"الجزائر" تشغل غضب الطرق الصوفية في مصر

حالة من الغضب العارم انتشرت بين عدد من أصحاب الطرق الصوفية في مصر، عقب إعلان 60 طريقة صوفية حول العالم، إنشاء أكبر اتحاد دولي يضم الصوفية في الجزائر، معلنين رفضهم لإقامة أي فرع للاتحاد في القاهرة، معتبرين هذا الأمر إهانة لصوفية مصر خاصة، وأن قاهرة المعز هي أساس التصوف، مؤكدين أنه لا يليق بهم أن يكونوا تابعين لأحد.

وفي هذا السياق رفض محمد عبده، أحد أفراد الطريقة "الإخلاصية" بالإسكندرية، بناء هذا الاتحاد، معتبرًا إياه مدمرًا للطرق الصوفية في مصر والعالم.

وقال "عبده"، في تصريحات خاصة لـ"المصريون"، أن هذا الاتحاد اخترع نظام جديد للتصوف، وهو أن يكون للمتصوفين مرشد عام مثل جماعة الإخوان المسلمين، وهذا الأمر لا يتبع في مصر؛ لأن كل طريقة لديها شيخها الذي يوجهها، وهذا الأمر غير مقبول.

وأضاف أن هذا الأمر بالغ الخطورة؛ لأن المتصوفين في مصر إذا وافقوا عليه سيصدر المرشد العام في الجزائر أوامر وعلينا أن ننفذها مهما كانت.

ومن جانبه قال الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، إن كثرة الاتحادات التي تضم الطرق الصوفية تضر بالصوفيين أكثر مما تنفعهم، لأنها تشتت فكرهم، لذلك فأن الخلوة أفضل أكثر مائة مرة من تلك الاتحادات.

ونوه إلي أن المتصوفيين يحتاجون إلي شيخ جيد يربي المريد ويجله ويكون إنسانًا صاحب فكر، ولا يريد اتحادات.

في سياق متصل قال الدكتور طلعت مسلم، القيادي الصوفي، إن الاتحاد له توجهات مختلفة مع توجهات الطرق الصوفية المصرية، وعلى ذلك الموافقة على إنشاء مقر له في القاهرة يضر صوفية مصر أكثر من أن ينفعهم.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن للطرق الصوفية المصرية هيكلًا تنظيميًا ينظم العمل مثل مشيخة الطرق الصوفية، ولا يجب الاعتراف بأي كيان آخر غير هذا الكيان المعترف به من الدولة، وإذا تم عمل فرع للاتحاد الصوفي الجزائري في مصر سيوجه الطرق الصوفية إلى أغراض خاصة وتوجهات بعيدة كل البعد عن التوجه الذي تتبعه الصوفية الآن.