الهدف الثاني، فكان من تصدي "سينمائي"، لعرضية قابلها إل تيجري بلمسة من على خط منطقة الجزاء، وهذا يعكس تأثير كاباييرو الكبير على أحداث المباراة، وفي نفس الوقت رسالة لجوارديولا، ليُعيد النظر حول ترتيب الحراس.صحيح أغلى مدافع إنجليزي "جون ستونز"، هو من أحرز الهدف الرابع، الذي تقدم به السيتي على ضيفه الفرنسي، لأول مرة في المباراة، إلا أنه ارتكب كوارث في الدفاع، وكان الحلقة الأضعف في الفريق، بدليل، أن المهاجم المُكلف هو برقابته، سجل هدفين، وأضاع ركلة جزاء، وارتباك ستونز في المواجهات المباشرة مع المهاجمين سواء الأرضية أو الهوائية، يؤثر بشكل سلبي على أوتامندي، الذي يُعتبر المسؤول الثاني، في تذبذب الأداء الدفاعي، بتهوره في تدخله على اللاعبين من جانب، وبغياب التفاهم والانسجام مع ستونز من جانب آخر، لذلك كانت أغلب محاولات موناكو تُشكل خطورة بالغة على كاباييرو.من الأشياء الهامة جدًا التي خرج بها السيتي من المباراة، هي الروح القتالية التي تحلى بها اللاعبون، حتى بعد تأخرهم ثلاثة أهداف لهدفين، نتيجة كهذه لفريق يلعب أمام أنصاره، من المُمكن أن تُعقد الأمور، خصوصًا إذا توتر اللاعبين، لكن وصيف البريميرليج، قدم درسًا في الكفاح، بفضل المواهب، التي صنعت الفارق، والإشارة إلى ما فعله الثلاثي "ليروي ساني، سيرخيو أجويرو ودافيد سيلفا" بالذات.في المواقف الصعبة، تظهر قيمة الموهبة لتفعل أكثر مما يريد المدرب، والشاهد على ذلك ما فعله ساني قبل أن يُعطي ستيرلينج الكرة أمام الشباك، فهو تعامل مع الكرة وكأنها جزء منه، وكأنه يعرف أنها ستأتي خلفه، ومع ذلك، وضعها أمامه بلمسة قدم حساسة، ليصنع الفارق، كما فعل أجويرو، بتعامله المثالي، مع الكرة في تصويبة الهدف الثالث، وهذه أشياء لا يقولها المدرب للاعب، بل الموهبة التي تُميز لاعب عن آخر، وتظهر دائمًا في المواقف الصعبة.أتصور أن العامل البدني، كان له تأثيرًا كبيرًا على المباراة، خصوصًا في الدقائق الـ20 الأخيرة، التي وضح خلالها تفوق السيتي، بشكل أفضل مما كان في الشوط الأول وأربع ربع ساعة من الشوط الثاني، حتى التغييرات التي أجراها جوارديولا في نهاية المباراة، بإشراك نافاس وفرناندو على حساب أجويرو وستيرلينج، كان الهدف منها إضاعة الوقت لإبقاء النتيجة على حالها، فقط تغيير زاباليتا بسانيا في منتصف الشوط الثاني، كان لتنشيط الجبهة اليمنى، وتحويل اللعب من الدفاع بسانيا، إلى هجوم زائد مع زاباليتا، الذي أبلى بلاءًا حسنًا، ونفذ المطلوب منه على أكمل وجه.موناكو | الشجاعة وحدها لا تكفيموناكو | الشجاعة وحدها لا تكفيموناكو | الشجاعة وحدها لا تكفييستحق موناكو إشادة خاصة، بعد العرض البطولي الذي قدمه أمام أحد كبار إنجلترا في السنوات الأخيرة، على ملعبه وأمام أعين جماهيره. هي مباراة أعاد إلى الأذهان سيناريو فوز فريق الإمارة على آرسنال في نفس الدولة في نسخة 2014-2015، بالذات عندما تقدم فالكاو لتسديد ركلة الجزاء، والنتيجة 2-1، لكن من سوء طالعه، أن كاباييرو تصدى للكرة، وأبقى المان سيتي في المباراة، لتحدث الانتفاضة، التي أسفرت عن ثلاثة أهداف في 10 دقائق.لعب المدرب جارديم بطريقته المُعتادة 4-2-3-1، ونجح في وضع السيتي في وسط ملعبه أغلب أوقات الشوط الأول، حتى أننا في كثير من الأوقات، كنا نُشاهد فالكاو ومبابي أمام كاباييرو على حدود منطقة الجزاء، وهذا الضغط الهائل، كلف الفريق السماوي، فقدان الكرة في عديد من المرات، بالذات الكرات الهوائية، نظرًا لفارق الطول الكبير بين أجويرو وقلبي دفاع موناكو.لعب موناكو بشكل مُنظم للغاية في الثلث الأخير من الملعب، ووضح ذلك من خلال تقارب ليمار، باكايوكو والرائع برناردو سيلفا، الذي كان يتحكم بالكرة كيفما يشاء، الأخير لعب وكأنه راقض بالية، يمر من لاعبي السيتي بسهولة يسر، والأهم من ذلك دقة تمريراته، ورؤيته لفتح ثغرات على الأطراف، لإرسال عرضيات لفالكاو، كما حدث في الهدف الأول، وأكثر من فرصة أخرى، كانت من الممكن أن تُترجم إلى أهداف، لولا براعة كاباييرو. ما قدمه الصغير كيليان مبابي، يُظهر أنه مشروع تيري هنري فرنسي جديد، بالرغم من أن عمره لا يتجاوز الـ19 عامًا، إلا أنه يلعب بثقة وهدوء، وكأنه لاعب في منتصف العشرينات، أو قريب من الثلاثينات، ووضح ذلك في جرأته، وهو يُراوغ مدافعين أكثر منه خبرة وسن، مثل زباليتا وسانيا، بخلاف ما فعله مع أوتامندي وستونز طوال المباراة، وهدفه الرائع، كان ترجمه للمستوى المتميز الذي قدمه.اتفقنا أن موناكو والسيتي قدما واحدة من أروع مباريات دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، لكن إذا نظرنا إلى الأخطاء الفردية، سنجد أنها ساهمت في انتهاء المباراة بهذه النتيجة، والطرف الذي كان أكثر تضررًا هو موناكو، الذي ارتكب حارسه هفوة ساذجة في الهدف الثاني، بعدها تفكك الدفاع تمامًا، مع انخفاض المعدل البدني لأغلب اللاعبين، بعد سباق السرعات الذي أكثر من ساعة، فكانت المُحصلة النهائية استقبال ثلاثة أهداف دفعة واحدة بين الدقيقتين 71 و81.النسخة التي كان عليها فالكاو اليوم، هي النسخة الحقيقية المعروفة عنه، وليس ما شاهدنا مع مانشستر يونايتد أو تشيلسي في الدوري الإنجليزي، ومن الأسباب الرئيسية التي ساعدت فالكاو على استعادة هذا الجزء الكبير من مستواه، هي الطريقة التي يلعب بها جارديم، فالنجم الكولومبي مميز جدًا في الكرات العرضية، لذلك لا عجب أبدًا أن يخرج فالكاو بهدفين، بعد سيل العرضيات التي لم تتوقف، ويظهر بوضوح شديد على محاولات موناكو في خلق الفرص، إصرارهم على الوصول لأبعد مكان على الطرف الأيمن أو الأيسر، مع إرسال عرضية من الحركة، لفالكاو.لكم الكلمة.  عادل منصور عادل منصور   صحفي متخصص في الكرة الإنجليزية

نرشح لك

أهم أخبار الحمل

Comments

عاجل