المحتوى الرئيسى

حوار- نجل محمد رضا: والدي فكر في الابتعاد عن التمثيل بعد تضحيته بالهندسة (1-3)

02/21 16:54

ضحى بحياته المستقرة، ونجاحه في عمله كمهندس بواحدة من أشهر شركات البترول، ليحقق حلم لم يفارق مخيلته، وهو أن يصبح فتي أحلام شاشة السينما، خاصة وأنه كان يملك في شبابه المقومات الجسدية والشكلية التي تمكنه من تحقيق هذا الحلم، إلا أنه نجح في أدوار أخرى لم تخطر له على بال، وارتبطت الشخصية التي قدمها باسمه حتى الآن، هو "المعلم رضا"، أو الفنان محمد رضا، الذي تحل ذكرى رحيله في مثل هذا اليوم 21 فبراير.

"مصراوي" التقى "أحمد" نجل محمد رضا، ليحدثنا عن والده، مشواره الفني، وأبرز المحطات التي مر بها، والإحباطات التي واجهته حتى نجح في أن يصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، إلى الحوار..

صعيدي المولد، ساحلي المنشأ، وقاهري الهوى، ولد محمد رضا في قرية "الحمرا" في محافظة أسيوط، وهي المحافظة التي كان يعيش بها والده بحكم عمله كموظف في هيئة السكك الحديدية، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى محافظة السويس، وعاش رضا هناك طفولته وقسط كبير من شبابه، تلقى تعليمه وكوّن صداقاته، وعمل في شركة "شل" كمهندس بترول، بعد تخرجه، لذلك يعتبره أهل السويس ابن محافظتهم.

خلال فترة الدراسة، ظهرت موهبة التمثيل، على الطفل الذي التحق بفرقة التمثيل في المدرسة، وانضم لفريق الخطابة، وتنبأ له ناظر المدرسة بأنه سيصبح فنانا مشهورا، يقول أحمد "لم يفكر والدي أن يلتحق بمعهد التمثيل، بعد انتهاء مراحل التعليم الأساسية، لكن أراد إتمام تعليمه، بناءا على رغبة أسرته، التي لم تعترض على حبه للتمثيل، لكن أرادت أن يضمن ابنها مجال أخر، يستطيع أن يلجأ إليه إذا لم ينجح كممثل، والده لم يعارض بالعكس كان متفتح، ولم يرفض عمل نجله بالفن، وهي الفكرة التي اقتنع بها والدي، لأنه كان دائم النصح لأي شاب يكشف عن رغبته في العمل بالتمثيل، بأن يكمل دراسته أولا".

أخذته الدراسة ووجد فرصة عمل جيدة في شركة بترول معروفة في السويس، وبعدها ارتبط برفيقة مشواره، حتى أعادت له مجلة "دنيا الفن" حنينه إلى التمثيل، بعدما نشرت خبر يشير لاستعدادها لإقامة مسابقة في القاهرة لاختيار وجوه فنية جديدة، وبالفعل حضر رضا إلى القاهرة، ونجح في كل مراحل التصفيات، ليفوز بالمركز الثاني ويشيد بأدائه المخرج صلاح أبو سيف، أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة.

ظن رضا أن الأبواب فُتحت أمامه بعد نجاحه في المسابقة، لكن وجد الأمر لا يسير بالسهولة التي توقعها، وبعد فترة التقى مصادفة بصلاح أبو سيف، وحكى له أنه يبحث عن فرصة، فعرض عليه أبو سيف أن يمنحه دور صغير في فيلمه الذي يقوم بتصويره، وفرح رضا واعتبره طرف الخيط الذي سيقوده لحلمه، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالمشاهد التي سيقوم بتصويرها خارجية، وسيتم تصويرها في منطقة الهرم، وتحتاج ليوم مشمس، لكن أبت الشمس أن تشرق وكأنها تتحداه، ففي كل يوم يذهب فريق العمل إلى مكان التصوير، منتظرين اعتدال الجو دون فائدة، حتى ملّ رضا وقرر عدم الذهاب إلى اللوكيشن مرة ثانية.

"خلال هذه الفترة التقى رضا بالفنان توفيق الدقن، الذي أصبح فيما بعد صديقه، ونصحه بأن يصقل موهبته بالدراسة"، وبحسب أحمد فوالده غامر بحياته المستقرة، رغم أنه في ذلك الوقت كان أنجب طفلته "أميمة"، فقدم استقالته من الشركة التي يعمل بها بالسويس، وجاء وزوجته إلى القاهرة، ليلتحق بالمعهد، وتتلمذ على يد عميد المسرح يوسف وهبي، والفنان الكبير زكي طليمات، لكن لعدم قدرته على الالتزام بمواعيد المحاضرات، فصله طليمات، وهي النقطة التي كادت أن تحرمه من تحقيق حلمه مدى الحياة.

يتحدث أحمد عن تسرب اليأس إلى روح والده، بعد سقوطه في المعهد، وذهب بالفعل إلى السويس رغبة في سحب استقالته ليعود إلى عمله، إلا أن الشركة رفضت، فاضطر أن يعود للقاهرة ويستكمل دراسته، ليتحول الأمر بالنسبة له لمسألة حياة أو موت، لم يعد مجرد حلم يتمنى تحقيقه، وسعى أن ينجح ويثبت أنه لم يخطأ عندما ضحى بحياته المستقرة، وأنه لم يجعل أسرته الصغيرة في مهب الريح.

عاد رضا للدراسة، وتخرج من المعهد، والتحق بفرقة "المسرح الحر"، ليقدم معهم مجموعة من المسرحيات، إلى جانب تقديمه عدد من الأدوار الثانوية على شاشة السينما، قدم خلالها أدوار "الطبيب، وكيل النيابة والضابط"، وانتظر أن تُسند له أدوار فتى الشاشة الأول، لكن ما جاءه حوّل مشواره الفني لإتجاه أخر، يقول أحمد "عُرض على والدي دور المعلم كرشة في مسرحية زقاق المدق، وكان هذا الدور بداية ارتباطه بشخصية المعلم على خشبة المسرح وعلى شاشة السينما".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل