المحتوى الرئيسى

شباب هذا الفن الجميل | المصري اليوم

02/22 01:49

من يأمُل أن تدعم الدولة فى مصر السينما فهو واهمٌ واهمٌ واهمٌ، فلم تتأكد بعد قناعة أو إيمان الدولة ومؤسساتها الفنية والثقافية بقيمة فن السينما وبعمق تأثيره وسعة انتشاره، وندور فى حلقة مفرغة يبدو أنها لن تنتهى من استجداء أهل السينما للجهات المسؤولة لدعم الإنتاج السينمائى الجديد، وبالتالى تشجيع أجيال السينمائيين الجدد من كتاب للسيناريو ومخرجين ومصورين ــ وغيرهم ثم يتمخض الجبل دائما فيلد ثلاثين مليونا من الجنيهات إلى خمسين على الأكثر سنويا لعموم أهل السينما بما فيها مهرجاناتها السنوية التى تتراجع بفعل قلة التمويل إلى حد العجز والاستدانة، أما دعم الإنتاج السينمائى المصرى خاصة للشباب بأموال تأتى من الخارج ومن جهات سينمائية معلومة ومعروفة عالميا تعى وتقدر هذا الفن فإن قبول ذلك الدعم فى مصر مرفوض مرفوض مرفوض والحجة دائما أنها جهات مشبوهة.

لذا فإن بحث شباب هذا الفن الجميل عن طرق بديلة للتمويل والإنتاج بعيدا عن دهاليز التعقيدات الحكومية وهيمنة رأس المال الطفيلى فى عالم السينما يبدو دائما كطاقة أمل لا تنغلق.

منذ أيام شاهدت فيلما جديدا بعنوان «بشترى راجل» كانت وراءه تجربة لشابة مصرية طموحة محبة للفن السينمائى ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرست السينما فى جامعة كولومبيا بنيويورك وحصلت على الماجستير من هناك، وعادت بحصيلة دراسية وفنية أهلتها للعمل كراعية لورش كتابة السيناريو ثم لتبنى إنتاج الأفلام السينمائية بنظام الشراكة، إيمانا منها بضرورة كسر هذا الطوق الحديدى الذى تفرضه شركات الإنتاج الخاصة فى مصر، وهو كفيل ــ غالبا ــ بوأد والإجهاز على المواهب الحقيقية لصالح الأفلام عديمة القيمة وعديمة الفن، سألت دينا حرب ابنة الصديق العزيز د.أسامة الغزالى عن تلك الورشة التى أسستها قالت: إنها ورشة لكتابة السيناريو يتقدم لها من يمتلك معالجات جيدة لموضوعات أفلام جديدة، وتكون فى ثلاثة إلى خمسة عشرة صفحة ومن يتم اختياره تتم دعوته لحضور ورشة مكثفة لمدة ثلاثة أيام، ومنها إلى ورشة أخرى لمدة من ستة إلى ثمانية أشهر وخلالها يتم جماعيا تطوير فكرة الفيلم ومشاهده، مع الحفاظ دائما على رؤية الكاتب الأصلية وعند الانتهاء من السيناريو إما أن نقوم نحن كشركة بإنتاجه أو نبيع الناتج لشركة أخرى، وهذا ما حدث فى فيلم «بشترى راجل». فقد قمنا بإنتاج الفيلم عن طريق شركتى «بيرث مارك» التى تعتمد على الشراكة المالية من أكثر من فرد أو جهة، فقد ساهمت أنا بجانب بسيط منها وشاركت نجمة الفيلم نيللى كريم بمبلغ، وشارك آخرون بمجهوداتهم أو أموالهم، والباب مفتوح فى هذا النوع من الإنتاج لكل من يريد المساهمة فى ميزانية الفيلم، حتى ولو كان غير سينمائى ولا علاقة له بالسينما يكفى أن يكون محبا لها، والقاعدة عندنا إنتاجيا ألا تتعدى الميزانية المخصصة لعنصر التمثيل أكثر من عشرين فى المئة فقط من جملة ميزانية الفيلم حتى لا تلتهم أجور الممثلين قدرتنا على تجويد العناصر الأخرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل