خلال 75عاما .. 9 صحفيات تركن بصمتهن بمجالس نقابة الصحفيين
على مدى 75 عاما من إنشاء نقابة الصحفيين، تمكنت 9 سيدات من خوض غمار العمل النقابي والترشح لعضوية مجلس النقابة، من أجل تقديم خدمات للعاملين في بلاط صاحبة الجلالة تاركين بصمتهن في مجال الصحافة.
استطعن إثبات أنفسهن واحتلال مكانة بارزة داخل النقابة، البعض منهن لازال حاضرا ويقدمن مالديهن للنقابة وآخريات فضلوا الابتعاد عن العمل النقابي بمجرد انتهاء مدة عضويتهن بالمجلس.
ومع بداية عام 2016، بدأت الأعداد في الزيادة وبلغ عدد أعضاء نقابة الصحفيين من السيدات 2844 موزعين مابين جدول المشتغلين وتحت التمرين .
وخلال هذا العام تقدم لمنصب النقيب سبعة صحفيين بينهم سيدتان هن: "جيهان شعراوي الصحفية بالأهرام ، ونورا راشد الصحفية بالجمهورية"، بجانب كل من: "يحيى قلاش، وسيد الإسكندراني، وطلعت هاشم، عبد المحسن سلامة، إسلام كمال"، بحسب ما أعلنته اللجنة المشرفة على انتخابات الصحفيين.
وتعد هذه المرة الأولى التي تترشح فيها السيدات على منصب نقيب الصحفيين، مقارنة بعام 2015 حيث خلت كشوف المرشحين على منصب النقيب من أسماء السيدات .
فيما تقدمت إحدى عشر صحفية بأوراق ترشحهن لعضوية مجلس نقابة الصحفيين بدورة مارس 2017، بينهم حنان فكري عضو مجلس النقابة والمرشح لدورة تالية، بخلاف دورة 2015.
وقالت دعاء النجار، الصحفية بجريدة الجمهورية والمرشحة لعضوية مجلس نقابة الصحفيين "تحت السن" فى الانتخابات المقرر عقدها 3مارس المقبل، ، إن قرار الترشح يأتي من أجل خدمة الصحفيين وكسب ثقتهم لا من أجل الجلوس على مقعد، مؤكدة أنها ليست حديثة العهد بالعمل النقابي، بل تعيش هموما ومشكلات الصحفيين وما تمر به المهنة، من خلال عملها كمحررة شئون النقابة بالجمهورية.
وأضافت النجار لـ"مصر العربية"، أن إقبال الزميلات الصحفيات على خوض الماراثون الانتخابي هذه الدورة شيء مشرف، على عكس انتخابات 2015 تقدمت صحفيتان فقط مقابل 55 زميلاً .
ولفتت إلى أن مشاركة المرأة في العمل النقابي ليس أمر جديد، حيث شاركت المرأة فى تأسيس نقابة الصحفيين وكان 3 صحفيات ضمن المائة المؤسسين للنقابة .
وأكدت أن مثلها الأعلى فى العمل النقابى الكاتبة الصحفية الكبيرة "أمينة السعيد " أول صحفية تتقلد منصب رئيس تحرير وأول وكيل لنقابة الصحفيين عام 1959 والتى ورشحت نفسها لمنصب نقيب الصحفيين ولم يحالفها الحظ لكن مارست مهام المنصب بعد استقالة صلاح سالم نقيب الصحفيين آنذاك .
وكانت شويكار طويلة أول سيدة تمارس العمل النقابي، حيث بدأت العمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط ووصلت لمنصب نائب مدير تحرير، وانتخبت رئيسة اللجنة النقابية بالوكالة، وشغلت عضوا بمجلس النقابة 1993 وسكرتير عام مساعد بالنقابة.
ومن بين السيدات اللآئي شاركن في تأسيس نقابة الصحفيين: "نبوية موسى" والتي أصدرت مجلة الفتاة وكانت مديرة ورئيس تحرير المجلة، و"فاطمة اليوسف" الشهيرة بروز اليوسف والتي بدأت العمل في مجال الصحافة عام 1924 وتعد من جيل النساء اللائي ساهمن في تأسيس صاحبة الجلالة، وأصدرت مجلة بأسمها "روز اليوسف".
ولم تكن مجلة "روز اليوسف" الإصدار الوحيد لها، بل أصدرت مجلة أكتوبر 1925 وشغلت منصب المدير العام، ودخلت حينها في معارك مع الحكومات الموجودة منها حكومة إسماعيل صدقي ونسيم والنحاس.
وبجانب مجلة "روز اليوسف"، و"أكتوبر" كانت لها تجربة أخرى حيث أصدرت مجلة "صباح الخير".
ومن الكاتبات الصحفيات اللائي تميزن بكتابتهن بعدة لغات: "العربية، والإنجليزية، والفرنسية" خلال فترة الثلاثينيات "فاطمة راشد"، زوجة "محمد فريد وجدي" صاحب جريدة الدستور وقتها .
وفيما يخص العمل النقابي، في عام 1968 فازت الكاتبة الصحفية "نوال مدكور" بعضوية مجلس النقابة بجانب "أمينة السعيد"، وعملت مدكور بجريدة الجمهورية وكانت أول من أشرف على صفحات المرأة.
ودخلت المرأة لأول مرة مجلس نقابة الصحفيين، في ديسمبر 1954 عندما فازت الصحفية "أمينة السعيد" بالانتخابات.
وعلى مدى دورات عديدة تجاوزت مدتها الخامسة والعشرين عاما، تقلدت الكاتبة الصحفية "أمينة شفيق" منصب عضو مجلس بالنقابة، ولم تتأخر عن خدمة أبناء جيلها من الصحفيين حتى أصبحت سكرتير عام النقابة ثم قررت التوقف لتعطي الفرصة للجيل الجديد.
تخرجت شفيق من الجامعة الأمريكية قسم صحافة عام 1957، وعملت بمجلة الجيل التابعة لمؤسسة "أخبار اليوم"في نفس عام التحاقها بالجامعة 1953، وانتقلت من الجيل إلى جريدة المساء ثم الأهرام.
واستطاعت شفيق أن تحتل مكانة خاصة في العمل النقابي، ولم تغب عن المشاركة في أية أمور تخص النقابة، حيث كانت شاهدة على اجتماعات مجلس النقابة خلال العامين الماضيين بشأن قانون الإعلام الموحد مع كافة الجهات المعنية، فضلا عن أزمة اقتحام النقابة وحضورها اجتماع الجمعية العمومية في 4 مايو ماضي.
وكانت صاحبة مواقف واضحة ومحددة حيث رفضت اقتحام النقابة، باعتباره مخالفا للقانون وأيضا نددت بحكم الحبس على نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة بالسجن عامين مع الشغل.
وفي الفترة بين عامي (1973-1981) تولت الكاتبة الصحفية فاطمة سعيد منصب أمين صندوق النقابة، وكانت رئيسة قسم المرأة بجريدة الأخبار.
وضم مجلس النقابة ثلاثة صحفيات في الفترة بين عامي (1975-1977)، وتعد هذه المرة الأولى التي يضم فيها ثلاث دفعة واحدة، هن: "بهيرة مختار وفاطمة سعيد وأمينة شفيق".
ولمدة 12 عاما غابت المرأة عن عضوية مجلس نقابة الصحفيين، حتى جاءت عبير السعدي ونجحت في الانتخابات عام 2007 واستمرت حتى 2014، وخلال فترة توليها عضوية المجلس ركزت اهتمامها على مجال التدريب وتطوير مهارات أبناء صاحبة الجلالة.
واستمرارا لمشاركة الصحفيات بعضوية مجلس نقابة الصحفيين،قررت حنان فكري الصحفية بجريدة وطني الترشح لعضوية المجلس عام 2013، وأصبحت مقررا للجنة الثقافية وتم اختيارها أمينا عاما مساعدا للنقابة، وتولت لجنة التدريب حتى ذلك الوقت.
وفي اليوم الأول من فتح باب الترشح لانتخابات الصحفيين دورة 2017، تقدمت حنان فكري بأوراق ترشحها لعضوية المجلس لاستكمال ما بدأته في دورتها الماضية من خدمة زملائها لا سيما مركز التدريب المقرر استكماله وافتتاحه بالدور السادس بالنقابة، بحسب قولها.
وأضافت لـ"مصر العربية"، أن هناك بعض البرامج والخطط التي تعطلت متعلقة بالعمل النقابي بسبب الظروف السياسية، وتلك الظروف ليست متعلقة بالنقابة ككيان وإنما المناخ السياسي العام، مطالبة أعضاء الجمعيةالعمومية للتوحد حول الكيان النقابي وعدم الاستقطاب.
ورفضت طرح فكرة أنها مرشحة قبطية والمرأة الوحيدة في تشكيل المجلس السابق، قائلة:"هذا طرح عنصري وأنا صحفيه مصرية فقط".
وبعيدا عن العمل النقابي من السيدات اللائي تركن بصمتهن في عالم الصحافة، "هند نوفل" أول سيدة تصدر مجلة نسائية وهي "الفتاة" عام 1892 بالإسكندرية، وهي ابنة الأديب اللبناني "نسيم نوفل"، والكاتبة الصحفية "درية شفيق" التي اشتهرت بالعمل الاجتماعي والسياسي، وأصدرت مجلتها "بنت النيل" 1946.
Comments